الجريدة اليومية الأولى في البحرين


العلم والصحة


التأكسد قاسم مشترك لكل الأمراض وداء السكري (2)

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٢



إن أحسن طريقة للتخلص من عوامل التأكسد في حالات ارتفاع ضغط الدم هي أولا قياس تراكيزها في الدم وقياس تراكيز مضادات التأكسد في الدم، وثانيا إعطاء قوائم خاصة من الأغذية الغنية بمضادات التأكسد. وخروج عوامل التأكسد وخصوصا السوبر أوكسايد في الدم يؤدي إلى إيقاف موسعات الشرايين، كما يسبب تلف جدران الأوعية الدموية وبالتالي ضغط الدم. واكتشف الباحثون حديثا أن ارتفاع ضغط الدم لدى الحوامل ناتج عن ارتفاع عوامل التأكسد في الجسم والحمل.
لذلك فإن عوامل التأكسد هي سبب ارتفاع ضغط الدم في الكثير من الحالات المرضية ومرضى الضغط تزداد عندهم عوامل الأكسدة.
السمنة والإجهاد التأكسدي:
السمنة من أهم مسببات أمراض القلب والشرايين وداء السكري والعجز والشيخوخة المبكرة وأمراض المفاصل الروماتيزم وهي لها علاقة قوية بالتأكسد. وكشفت جميع الأبحاث العلمية المنشورة في هذا المجال أن مضاعفات السمنة ناتجة عن الإجهاد التأكسدي الذي يزداد بصورة واضحة عند مرضى السمنة، كما تبين أن المرضى المصابين بالسمنة لديهم زيادة واضحة في تكوين وتراكيز عناصر أو عوامل التأكسد في الكريات الدموية البيضاء التي تؤدي إلى أكسدة الدهون، البروتين، تصلب الشرايين.
من هنا تتضح فائدة وجدوى تخفيف الوزن بصورة علمية سليمة طبقاً لطب الميزان الذي يعرف ويحدد نوعية الغذاء الطبيعي والمتوازن كما خلقه الله وليس كما وصفه مختصو التغذية والرياضة. ليس هذا فقط ولكن يجب أن نقتنع بأهمية معرفة تراكيز عوامل التأكسد في الدم والبول لكي ندرك الخطورة وكيفية العلاج والحماية.
المرضى المصابون بالسمنة لديهم خلل في ميزانهم التأكسدي فهناك زيادة في عوامل التأكسد وقلة في مضادات التأكسد، إذاً ما العمل؟ ومن جهة أخرى اكتشف حديثاً أن المصابين بالسمنة لديهم خلل في وظائف الأغشية المبطنة للقلب والشرايين. لذلك فإن شرايينهم غير قادرة على التوسع استجابة لمادة استيل كولين التي تفرز من الجسم وتسبب زيادة الإجهاد التأكسدي لديهم.
مرض السكري:
مرض السكري من الأمراض الواسعة وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد المصابين بهذا الداء سيرتفع من 143 مليوناً إلى 300 مليون مريض خلال ربع القرن الحالي. وتم إجراء مسح شامل للأبحاث الطبية المنشورة حول السكري، وكشفت النتائج أن داء السكري يرفع مستوى الجذور الحرة وعوامل التأكسد ويخفض من المنظومة المضادة للتأكسد، ولذلك فإن مضاعفات هذا المرض على القلب، والعين، والكلى، والشرايين، سببها زيادة العوامل المؤكسدة في الجسم.
واكتشف العلماء مؤخراً أن داء السكري يؤدي إلى زيادة في إنتاج مادة حمض النيتريك التي يمكن أن تسبب الكثير من مضاعفات السكري. وتم قياس تراكيز مضادات التأكسد في دم المرضى المصابين بالسكري وكانت النتائج هبوطاً شديداً في مضادات التأكسد، مما يدل على عدم قدرتهم على التعامل مع الزيادة الكبيرة في إنتاج الجذور الحرة وعوامل التأكسد التي تصاحب السكري. وتراكيز مضادات التأكسد تكون أيضا قليلة في أجنة السيدات المصابات بالسكري. ونسبة حمض النيتريك التي ترتفع عند التأكسد والجذور الحرة في معامل إنتاج الطاقة وهي الميتوكوندري.
هذا الاكتشاف نشر عام 2002 وهو أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤدي إلى رفع عوامل التأكسد ويؤدي إلى الإجهاد التأكسدي.
وزيادة السكر في الدم تؤدي إلى تلف الشرايين وارتفاع مادة )C esaniK nietorP( التي تؤدي إلى رفع مادة التأكسد سوبر اوكسايد وتقليل مادة حمض النيتريك، وهذا يؤدي إلى الإخلال بالأوعية الدموية للجسم. وعملية ارتباط الجلوكوز بالأحماض الأمينية تحدث لدى المرضى المصابين بداء السكري، وهذا يؤدي إلى تلف وتغير في عمل البروتينات.
هذه العملية تصاحب ارتفاع الدهون المؤكسدة واكتشف العلماء حديثاً أن أمراض القلب المصاحبة لمرض السكري تحدث بسبب ارتفاع عوامل التأكسد في الدم وخصوصا ارتفاع الدهون المؤكسدة. إن عوامل التأكسد تكون أيضا مسؤولة عن تلف الكلى، والعصاب، شبكية العين، الأوعية الدموية لدى مرضى داء السكري، وعند حدوث تقرحات الأقدام في حالات ارتفاع السكري في الدم فإنها تكون مصاحبة لارتفاع عوامل التأكسد أيضا.
لقد وجد أن الارتفاع العالي لمادة السكر في الدم وخصوصاً الارتفاع الحاد بعد الأكل يسبب ارتفاع عوامل التأكسد )enatsorpoD( وهذا يدل على وجود تخريب في مكونات الفسفوليد في جدران الأغشية والخلايا وهذا المؤشر يرتفع بعد 90 دقيقة من إعطاء السكر للمريض. إذاً الارتفاع العالي للسكر بعد الأكل هو المشكلة المهمة. إن ارتفاع نسبة التأكسد في جسم المريض بالسكري يسبب تلف الكلى وظهور الزلال في الإدرار وهذا بسبب زيادة مادة انجيوتنسين التي ترفع عوامل التأكسد.
لقد اكتشف حديثاً أن ارتفاع مادة التأكسد نايترك اوكسيد والاندوثلين - يتلف شبكية العين عند مرضى السكري وداء السكري وكذلك ضغط الدم يؤديان إلى زيادة عوامل التأكسد في الخلايا المناعية، مما يؤدي إلى ضعف المناعة.