زاوية غائمة
الزواج طار في المطار
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٢
جعفر عباس
كان صاحبنا المغترب العربي في مطار جازان بجنوب السعودية متوجها الى بلاده، بعد أن ودع زوجته وهي طبيبة بلدياته، وأبلغها بأن أسرته استدعته لأمر طارئ، وقالت له الزوجة في جازان: بالسلامة يا حبيبي، لولا أني سأكون في المستشفى عند موعد سفرك لرافقتك في مشوار المطار.. وفي المطار فرغ الرجل من إجراءات السفر الأولية، وجلس في انتظار فتح بوابات الصعود إلى الطائرة.. وفجأة وجد زوجته أمامه: والله فيك الخير يا بنت الناس، ولكن لم يكن ثمة ما يستوجب الزوغان من العمل لوداعي.. وعينك ما تشوف إلا النور.. صاحت فيه: إن شاالله يكون آخر وداع (أرجو من المصحح عدم تصحيح «إن شاالله» فهكذا ننطقها في الكلام الدارج.. ونطقها بهذه الطريقة معناه الزحلقة.. في الخليج مثلا إذا طلبت من شخص معروفا وقال لك: إن شاالله يصير خير.. انس الموضوع.. يصير خير نفسها قد يقصد بها في الخليج الشر المستطير، وهي تقال عندما تكون هناك مشاجرة او ملاسنة، بمعنى نواصل بعد الفاصل وللمشاجرة والملاسنة بقية لن تكون محمودة.. وبالمقابل فإن الصادق في التزامه يقول «إن شاء الله» مشددا على الهمزة في «شاء»).. المهم طاحت الدكتورة على زوجها بالشبشب وأشبعته ضربا وشتما من العيار الثقيل.
وبين فرقعات اللسان والشبشب سمع الزوج طراطيش كلام ما معناه: أسرتك تريدك في أمر طارئ يا خائن يا غشاش؟ تكتكت وخططت للزواج بأخرى وتحسب أنني نائمة على «أذني»؟ لما تشوف حلمة أذنك!!.. وبعد ان تلقّى عدة لكمات وصفعات وركلات جزاء ترجيحية نجح الزوج في الصراخ: أنت طالق.. طالق.. أُس مليون! وإذا به يفاجأ بأن جملته المفيدة هذه تأتي بنتيجة فورية. توقفت الزوجة (سابقا) عن الضرب والشتم.. ما حدث بالضبط هو أن سكوتها حدث لأنها «طبت ساكتة».. يعني سقطت مغشيا عليها، ولكن المسألة لم تعد تفرِق مع زوجها (سابقا).. ليس لأنه بلا قلب ولكن لأنه يعرف «الأصول» فبعد ان قصفها بطلقات تكفي لخراب بيوت مدينة بأكملها لم يكن من حقه ان يلمسها او يقترب منها.. وهكذا تولى العاملون في المطار نقلها إلى المستشفى الذي «زوغت» منه لتتلقى العلاج فيه.
كانت الزوجة قد تلقت بعد توجه زوجها إلى المطار مكالمة هاتفية مفادها أن زوجها عائد إلى «البلد» للزواج بأخرى «يا هبلة يا غشيمة»، فكان ان توجهت إلى المطار وحدث العدوان وطار عقد الزواج. ليس لديّ معلومات تؤكد او تنفي ان الزوج كان يعتزم الزواج بأخرى من خلف ظهر زوجته، ثم «وضعها أمام الأمر الواقع».. لو كانت عنده مثل تلك النية فإن هناك من يرى أنه يستاهل العلقة التي أكلها في المطار! ولكن ماذا كسبت الزوجة من وراء كل ذلك؟ هل كانت تعتقد ان ضرب الزوج وشتمه في مكان عامّ كفيل بجعله يتراجع عن مشروع الزواج بأخرى؟ في واقع الأمر أنها - بفعلتها تلك - كانت ستحمله على الشروع فورا في الزواج بأخرى حتى لو لم يكن يفكر في ذلك من قبل.. وبمنطق أغنية مطربنا الكبير كمال ترباس فإن لسان حال الزوجة (رغم أنفها): في الحالتين أنا الضايع!! فسواء كان عنده أو لم يكن عنده مخطط سري للزواج فإن الضرب والشتم كانا كفيلان بإقناعه بالسعي للزواج بأخرى.. ويا بنات حواء تسلحن بطول البال والبراعة في التكتيك وأنتن تتصدين لنزعات الأزواج الامبريالية التوسعية.. بلاش أسلحة دمار البيوت الشامل.
jafabbas19@gmail.com