عربية ودولية
هبوط اضطراري لطائرة أمريكية بسبب امرأة ادعت أن عبوة ناسفة زرعت في جسدها
تاريخ النشر : الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢
واشنطن - (ا ف ب): اضطرت طائرة تابعة لشركة أمريكية كانت تقوم برحلة بين باريس ومدينة شارلوت في ولاية كاليفورنيا (شمال شرق) للهبوط في جنوب شرق الولايات المتحدة بسبب «سلوك مشبوه» لامرأة ادعت انها «تحمل عبوة زرعت جراحيا» في جسمها.
وتم تحويل مسار الطائرة التابعة لخطوط «يو اس ايرويز» القادمة من باريس، إلى ولاية مين يوم الثلاثاء حيث اعتقل عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) المرأة، وواصلت الطائرة وهي من طراز بوينج 767 رحلتها إلى مدينة شارلوت شمال كاليفورنيا.
ويأتي هذا الحادث في اعقاب مخطط تم احباطه لتفجير طائرة وضعه فرع القاعدة في اليمن، كما يكشف عن المخاوف الأمريكية حيال تغير اساليب المتطرفين وتبنيهم سبلا وتكنولوجيات جديدة، من بينها استخدام القنابل غير المعدنية، لتوجيه ضربة قاتلة لهدف أمريكي.
وفي العام الماضي حذر مسؤولون أمريكيون شركات الطيران من ان جماعات ارهابية تدرس كيفية زرع قنابل داخل الجسم عن طريق الجراحة لتجنب اجراءات الامن في المطارات، وهو نفس التهديد الذي ظهر في هذه الحادثة.
وبعد ورود هذه الانباء قالت السناتور الجمهورية سوزان كولينز، العضو في لجنة الامن القومي في مجلس النواب الأمريكي، انه «وردت معلومات استخباراتية تتحدث عن قنابل مزروعة جراحيا في جسم بعض الاشخاص، تهدد حركة الطيران».
وقالت كولينز بعد اجتماع مع مسؤول ادارة امن النقل جون بيستول اطلعها خلاله على تفاصيل الحادث ان الادارة اصدرت مؤخرا توجيهات امنية للمطارات وخطوط الطيران والحكومات الاجنبية «تنصحها باتخاذ مزيد من الاحتياطات الامنية وان تبحث عن مؤشرات على وجود عبوات ناسفة مزروعة جراحيا داخل الجسم».
وكانت الطائرة اقلعت من مطار شارل ديجول إلى مدينة شارلوت وعلى متنها 179 من المسافرين وافراد طاقم. وقال رئيس لجنة الامن القومي في مجلس النواب بيتر كينج في بيان انه «اثناء الرحلة، سلمت احدى المسافرات ورقة مكتوبة إلى احد افراد الطاقم قالت فيها ان داخلها عبوة مزروعة جراحيا».
وكانت المرأة المولودة في الكاميرون، مسافرة بمفردها ولم يكن معها اي امتعة وكانت تزور الولايات المتحدة لعشرة ايام، بحسب كينج. وقام افراد الطاقم الذين اصابهم الذعر بعزل المسافرة. وقال كينج ان «اطباء كانوا على متن الطائرة فحصوها، ولم يعثروا على اي مؤشرات على ندوب احدثت في جسدها مؤخرا». وقال مصدر للشرطة في باريس ان المرأة غير معروفة لدى الاستخبارات الفرنسية. وصرح المصدر الذي لم يكشف عن هويته لوكالة فرانس برس «هذه المرأة غير معروفة مطلقا لدى الشرطة او الاستخبارت الفرنسية... ويبدو انها مضطربة نفسيا». وقال اندرو كوباياشي احد ركاب الطائرة لشبكة «سي ان ان» ان المرأة التي كانت في منتصف العشرينات او الثلاثينات من العمر، كان تتصبب عرقا وتتصرف بعصبية.
واضاف اندرو الذي كان يجلس على بعد مقاعد قليلة من المرأة «لقد لاحظتها تجلس في مؤخرة الطائرة وتبدو غريبة الاطوار.. وبدت متوترة للغاية، ولكن ليس اكثر توترا من اي شخص يخشى الطيران». واتصل قائدا الطائرة بقيادة دفاع الطيران في أمريكا الشمالية وقامت مقاتلتان من طراز اف-15 بمرافقة الطائرة اثناء هبوطها في بانجور بولاية مين.
وبعد ذلك قام فريق متخصص في مكافحة الارهاب في مكتب التحقيق الفيدرالي (اف بي اي)، يرافقه فريق تفكيك قنابل وعناصر الشرطة المحلية وغيرها من الاجهزة الامنية في انتظار الطائرة لدى وصولها». وقال جريج كومكويتش المتحدث باسم الافي بي اي ان «عناصر الـ اف بي اي وافراد من فريق مشترك لمكافحة الارهاب قابلوا الراكبة وعددا اخر من المسافرين على الطائرة.. ولم تظهر اي مؤشرات على ان الطائرة او ايا من ركابها معرضين لخطر فعلي».