الرأي الثالث
اللعب في الوقت الضائع
تاريخ النشر : الاثنين ٢١ مايو ٢٠١٢
محميد المحميد
}} أول السطر:
سألت سائق التاكسي في القاهرة عن أحوال مصر وميدان التحرير، فقال لي ان الأمور طيبة ولا توجد مشاكل كبيرة، وكل ما لدى العالم من انطباعات هو بسبب تضخيم الأخبار في «قناة فضائية».. تماما كما هو الوضع في البحرين من خلال كذب ومبالغات قناة «العالم» وقناة الـ «بي بي سي».. فقلت له: صدقت يا معلم.
}} اللعب في الوقت الضائع:
في مباريات كرة القدم، وعند الدقائق الأخيرة يصاب بعض اللاعبين والجماهير بحماس غير عادي، ولربما بذلوا من الجهد والطاقة ما لم يبذلوه طوال وقت المباراة، تلك حالة نفسية رياضية لها ارتباط وثيق بنتيجة المباراة وبتشجيع الجمهور والروح المعنوية لدى اللاعبين، بغض النظر هنا عن التزام اللاعبين بقانون وصفارة الحكم، أو لجوء البعض الى حركات وتمثيليات بهلوانية ليستثيروا الجمهور ويخدعوا الحكم كي يمنحهم مخالفة ضد الفريق المنافس، وهذا موقف كثيرا ما تكرر في المباريات الكروية.
في الشأن المحلي اليوم نرى العديد من الشخصيات والجمعيات والوسائل المختلفة تمارس العمل السياسي وكأنها تلعب في الوقت الضائع من المباراة، تقوم بتحرك ونشاط وجهد لم تبذله من عشر سنوات، وتلجأ بعض الجمعيات والشخصيات الى ممارسة الكذب والحركات البهلوانية من أجل استثارة الجماهير ومن أجل خداع الرأي العام الخارجي، الإعلامي والحقوقي خاصة، والغريب أن بعض الدكاكين الحقوقية والإعلامية والسياسية تنطلي عليها تلك الخدع والأكاذيب والألعاب البهلوانية، ومن ثم تصدر تقاريرها وتخرج بياناتها كالعادة.
قس على ذلك مواقف بعض الأشخاص والسياسيين فيما يحصل في البلاد، فهم يقومون بأمور خاصة عند قرب انتهاء موسم معين فيأتون بتصريحات وبيانات ومواقف كبيرة وضخمة، رغم أنهم كانوا طوال الموسم في سبات عميق بلا انتاجية ولا عمل، ولكنهم حينما شعروا بقرب انتهاء الموسم أخذوا يتهافتون نحو أي عمل من أجل أن يرسخ في ذهن الرأي العام آخر ما قاموا به، ولا مانع في أن يكون آخر ما قاموا به مخالفا للقانون وللعرف العام، فالمهم لديهم أن يتذكرهم الناس ويمحوا عنهم خطايا الموسم الذي قضوه من دون نتيجة وتأثير لصالح الوطن.
خذ مثالا آخر، وهو ما تقوم به المعارضة الطائفية من تحرك في الداخل والخارج، ولو أنها استثمرت ذلك الجهد والإنفاق في المال لصالح المواطنين أو في مشروع إسكاني مثلا أو برنامج وطني إيجابي شامل، لكان خيرا للجميع، ولكنها ظلت تمارس دور المناكفة والمخالفة الى حد التخريب والإرهاب، وأصبحت تمثل دور «المجرم» في ذهن الرأي العام عند الشعب المخلص.
والغريب أن الحالة التي يمر بها الوطن، في انتظار صافرة الحكم والقانون والدولة، لإيقاف هذه المهزلة وتلك التجاوزات والحركات البهلوانية وخاصة من المعارضة الطائفية، لأن اللعب في الوقت الضائع والنشاط المتفجر في الثواني الاخيرة لا ينفع في تغيير النتيجة، وخاصة إذا كان الفارق كبيرا، أو كان بمثابة تنفيذ الدعوة المعلنة الى تطبيق القانون على الجميع بلا حصانة لأحد، أو كان بمثابة التحول من التعاون إلى الاتحاد الخليجي.. عندها تكون النتيجة محسومة والجهد في الوقت الضائع مجرد إثارة للغبار لا أكثر.
}} آخر السطر:
اليوم الاثنين يصادف عيد ميلاد ابنتي مرام (13 سنة).. أقول لها وأنا موجود في «القاهرة» بعيدا عنها حاليا: كل عام وأنتِ بخير.