فقد الجسم الصحفي قلما من الأقلام الوطنية المخلصة لوطنها وقيادتها.. قلما تميز بجرأته في الطرح.. وتمسكه بالوحدة الوطنية.. وأحد أعمدة الصحافة البحرينية.. رجل له تاريخ مشرق في عالم الصحافة المستنيرة.. له اسهاماته الواضحة والملموسة في تاريخها لما يملكه من رؤية وفكر حرّ نزيه وقلم وطني مخلص.. بذل كل ما في وسعه لنهضة البحرين والرقي بجيلها وتثقيفه من خلال اطروحاته وأفكاره.
كان صاحب جرأة في الطرح، وكانت انتقاداته لاذعة، الا انها تصدر من قلب محب، واكب - رحمه الله - الحركة الوطنية منذ بدايتها.. وكان من الأصوات الجميلة التي وقفت ضد الاستعمار.. لم يشغله الهم الصحفي عن التواصل الاجتماعي، فلم تخل مجالس المحرق من وجوده.. فهو حاضر في كل المناسبات.
عبدالله العباسي.. عاش في المحافظة الوسطى بمدينة عيسى.. ولكن كان محرقي الهوى.. مخلص في الوطنية والولاء.. لقد جمع الصفات الجميلة.. تمسك بعروبته حتى آخر حياته.
لم تفقدك الصحافة فقط.. بل فقدتك المحرق.. ورجالات المحرق.. ومجالس المحرق.. التي ستشتاق الى زياراتك لها.. وستشتاق الى مداخلاتك في ندواتها.. وسنشتاق نحن الى صوتك الوطني الجميل الذي فخرنا به دائما.
نعزي الجميع في رحيلك.. والجسد الصحفي.. ورئيس جمعية الصحفيين البحرينية السيد مؤنس المردي في فقدان الجمعية صاحب الكلمة الصادقة والمخلصة.
عبدالله العباسي في ذمة الله.. نعم في ذمة الله رحلت.. وعادت الروح إلى خالقها وبارئها.. ولكن ستبقى كلماتك الوطنية باقية.. وشاهدة على صدق مشاعرك.. ستبقى كلماتك للأجيال القادمة تنهل منها حب الوطن.. وعشق الصحافة.. والجرأة الممزوجة بالأدب والأخلاق والرفعة.
رحمك الله.. وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.. وتغمدك المولى عز وجل بواسع رحمته.. إنه سميع مجيب الدعاء.
سلمان بن عيسى بن هندي
محافظ محافظة المحرقٍ