المال و الاقتصاد
اليورو يبقى متراجعا
بعد القمة الأوروبية
تاريخ النشر : الجمعة ٢٥ مايو ٢٠١٢
لندن ـ (ا ف ب): استمر سعر صرف اليورو بوضع سيئ الخميس عند مستويات متدنية غير مسبوقة منذ نحو عامين في مواجهة الدولار، في سوق يخيم عليه شبح خروج اليونان من منطقة اليورو ولم تفلح القمة الاوروبية في طمأنته.
وبعد تراجعها الكبير الاربعاء تراجعت العملة الاوروبية الموحدة حتى 1.2516 دولار الخميس نحو الساعة الثامنة بتوقيت جرينتش، وهو ادنى سعر صرف لها منذ يوليو 2010، قبل ان تعود وتقلل الخسائر وتستقر قبيل الظهر.
ولاحظ الخبير الاقتصادي ستين جاكوبسون ان القمة الاوروبية مساء الاربعاء شكلت خيبة امل حقيقية، حيث لم يتم رسم اي اجراء جديد بشان النمو وبدت المانيا بعيدة جدا عن دعم المزيد من التضامن في الميزانية داخل منطقة اليورو.
ووجه قادة الاتحاد الاوروبي اثر اجتماعهم في بروكسل رسالة انقسام إلى الاسواق حيث عارض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بشأن السندات الاوروبية.
واضاف جاكوبسون لدينا انطباع بأن هذه القمة شكلت مجرد تحديث للملف الشخصي للاتحاد الاوروبي على فيسبوك: اليكم الرئيس الفرنسي الجديد شخص انيق، واليكم الصور، لكن من دون اي اجراءات عملية في حين بدا الوقت ينفد.
وقد اتفق المشاركون في القمة بالتاكيد على تجديد تاكيد دعمهم لعضوية اليونان في منطقة اليورو طالما ان اثينا متمسكة بتعهداتها باجراء اصلاح هيكلي لكن ذلك ليس من شأنه طمأنة المستثمرين.
وقال محللون لدى مصرف كوميرزبنك بسخرية ان هذه التصريحات التي كانت موقع ترقب شديد ليست مطمأنة على وجه الدقة حيث من المرجح ان تطلق مثل هذه التصريحات حتى عشية الخروج الفعلي لليونان من منطقة اليورو.
واضاف سيمون دينهام مدير دار كابيتل سبريدس للوساطة «شهدنا الابتذال ذاته والضربات في الظهر في المقابل فان القرارات الحقيقية حول سندات اليورو او حماية معززة لمنطقة اليورو، تم تاجيلها إلى القمة القادمة في نهاية يونيو.. غير انه حينها قد يكون فات المعاد».
وينتظر السوق الانتخابات التشريعية الجديدة المقررة في 17 يونيو باليونان وسط مخاوف من تواصل صعود الاحزاب المناهضة للتقشف ما قد يسرع خروج اثينا من منطقة اليورو.
وبالنسبة إلى الوسطاء فان ذلك يشكل اسوأ سيناريو حيث يمكن ان يمتد ارتداد الهزة إلى بلدان اخرى تعاني صعوبات واولها اسبانيا التي تعاني من هشاشة نظامها المصرفي.
ومع ذلك لاحظت جاين فولي المحللة لدى روبوبنك، انه «حتى لو بقيت
اليونان في منطقة اليورو فانها ستظل مصدر اضطراب كبير كما ان اسبانيا من جانبها ستستمر في تشكيل تهديد على انسجام منطقة اليورو».
واسهمت المؤشرات الاقتصادية الكلية السلبية التي نشرت الخميس في زيادة الضغط على السوق.
وسجل نشاط القطاع الخاص ركودا كبيرا في مايو في منطقة اليورو، كما تأثرت معنويات المستثمرين الألمان في الشهر ذاته في حين اكدت بريطانيا عودتها إلى الركود مع انكماش جاء اكثر مما كان متوقعا في اقتصادها في الفصل الأول من 2012.
وفي ظل هذه الظروف فإن المستثمرين يلجأون إلى الملاذات الأكثر أمانا مثل الدولار والين، ولكن أيضا السندات الألمانية التي تراجع عائدها الخميس إلى أدنى مستوى لها تاريخيا.