الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٢ - السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٥ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


مليون طفل يمني يموتون جوعاً..
وثوار حقوق الإنسان لا يكترثون..!





تقول تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في اليمن ان حوالي مليون ونصف المليون طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية، وسوء الخدمات الصحية، فيما يعاني أكثر من ٦ آلاف طفل من هؤلاء البائسين نتيجة تعرضهم لاصابات جسدية جراء أعمال العنف المتواصلة التي شهدها اليمن ولا يزال.

وبينما يتم استغلال الاطفال في أعمال عسكرية وأعمال سخرة اجبارية في المناطق التي تسيطر عليها «القاعدة»، فإن الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون يموتون بأعداد كبيرة يومياً جراء رفض رجال الدين والزعماء الحوثيين السماح لهم بالحصول على المطاعيم والأدوية الضرورية بحجة أنها مصنوعة في أمريكا وأوروبا.

الأغرب من ذلك، أن فرق الأمم المتحدة العاملة في اليمن تشكو أمرّ الشكوى من عدم تعاون (نشطاء حقوق الانسان) و(ثوار الربيع اليمني) مع جهود الامم المتحدة في سبيل انقاذ مئات آلاف الاطفال من الموت.. وبالطبع فمن بين هؤلاء النشطاء من حصلوا على جوائز امريكية وأخرى من الامم المتحدة نفسها (اعترافا بجهودهم في سبيل الدفاع عن حقوق الانسان اليمني).. والمقصود بالطبع هم هؤلاء الذين كانوا يظهرون على القنوات الفضائية الغربية والعربية وهم يبكون ويذرفون شلالات من الدموع لاقناع العالم بمساعدتهم ومؤازرة جهودهم واجنداتهم السياسية والحزبية التي تبين الآن أن آخر ما تفكر فيه هو الانسان.

لكن اطفال اليمن لا بواكي لهم.. وهم يتعرضون للموت جوعاً ومرضاً بشكل يومي، من دون أن نسمع بيانا أو تصريحا او نقرأ عن مبادرة واحدة من هؤلاء الذين كانوا قبل اسابيع قليلة يملأون اجواء القنوات الفضائية بصرخاتهم وجهادهم الاعلامي.. اختفوا كلهم بعد ان نفذوا ما كان عليهم تنفيذه، وذهبوا في الغياب ومعهم جائزة نوبل، وتركوا أطفال اليمن للموت والمرض وتحكم زعماء القبائل الذين يقطعون الطريق على مساعدات الأمم المتحدة الطبية والغذائية، ويمارسون الابتزاز على فرق الإغاثة وجماعات الأطباء التابعة للامم المتحدة.. ورجال الدين الذين يحرّمون الدواء بحجة أنه رجس من عمل الشيطان الأكبر الأمريكي، بينما يستخدمون وأعوانهم السلاح المصنوع في أمريكا.

والمضحك المبكي إلى حد الهزل الخيالي، أنني وجدت وأنا أتصفح أخبار نشطاء (الربيع اليمني) أن إحداهن تحدثت طويلاً في مؤتمر عقد في الدنمارك عن معاناة اطفال البحرين.. وكررت ذلك في نفس الصحيفة البرازيلية التي تنشر اخبار (الناشطة البحرينية) و(الحقوقي البحريني)، وترسم الكاريكاتيرات عن (أطفال الثورة في البحرين) بينما لم تكتب سطراً واحداً عن (اطفال الموت في اليمن).

ولكن أطفال اليمن لا بواكي لهم.. وكذلك اطفال الربيع الليبي.. وأطفال الربيع المصري.. وأطفال سوريا.. فلا صوت يعلو على صوت الأجندات السياسية في أعراف نشطاء حقوق انسان الربيع العربي، والمهم هو تنفيذ تلك الأجندات والحصول على الجوائز من تلك المنظمات المشبوهة التي ضخت لعملائها ونشطائها مئات الملايين من الدولارات المغموسة بالدماء، ولم تنفق دولاراً واحداً من أجل إنقاذ طفل يمني واحد من الموت جوعاً وهزالاً ومرضاً.. وثورةً.

في الشأن الوطني: في جنيف نجحنا حقوقيا.. ولم ننجح إعلامياً.

رغم كل الجهود الايرانية والعراقية واللبنانية التي قطع أصحابها آلاف الاميال للانتقال من البصرة وبغداد وبيروت وطهران إلى جنيف لمهاجمة الوفد البحريني الرسمي والشعبي الحامل لملف حقوق الانسان، فقد شهد العالم بأسره على انه في النهاية لا يصح الا الصحيح.. فالنجاح الذي حققه الوفد البحريني في بيان الموقف الحقيقي للبحرين من مبادئ حقوق الانسان، يستحق الاشادة منا جميعا، ويدعونا مرة اخرى الى التساؤل عن التواصل الرسمي مع الاعلام الحقيقي والصادق، ولماذا لم تحظ جهود الوفد البحريني في جنيف بالتغطية الاعلامية المناسبة..؟!







































.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة