عليك أن تلبس الحذاء
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٢
محمد المعتوق
يقال أنه إذا أردت أن تعرف ما يفكر به الآخر، عليك أن تلبس حذاءه وأن تضع نفسك في مكانه وهذا ما فعلته بالضبط وأنا أراقب عن كثب إقالة بعض الأندية للمدربين الوطنيين والمحترفين الوافدين على مستوى مختلف الألعاب من دون استناد صريح إلى دراسة علمية على الأقل في لعبة اليد التي تعاني فصولها الأربعة المدرب واللاعب والإداري والجمهور من ظروف استثنائية صعبة، وحتى لا أتشعب في الحديث، أشير باختصار إلى حادثتي إقالة اثنين من المدربين المميزين على الساحة الرياضية في لعبة اليد بنادي النجمة والاتفاق، حسب النتائج الايجابية الملموسة قياسا إلى للظروف الصعبة المحيطة بالناديين، وما يحز في نفس المتتبع للمشهد الطريقة المشينة والغير حضارية في التعامل مع المدربين، واستبعادهما القصري عن القيادة الفنية، فالشرقاوي مدرب النجمة المعروف تسلم قرار إقالته المفاجئ بعد نهاية تدريب وصفه الشرقاوي بالحماسي تحضيرا للمواجهة القادمة، وجاء القرار بيد مدير اللعبة بحضور اللاعبين وأمام أعينهم، قبل مباراة واحدة من نهاية الموسم الرياضي، في الوقت الذي تسلم فيه مدرب الاتفاق عبدالستار العرفاوي الاستقالة مع نهاية الدوري العام والدخول الاتفاق في مباريات كاس الاتحاد بعد أيقنت الإدارة بأنه من الصعوبة بمكان الحصول على الكأس أو الوصول إلى المباراة النهائية وبالتالي اتخذت الإدارة القرار لتخفيف العبء المالي عن النادي على الرغم من أن العقد مع العرفاوي يمتد إلى موسم واحد، يبدأ مع توقيع العقد وينتهي مع آخر مباراة في الدوري، وبالفعل أخذ العرفاوي نصف المبلغ المستحق له وغادر إلى تونس.
في الوقت الذي أشار أمين سر نادي النجمة عبدالرحمن اللظي لواحدة من الصحف المحلية بأن تغيير الجهاز الفني جاء لأسباب نفسية وذهنية وليست فنية بعد أن حقق الشرقاوي في عمله العلامة الكاملة في الجوانب الفني وقدرته على لملمة اللاعبين ووضع الضوابط والأسس والسير مع الفريق على عكاز في الفترة الأولى إلى أن مكنه من ان يمشي على قدميه متجاوزا الخطوط والحواجز والوصول بالفريق إلى الدورة السداسية في الوقت الذي كان الشرقاوي مطالب من قبل الإدارة بلملمة اللاعبين وإعادة هوية الفريق وتشكيل شخصية الفريق الذي يعاني من الإصابات والعزوف عن التدريب والغريب في ألأمر أن النجمة قد تأخر في التعاقد مع الشرقاوي في عملية بحث صعبة قبل أن يستقر الرأي على حضوره إلى البحرين قبل أربعة أيام من بداية الدوري، من هنا اشدد على أهمية أن يتدخل اتحاد اللعبة وان يقوم بدور الحماية للمدربين بالتعاون مع اللجنة الاولمبية والدخول طرفا في حل الإشكالات الناتجة عن تسرع الإدارات وأن يقدم الاتحاد للأندية صيغة مقبولة تمنح المدربين الوطنيين والمحترفين حقوقهم وتعطي الأندية التي تفتقد للكثير من الجوانب الفنية في اختياراتها للأجهزة الفنية النصيحة والشورى وعدم ترك الإدارات تتخبط في عملية البحث والاختيار الذي يؤدي في النهاية إلى إقالات متسرعة لا تخضع للقياس والتقييم بما يضر بالصورة الحضارية لمملكة البحرين.
.