الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


العاهل السعودي يعبر عن القلق حيال خطورة الأزمة في لبنان

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٢



عبر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس الثلاثاء عن القلق حيال «خطورة» الأزمة في لبنان وإمكانية حدوث فتنة طائفية، داعيا إلى عدم خدمة «مصالح أطراف خارجية لا تريد الخير للبنان». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الملك ان بلاده «تتابع ببالغ القلق تطورات أحداث طرابلس وخصوصا لجهة استهدافها احدى الطوائف الرئيسية التي يتكون منها النسيج الاجتماعي اللبناني».
ودعا الملك الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى التدخل «نظرا الى خطورة الازمة وامكانية تشعبها لإحداث فتنة طائفية في لبنان، وإعادته لا قدر الله إلى شبح الحرب الأهلية.. في الإطار العام لمبادرتكم ورعايتكم للحوار الوطني وحرصكم على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارجية، وخصوصا الازمة السورية المجاورة لها».
وناشد العاهل السعودي جميع الأطراف «تغليب مصلحة الوطن اللبناني اولا على ما عداه من مصالح فئوية ضيقة، او خدمة مصالح أطراف خارجية لا تريد الخير للبنان، ولا المنطقة العربية عموما». وختم ان السعودية «لم تأل جهدا في سبيل الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه بدءا من اتفاق الطائف ووصولا الى اتفاق الدوحة علاوة على بذل المملكة ودول مجلس التعاون جميع الجهود في سبيل دعم لبنان اقتصاديا لتحقيق نمائه وازدهاره».
واستمر التوتر مخيما على مناطق في شمال لبنان أمس الثلاثاء على خلفية مقتل شيخ ورفيقه على حاجز للجيش اللبناني يوم الأحد. فقد عمد سكان في مناطق عدة في شمال لبنان إلى قطع الطرقات لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على مقتل الشيخ احمد عبدالواحد ورفيقه الشيخ محمد المرعب على حاجز للجيش اللبناني أثناء توجههما إلى مهرجان للمعارضة في الشمال، بحسب ما أفاد به مصدر امني وكالة فرانس برس. وافاد سكان في بلدة البيرة، حيث دفن الشيخ ورفيقه، ان العزاء توقف صباح أمس الثلاثاء وان «الأهالي لن يعودوا الى العزاء إلا بتحويل القضية إلى المجلس العدلي». وقد طالبت أطراف سنية من بينها مجلس المفتين بإحالة القضية إلى هذه الهيئة القضائية المكلفة النظر بالقضايا التي تمس أمن الدولة.
وأوقفت السلطات القضائية ثلاثة ضباط و21 جنديا رهن التحقيق في هذه القضية التي أسهمت في تأجيج التوتر في لبنان، وتطورت إلى اشتباك مسلح في بيروت مساء الأحد بين موالين ومعارضين للنظام السوري أسفر عن مقتل شخصين وجرح آخرين.
من جهة أخرى أخلى القضاء العسكري اللبناني بكفالة أمس الثلاثاء سبيل الشاب الاسلامي اللبناني شادي المولوي الذي اوقف قبل عشرة أيام بتهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح»، بحسب ما أفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «وافق قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبة على طلب تخليه الموقوف شادي المولوي بكفالة قدرها خمسمائة ألف ليرة (330 دولارا)»، مشيرا إلى ان قرار الإخلاء يمنع المولوي من السفر حتى استكمال التحقيقات في القضية التي أوقف فيها.
واوقف شادي المولوي (27 عاما) في الثاني عشر من مايو في مدينة طرابلس في شمال لبنان بعدما استدرجه جهاز امني إلى مكتب وزير في المدينة. وعلى الأثر، عم التوتر المدينة، وبدأ إسلاميون اعتصاما مفتوحا للمطالبة بالإفراج عن شادي المولوي في ساحة النور عند مدخل طرابلس حيث أقيمت خيم رفعت عليها رايات إسلامية وأعلام «الثورة السورية».
ثم تطور التوتر إلى اشتباكات الاسبوع الماضي بين مجموعات سنية وعلوية أوقعت عشرة قتلى في بضعة ايام. وامتد في نهاية الاسبوع من الشمال حيث قتل رجل دين مؤيد للمعارضة السورية ورفيقه على حاجز للجيش اللبناني، إلى بيروت فوقعت اشتباكات أدت إلى مقتل شخصين. وفور الإفراج عن المولوي أمس، تم فك الخيم وإنهاء الاعتصام، وأطلقت مفرقعات في مدينة طرابلس.
وكانت السلطات القضائية ادعت على المولوي بتهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح وارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها»، مع خمسة اشخاص آخرين بينهم قطري سرعان ما افرج عنه. بينما أكدت عائلة المولوي ومحاموه ان تهمته الوحيدة هي انه يقدم الدعم الى اللاجئين السوريين في لبنان ويدعم الحركة المناهضة للنظام في سوريا. وقال المولوي لصحفيين فور وصوله إلى طرابلس بعد الافراج عنه انه ليس مذنبا، وانه أدلى باعترافات خلال توقيفه حول انتمائه إلى تنظيم القاعدة، «تحت الضغط والتعذيب»، وان لا علاقه له بالقاعدة. واضاف متوجها إلى حشد من الناس تجمعوا حوله اشكر شباب طرابلس، قلعة المسلمين. اشكر ثورة سوريا الشام التي جمعت هؤلاء الشباب». وهتف من حوله «لا اله إلا الله، والأسد (الرئيس السوري) عدو الله».