المال و الاقتصاد
على هامش ورشة عمل «إتقان عملية تنظيم الاتصالات»
خبراء: البحرين تتربع على رأس المنطقة العربية في مجال انفتاح سوق الاتصالات
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٢
أجمع خبراء اتصالات محليون وخليجيون على أن البحرين لا تزال تتربع على رأس الهرم الريادي بالمنطقة العربية في مجال انفتاح سوق الاتصالات، وتطبيق أحدث الممارسات التنظيمية كالمسائل المتعلقة بالتقنية والقوانين لحماية المستهلك والمنافسة.
وأكد مشاركون على هامش انطلاق أعمال ورشة عمل «إتقان عملية تنظيم الاتصالات» أمس الثلاثاء، ان البحرين أصبحت مثالا فريدا في مجال تنظيم قطاع الاتصالات وتحريره من أوجه الاحتكار والمنافسة غير الشريفة، داعين دول المنطقة إلى الاقتداء بها والدفع باتجاه المزيد من التطورات التنظيمية في مجال البنية التحتية التقنية وتركيب وتنفيذ خدمات النطاق العريض (البرودباند) وغيرها.
وأوضحوا في تصريحات لوكالة أنباء البحرين (بنا) أن أهمية ورشة العمل تكمن في زيادة الوعي بأهمية الاستثمار في الموارد البشرية بقطاع الاتصالات عبر الكفاءات والقدرات المهنية الاحترافية، والاطلاع على التجربة الأوروبية في مجال تنظيم قطاع الاتصالات ومعرفة مواطن قوتها.
يذكر ان هيئة تنظيم الاتصالات بالبحرين تنظم ورشة العمل حول إتقان عملية تنظيم الاتصالات خلال الفترة من 22 الى 24 مايو 2012 بالتعاون مع شركة «كولين انترناشيونال».
وتهدف هذه الورشة إلى تقديم عرض شامل عن القضايا التنظيمية والتطورات الحاصلة في قطاع الاتصالات، وذلك من خلال إعطاء أمثلة واقعية وعرض دراسات من الاتحاد الأوروبي حول هذه القضايا والتطورات ومقارنتها بما هو قائم في المنطقة.
كما ستسلط ورشة العمل الضوء على آخر التطورات التنظيمية في مجال تركيب وتنفيذ خدمات النطاق العريض (البرودباند)، والوصول إلى البنية التحتية والطيف الترددي والمسائل المتعلقة بالمنافسة، بالإضافة إلى خدمات التجوال الدولي.
وقال مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات بالبحرين، محمد حمد بوبشيت: «تأتي ورشة العمل هذه لتطوير الكفاءات والقدرات المهنية لموظفي الهيئة والجهات المشاركة من داخل وخارج المملكة، بحيث تسلط الضوء على المستجدات التنظيمية وأفضل الممارسات لتطوير بيئة تنافسية تحقق أفضل الخيارات للمستهلك في قطاع الاتصالات».
وأضاف «تقدم هذه الورشة أمثلة واقعية ودراسات من الاتحاد الأوروبي يتم إسقاطها على الوضع التنظيمي لدول المنطقة ليتم مقارنتها وتحقيق اكبر قدر من الاستفادة منها، بحيث تغطي العديد من المجالات التنظيمية كالمسائل المتعلقة بحماية المستهلك والمنافسة والأمور التقنية والقانونية في أي بيئة تنظيمية».
وبيّن بوبشيت أن هيئة تنظيم الاتصالات بالبحرين تعمل منذ إنشائها في عام 2002 مع الأجهزة الحكومية والمستهلكين والمشغلين والمستثمرين لجعل البحرين مركزاً للاتصالات الأكثر تقدماً في المنطقة، ودعم تطوير السوق كنموذج يحتذى في المنطقة. كما تقوم الهيئة بمهامها بشكل مستقل وبأسلوب قائم على الشفافية ومن دون تمييز.
