الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عالم يتغير


الشهية الإيرانية المفتوحة وأبناء ((العلقمي)) الجدد (3-3)

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٢

فوزية رشيد



} ليس اعتباطا ما يقوم به ((عيسى قاسم)) من دور تحريضي تأزيمي، مثلما هو ليس اعتباطا ما يقوم به ((علي سلمان)) من دور مماثل، ومن تسيير لمسيرات دائمة والدفاع عن الأعمال الإرهابية والقائمين عليها، مثلما هو ليس اعتباطيا دور بقية الجوقة من ((أبناء العلقمي)) المنتشرين على الفضائيات وفي الكثير من الدول العربية والدول الغربية، فكل هؤلاء يهدفون للإبقاء على روح الأزمة والاشتعال، وممارسة التضليل السياسي، وتبني الإرهاب ودعمه وإذكاء ناره كل يوم، لسبب واحد هو أهم من كل الأسباب، انهم ينتظرون نقطة الصفر مجددا، وهذه المرة هي نزول إيران مباشرة وبشكل واضح وأمام مرأى ومسمع العالم كله في البدء بمخططها الذي فشل جراء الاستعجال به وهو احتلال البحرين والزحف نحو المنطقة الشرقية في السعودية تمهيدا لضم المنطقة كلها وإخضاعها للهيمنة الإيرانية برضا ومباركة الولايات المتحدة وبعض دول غربية، وجميعها تلعب دورها في النفاق السياسي والمناورات السياسية والتمويه على قادة الخليج العربي، انتظارا لمعرفة حجم ((الشطارة الإيرانية)) في قلب الوقائع والحقائق، ومنع قيام الاتحاد الخليجي، باستمرار الآلة الإعلامية والتصريحات ونقلها من درجة المناورة والابتزاز والاستفزاز إلى درجة الإعلان الساخن عن حقيقة النيات، لتصبح في البداية أمرا اعتياديا على المسامع في المنطقة وفي العالم، ثم ليتم تحويلها إلى أمر واقع، بمساعدة ((أبناء العلقمي)) في البحرين والمنطقة، والجرأة اللامتناهية من جانبهم أيضا في تشويه الاتحاد الخليجي، ووضع دوله في موضع أو خندق الدفاع عن النفس، وتبرير الاتحاد، أمام جوقة عميلة لإيران تعمل وفق خطة مدروسة في إطار (استراتيجية إيرانية متكاملة) للهيمنة على المنطقة.
} اليوم حصحص الحق وظهر الباطل جليا، سواء فيما تهدف إليه التصريحات الإيرانية النارية، أو ما يهدف إليه الهجوم الممنهج والمنظم من أبناء العلقمي ضد الاتحاد الخليجي وضد البحرين، وحيث الحركة الأساسية يقومون بها معا مع إيران في اتجاه تحقيق أطماعها في البحرين والسعودية والخليج، فيما تهمة الاحتلال يتم توجيهها نحو السعودية ونحو الاتحاد، ومثلما أيضا هم يدركون جيدا انهم بتناغمهم التام (حراكا وخطابا) مع الحراك والخطاب الإيرانيين يفرطون في سيادة واستقلال البحرين والخليج العربي كله، ويقدمونها بتآمرهم وادعاءاتهم وإرهابهم هدية للمخطط الإيراني، يعلو صوتهم الكاذب في ذات الوقت بأن (البحرين ليست للبيع) وبهذا فهم يشغلون شعب البحرين والخليج والعالم بأكاذيبهم الجديدة، فيما إيران تسرع في مخطط الاستيلاء على البحرين والخليج، وتبدأ بذلك التسريع من خلال التصريحات المعلنة بالنيات كبداية للتحرك الجديد.
} اليوم نضع المسؤولية كاملة والمرة الأولى على قادة الخليج العربي ككل في التحرك الفوري والعاجل في وضع حد سواء للتصريحات التي ستعقبها تحركات إيرانية حسب الفرصة المواتية، أو في وضع حد لأبناء العلقمي المنتشرين في البحرين وبقية دول الخليج.
لم تعد المسألة فضح هؤلاء فقد انفضحوا وتم الأمر، والمسألة باختصار تعني خروج دول الخليج العربي من خندق الدفاع عن النفس وتصريحات ردود الأفعال، إلى خندق الهجوم على إيران وعملائها ليس بمعنى الانجرار إلى مواجهة عسكرية التي ان حتمتها الظروف اللاحقة فهي الشر الذي لابد منه، وإنما سياسيا وإعلاميا ودبلوماسيا والتسريع بالدعوة إلى اجتماع استثنائي عاجل لوضع الجامعة العربية رغم انها مكبلة بالرئاسة العراقية التابعة لإيران، أمام مسؤوليتها بحراك عربي ضاغط لمواجهة التصريحات الإيرانية وعمل خلاياها في ضرب أمن واستقرار دول الخليج كافة وتهديدها وتهديد الأمن القومي العربي.
ومن المسؤولية التوجه الجاد في وضع الأمم المتحدة أمام واجبها في تنفيذ اتفاقياتها تجاه الدول ذات الاستقلال والسيادة حين تكون مهددة بتصريحات ونيات تصاعدية من دولة أخرى، وعدم الاكتفاء بتقديم شكوى مجازية.
} في أثناء ذلك يجب تغيير السياسة الخليجية تجاه إيران باعتبارها دولة ((عدوة)) في إطار نظامها العدواني الراهن وليست دولة جارة أو صديقة فالمثل العراقي القديم يقول (كومة أحجار ولا هالجار).
وفي ذلك تتغير دفة الخطاب الإعلامي والخطاب السياسي والخطاب الدبلوماسي، وينتج عنه ضرب كل المصالح الإيرانية في الخليج، ووقف التجارة معها، ووقف العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، فقد اتضح أن المغرور والمتغطرس بالقوة لا يحسن تقدير النيات الحسنة واللغة الهادئة دبلوماسيا وفي الجوانب الأخرى كافة التي تتعامل بها دول الخليج معها لم تعد نافعة مع دولة أصبحت أطماعها معلنة وخلاياها ناشطة.
} لابد من وضع خطة خليجية متكاملة في مواجهة التهديدات الإيرانية التي لن تتوقف (لأن مشروعها المستقبلي قائم على تحقيق أطماعها في البحرين ودول الخليج والدول العربية الأخرى)، وهذا يعني عدم التهاون أيضا مع عملائها وأتباعها المباشرين، مثلما يعني تحريك قضية (الأحواز العربية) في وجه السياسة الدولية مجددا، واللعب على وتر شؤونها الداخلية تماما كما تفعل في البحرين والخليج والدول العربية والإسلامية.
أما الإبقاء على الأسلوب الخليجي الراهن في مواجهة التصعيد الإيراني واستخدام أبناء العلقمي لتحقيق أطماعها في الخليج والمنطقة، فذلك من الأساليب التي تزيد من الشهية الإيرانية المفتوحة أصلا للهيمنة على كامل المنطقة.