بعض من العادات والتقاليد القديمة
عادات سادت ثم بادت مع مرور الزمن «اطلابه» ويامن جاف الضّالة
 تاريخ النشر : الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢
بقلم : خليل بن محمد المريخي
من المعروف أن كثيرا من البيوت كانت تحتفظ لديها بعدد من الحيوانات مثل البقر والغنم بقصد المنفعة المادية من ورائها وحتى الزينة، ويحصل أحيانا أن تفقد أحد البيوت رأس أو أكثر من أغنامها بسبب أن بعضها يضل طريقه إلى البيت، في تلك الفترة أو ذلك الزمن كان هناك رجل كبير السن وهو كفيف يسمى «اطلابه» وقد كرّس وخصص كل أوقاته لخدمة الناس المحتاجين لخدماته المميزة.
اذن كان الناس يلجأون اليه عندما يشعرون بتأخر أو ضياع أحد أغنامهم حيث يبدأ هذا الرجل ؟ وهذه هي طبيعة عمله ؟ بالسير على رجليه من بيت لآخر ومن فريج إلى فريج وهو يردد عباراته أو نداءاته المشهورة وبصوت عال مرتفع وهي: يا من جاف الضّالة (يعني العنزة) يا مرحوم الوالدين، فله الأجر والثواب... الخ.
كل هذه المهمة كان يقوم بها بدون مقابل سوى المساعدة والأجر والثواب من الله الا أن بعض البيوت كانت تمد له شوية من البيزات بعد إلحاح منها وذلك اذا رجعت (الضّالة) إلى البيت سالمة ومعافية.
ملّة الدهن تشفي المريض
كان من عادة بعض الأهالي انه اذا مرض أحد لديهم يبعثون بأحد من أولادهم الصغار (الصبية) وفي يده ملّة صغيرة (متروسة) من الدهن يبعثونه ليقف عند بوابة المسجد وخصوصا إذا كان يوم جمعة حتى اذا ما خرج المصلون رفع اليهم (الملّة) لينفخ كل واحد منهم في (الملّة) أو يقرأ بعضهم شيئا من القرآن الكريم، بعدها يرجع الصبي إلى بيته بعد أن أدى هذه المهمة ليقوم أهل المريض بدورهم بمسح جسم المريض بقليل من الدهن ثم يكررون ذلك عدة مرات في اوقات مختلفة اعتقادا منهم بشفاء مريضهم من «أنسام» وقراءة المصلين وهذا ليس بمستغرب إذ أن القرآن فيه شفاء للناس كما ورد في القرآن الكريم.
مجالس كبار القوم
كان المجلس في تلك الأيام والسنين الماضية له رجالاته وعاداته المتمسكين بها أبا عن جد، والذين ربوا أولادهم على اتباعها بعد رحيلهم من الدنيا.
كانت نظافة المجلس تعتبر من أهم البنود التي كانوا يسيرون عليها ثم يأتي بعدها الطيب والقهوة.. وبسبب العلاقات الوطيدة والقوية التي كانت تربط الناس بعضهم البعض حتى اذا شعروا بغياب أحد الرجال المترددين على المجالس بادروا في الحال في السؤال عنه وعن أحواله، أما اذا علموا أن فلان مريض ومقعد في بيته بادروا في الحال إلى زيارته والاستفسار عن أحواله المادية. هكذا كان التواصل والترابط بين المجالس حتى دخول الرجل كبير المقام ؟ مثلا ؟ المجلس ومعه أولاده يطلب منهم الجلوس عند مدخل المجلس بينما هو يأخذ مكانه بين كبار القوم من وجهاء المجلس بل يطلب من أولاده ألا يتكلموا أو يتحدثوا عندما يتكلم الكبار أو يصدر منهم أي نوع من الضحكات أو المزحات أو حتى الحديث مع الآخرين، كان الاحترام هو السائد في تلك المجالس، فهل هذا متبع اليوم في المجالس؟!
«يتبع».
.