مرونة التنظيمات
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «لايت سبيد» الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة أن البحرين قريبة جدا من التجربة الأوروبية في مجال تحرير سوق الاتصالات وزيادة معدلات التنافسية فيه وفق تنظيمات وقوانين مرنة.
وأضاف «البحرين صارت تضاهي التجربة الأوروبية الرائدة في مجال تنظيم سوق الاتصالات، وخاصة أن البحرين استطاعت تحرير السوق بالكامل وفتحه على كل المشغلين لإدارة وتشغيل كل الخدمات والتطبيقات المتطورة في وقت قصير. لقد بدأت البحرين تطوير سوق الاتصالات منذ عام 2003 وها هي الآن باتت قريبة جدا من مستويات أوروبا المتقدمة، مما يبعث على الفخر والاعتزاز بتجربتنا المحلية الفريدة».
وتابع «بلا شك لا تزال البحرين رقم واحد على مستوى الخليج في تطور قطاع الاتصالات تنظيميا وتقنيا، بدليل انها لا تزال الدولة العربية الوحيدة التي تقدم ترخيصا لخدمة البرودباند ADSL وجعلت خدمة الصوت عبر بروتوكول الانترنت VOIP قانونية منذ عام 2005».
إلى جانب ذلك بين الشيخ عبدالله أن السبب من وراء مشاركته بورشة عمل هيئة تنظيم الاتصالات هو الاطلاع على التجربة الأوروبية في مجال تنظيم قطاع الاتصالات التي خاضت غمار التطوير والتغيير على مر أكثر من 15 سنة.
ويرى الشيخ عبدالله ان البنية التحتية لخدمات الاتصالات الثابتة او الأرضية بحاجة إلى مزيد من الرقابة عربيا بغية الحصول على معدلات تنافسية أعلى، وخاصة أن التنافسية تتركز منذ فترة طويلة الآن على خدمات الموبايل والانترنت (البرودباند).
ولفت الشيخ عبدالله إلى ان نجاح او تعثر عمل أي شركة اتصالات او مشغل يعتمد على مدى مرونة التنظيمات المتبعة في أي دولة وانعكاسها بالسلب او بالإيجاب على مستويات المبيعات والاستثمار.
مواكبة التطور والتغيير
بدوره عبر مدير شركة «كولين انترناشيونال»، فيليب ديفرين عن إعجابه بخطى التطوير السريعة التي تبنتها هيئة تنظيم الاتصالات بالبحرين وبتجربة تحرير سوق الاتصالات المحلي، مضيفا «ما أراه هنا ان القائمين على هيئة تنظيم الاتصالات كانوا سريعين جدا في مواكبة التطور والتغيير والتفكير الجديد بقطاع الاتصالات، فهم يملكون كوادر محلية كفؤة ومؤهلة قادرة على قيادة دفة التطوير بشكل جيد».
ويرى ديفرين ان الفرق بين التجربة الخليجية ونظيرتها الأوروبية في مجال تنظيم قطاع الاتصالات يكمن في العامل الزمني فقط، حيث شرعت أوروبا بتحرير سوق الاتصالات في عام 1988 وامتدت إلى تجربة الاتحاد الأوروبي ذات الـ 27 سوقا، في حين بدأت دول الخليج بتطوير سوق الاتصالات في الألفية الجديدة، الا انه أكد ان خطى تطوير سوق الاتصالات بالمنطقة تعتبر أسرع بكثير من خطى أوروبا التي استغرقت قرابة العشرين سنة لتصل إلى تركيبتها المتطورة الحالية، عازيا ذلك إلى استفادة دول المنطقة من التجربة الأوروبية بصورة كبيرة ومحاولة محاكاة نجاحها في وقت قصير.
وتابع «ان جمال النموذج الأوروبي يكمن في تشكيله لتلبية احتياجات 27 سوقا مختلفة التراكيب الاقتصادية والتكنولوجية، حيث استطاع توفير مرونة فريدة بعيدا عن الجمود والرتابة، بل كان ذكيا بالتركيز على التنافسية والاقتصاد الحر والبحث عن حلول نوعية بقطاع الاتصالات».
