The Three Stooges
تكريم الثلاثي الأسطوري
 تاريخ النشر : الجمعة ٢٥ مايو ٢٠١٢
ستُسمع، مجدداً، ضحكة الثلاثي الكوميدي «ستودجز» الشهيرة «نياك، نياك، نياك» في أنحاء البلاد مع إطلاق الفيلم التكريمي المنتظر منذ فترة طويلة The Three Stooges والذي يهديه الأخوان «فاريلي» للثلاثي الأسطوري في عالم التمثيل الهزلي.
يتيح فيلم The Three Stooges الفرصة لجيل جديد من محبي الفن الهزلي للتعرف إلى الثلاثي الكوميدي. وعن شخصيات الفيلم، يعلق المخرج والكاتب بيتر فاريلي: «لا يمكن إخراج أول فيلم سينمائي عن الثلاثي «ستودجز» من دون شخصيات مو، ولاري، وكورلي».
في الواقع، عُرضت على الشاشة الكبيرة، منذ ابتكار شخصيات «ستودجز» الأصلية، أي منذ عام ١٩٢٢، أفلام كثيرة أعادت إحياء تلك الشخصيات، بطريقة مختلفة، إلا أن أفلام الأخوين فاريلي تتسم بالأصالة نوعاً ما.
لكن، في الوقت ذاته، اعتمد المخرجان فاريلي في نسختهما من فيلم The Three Stooges على إضافة لمستهما الخاصة مع إدخال قصة توضيحية عن شخصيات الفيلم. مثلاً، على رغم أنه لم يكن واضحاً مطلقاً ما إذا كان «لاري» أخاً لإحدى الشخصيتين، لم يذكر فيلم فاريلي في أي من مشاهده أنه تم ترك الإخوة الثلاثة أمام عتبة دار (أخوات الرحمة) للأيتام. ويظهر في الفيلم مشهد إضافي حيث يتم رمي حقيبة قطنية فيها الإخوة الثلاثة من خارج سيارة مسرعة. عند فتح الحقيبة، يلكز الطفل «مو» بإصبعه عين الأخت «ماري مينجيل» التي يؤدي دورها لاري ديفيد.
يروي فيلم The Three Stooges قصة ثلاثة فتيان يحاولون إنقاذ دار الأيتام الذي ترعرعوا فيه. وتؤدي دور الراهبات ممثلات شبيهات بجاين لينش، وجينيفر هادسن، وكايت أبتون، بالإضافة إلى الممثل لاري دايفيد. أما بالنسبة إلى «جمالية» الفيلم، إن صح التعبير، فهي تحاكي تماماً شخصيات ستودجز الأصلية، أي مليئة بالشغب الممزوج بالفكاهة.
وعلى رغم أن الفيلم يعد فكاهياً بامتياز، إلا أن قصة شخصيات ستودجز الثلاث حزينة في حقيقتها. فبالإضافة إلى الوباء الشديد الذي فتك بالمجموعة، لم يدرك الثلاثي مطلقاً كم كانوا مشهورين آنذاك. والحقيقة أن مدير استوديوهات الإنتاج «كولومبيا بيكتشيرز» هاري كوهن سعى دوماً إلى تقليل شأنهم وشهرتهم خوفاً منهم في مطالبته بتسديد أجور أكبر، علماً أنه استعان بالنجاح الكاسح الذي حققه فيلم «ستودجز» على شباك التذاكر لابتزاز أصحاب الصالات السينمائية وإجبارهم على عرض أفلام أقل نجاحاً من إنتاج شركة «كولومبيا».
عام ١٩٢٢، انضم مو هاورد (اسمه الحقيقي هاري موزيس هورويتز) وأخوه الأكبر سناً شيمب هاورد (اسمه الحقيقي سامويل هورويتز) إلى إحدى المسرحيات الهزلية.
انضم إلى الثنائي عام ١٩٢٥ الممثل لاري فاين (اسمه الحقيقي لويز فاينبرغ). عام ١٩٣٠، مثل الثلاثي في أول فيلم لهم معاً بعنوان Soup to Nuts. وعلى رغم أن الفيلم والعرض المسرحي لم ينالا ترحيب الجمهور، إلا أن شخصيات «ستودجز» لاقت النجاح.
عرف هيلي بمراسه الصعب. أما شيمب الذي مثل في أفلام بعيدة في المضمون عن الأفلام التقليدية التي تحاكي شخصيات ستودجز، فقد ملَّ من دوره وغادر المسرحية عام ١٩٣٢. وقد عرفت الكوميديا الأميركية المصورة نقلة نوعية مع استبدال هيلي بأخيه الأصغر سناً هاورد (جيروم ليستر هورويستز) لأداء دور كيرلي.
علة رغم أن هيلي لم يغادر زميليه حتى عام ١٩٣٤، فقد أصبح الثلاثي بشخصياته الأصلية، مو، ولاري، وكيرلي، أشهر الممثلين، وحصرياً في مجال الأفلام الكوميدية القصيرة، طيلة فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. وقد مثلوا في حوالى ١٩٠ فيلماً قصيراً من إنتاج «كولومبيا بيكتشرز»، لكن لم يمثلوا سوى في خمسة أفلام سينمائية طويلة.
عام ١٩٤٦، تعرض الممثل كيرلي لسكتة دماغية، فانضم شيمب إلى المسرحية. وعام ١٩٥٥، توفي الأخير بسبب نوبة قلبية فأنجز تصوير الأفلام المقتبسة من المسرحية باستخدام مشاهد مثل فيها شيمب، وبالاستعانة بالممثل جو بالما لتصوير المشاهد التي لا يظهر فيها وجهه. ثم انضم الممثل الكوميدي جو بيسير إلى المجموعة، إلا أن استوديوهات «كولومبيا» تخلت، بصورة غير مشرفة، عن الثلاثي «ستودجز»، عام ١٩٥٧، بعد ٢٤ سنة من الخدمة.
لكن الشاشة الصغيرة وجدت في ذلك الثلاثي المرح وسيلة لاستقطاب جماهير الأطفال. وقد أعيد إحياء شخصيات The Three Stooges في أفلام سينمائية خالدة في الأذهان، شارك فيها جو دي ريتا بدور كيرلي.
انتهى عرض تلك الأفلام، بصورة شبه نهائية بعد إصابة لاري بسكتة دماغية عام ١٩٧٠، رغم سعي مو إلى إحياء عرضها أكثر من مرة، من خلال التعاون مع الممثل الهزلي إميل سيتكا، الذي مثل دور لاري في حوالى ٤٠ فيلماً قصيراً عن شخصياتThe Three Stooges. وعام ١٩٧٥، توفي الممثلان لاري ومو.
.