وتوقع ديفرين ان تنجح دول المنطقة في مضاهاة التجربة الأوروبية في تنظيم الاتصالات في وقت قصير نظرا الى منحاها الصعودي للتطوير واحداث تغيير نوعي في خدمات الاتصالات والبيئة التنافسية.
تعزيز التعاون مع عمان
من جهته قال مدير إدارة الإعلام وشئون المستهلك بهيئة تنظيم الاتصالات في سلطنة عمان، هلال بن عمر السيابي ان الورشة تعتمد في طرحها العلمي على الأسس التنظيمية بقطاع الاتصالات بمختلف أنواعها، بحيث ان جميع دول مجلس التعاون مشتركة في قطاع الاتصالات من ناحية اتباع نظام تنظيمي موحد هو النظام الأوروبي.
وأوضح السيابي ان الورشة تعطي المشاركين خلفية تاريخية معمقة ومرجعية للأسس التنظيمية وكيف تطورت والمتغيرات المتسارعة التي يتسم بها قطاع الاتصالات على مستوى العالم.
وبيّن السيابي ان التجربة الأوروبية بتنظيم الاتصالات تملك ميزة الأسبقية في التطبيق والتطوير مقارنة مع التجربة الخليجية، الا انه عاد ليؤكد ان البحرين هي اقرب دولة خليجية لمحاكاة النموذج الأوروبي نظرا الى ريادتها في تعزيز تنافسية القطاع ضمن تنظيمات مرنة ومنفتحة على العالم، لافتا إلى ان هيئة تنظيم الاتصالات البحرينية قائمة بدور كبير تشكر عليه في تطوير القطاع المحلي والحفاظ على تنافسية عالية تخدم المستهلكين.
وأعرب السيابي عن أمله في ان يتم تعزيز قنوات التعاون والتنسيق بين البحرين وسلطنة عمان في مجال تنظيم قطاع الاتصالات وعقد المزيد من ورش العمل المتخصصة.
البحرين الأقرب إلى أوروبا
من جانبه وصف حمد الشامسي من هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات العربية المتحدة، ورشة العمل بـ «النادرة» نظرا الى مواضيعها التخصصية، لتشكل فرصة ذهبية للمشاركين للاطلاع على احد أبرز التجارب العالمية في تنظيم قطاع الاتصالات والاستفادة من نجاحاتها.
ويرى الشامسي أن الفرق التنظيمي لا يزال كبيرا بين العالمين العربي والأوروبي، ولكن البحرين لا تزال الأقرب الى التجربة الأوروبية لتطورها السريع في هذا المجال وتفوقها على الكثير من دول المنطقة في تحرير سوق الاتصالات.
وبين الشامسي ان العقبة الوحيدة أمام الدول العربية تكمن في إنهاء ملف الاحتكار وفتح أسواق الاتصالات العربية كما هو الحال في التجربة البحرينية، مع تطبيق احدث ما توصلت إليه أنظمة الاتصالات الحديثة.
وأبدى الشامسي تفاؤله بتعزيز التعاون العربي والخليجي في مجال تنظيم الاتصالات والاستفادة من التجربة البحرينية كمثال مميز عربيا.
يشار إلى أن جلسات اليوم الأول من عمر ورشة العمل تناولت مواضيع: تحرير وتنظيم سوق الاتصالات، سياسات البرودباند الوطنية، قانون المنافسة وتحليل الأسواق، التفاعل ودخول الأسواق.
وستتطرق أعمال اليوم الثاني إلى مناقشة الجيل القادم من الشبكات وكيفية التعامل معها، رسوم خدمات الموبايل والثابت، وأسواق التجزئة. اما اليوم الثالث والأخير فسيبحث في دراسة مقارنة التجربة الأوروبية والتجربة الخليجية في مجال التجوال الدولي، سياسة الأطياف الترددية، تطوير الخدمات المباشرة والسيطرة على الانترنت، ومناقشة قضايا الساعة الساخنة بالمنطقة الأوروبية.