الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

خطيب جامع الخالد:

أبطال سوريا رجال يعلّمون الأمة الصبر
آلة القتل لبشار لن تتوقف مادام هناك من يمده بالسلاح

تاريخ النشر : السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢



في خطبة الجمعة بجامع الخالد قال الشيخ عبدالله بن سالم المناعي:
بعد هذه المواقف الجبارة والعظيمة للشعب السوري الصامد وما أصابهم من الجهد والبلاء والمحن والمعاناة نقول لهم لن ننساكم يا أهل الشام الأحرار ونحن نشاهد الأطفال يصرخون والشيوخ يئنون ونساء أرامل فقدوا أزواجهن وأطفالهن مما يتعرض له الشعب السوري من المجازر الدامية الخطيرة والمستمرة بالقتل والاعتقال والدمار بأحدث الأسلحة فتكاً والذي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء ناهيك عن الجرحى والمعاقين وأكثرهم من الأطفال والشيوخ وهذا دليل على أن الآلة العسكرية لبشار وجنوده وشبيحته لن تتوقف في ذلك البلد بلاد الشام ما دام هناك دول كبرى تزود نظام بشار بالأسلحة وتحديداً روسيا وإيران يدفعان بالأسلحة الفتاكة إلى نظام الأسد لقتل شعبه مما جعله يتمادى بطغيانه وجبروته وجنونه لأن أبطال سوريا الشرفاء رفضوا حياة الركوع والذل والهوان ورفضوا منطق الاستسلام باسم السلام أمام من لا يؤمن بعهد ولا ميثاق، إنهم الأبطال الذين قدموا دماءهم وأموالهم وأولادهم ثمناً إلى قضيتهم، نعم إنهم الرجال الذين علموا الأمة الصبر والمصابرة في مواجهة المحن والشدائد، الذين قالوا لا تبكوا على الشهيد فعندنا مولود جديد.
فصبراً يا أهل الشام صبراً يا شامة الأمة ومجدها صبراً يا من نفضتم غبار الغفلة والهوان عن جبين الأمة. إن ثقتنا وموعودنا بالله المجد العزيز العظيم بالفرج، فالمصائب مدرسة لصناعة رجال المجد وجيل التمكين لن يخرج إلا من رحم الفواجع.
وبشراكم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خاذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك». (رواه أحمد وغيره). وقريباً سيعيش الشعب السوري حياة العزة والكرامة والفداء.
إن كل دكتاتور تكاد نهايته تكون أبشع نهاية إذا لم يتعظ ولم يستفد من مصائر الدكتاتوريين من قبله لا شك انه غباء وعمى قلب وبصيره لأنه رأى رأي العين مصائر الدكتاتوريين أمثال حاكم تونس بن علي وحاكم ليبيا القذافي، فما الذي منع بشار من الاستفادة من دروس هؤلاء وغيرهم لاشك أنه أخذته العزة بالإثم.. إن مصير طاغية الشام سيكون وحتما أسود لأنه رفض جميع المبادرات السلمية التي قدمت إليه مرورا بالجامعة العربية فرفضها بتكبر واستعلاء معتمداً على دعم الدب الروسي والصيني اللذين استعملا الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن يدين الوحشية التي يطبقها الأسد وجيشه ضد شعبه.
معاشر المسلمين، إن طاغية الشام لن يغادر السلطة إلا على جثث الأبرياء من المسلمين العزل وتدمير سوريا بطولها وعرضها.
إن كل دكتاتور مهما تجبر وبطش وقتل فإن نهايته دائما على يد شعبه ولا يظن طاغوت الشام وأمثاله أن البطش والقهر والظلم والتعذيب للسوريين وانتهاك حقوقهم وحقوق الإنسان بأبشع أنواع الغدر والقتل والتخويف، والمتتبع لتاريخ كل طاغوت ودكتاتور كيف كان مصيره.. كيف كان مصير النازي هتلر؟ وكيف كانت نهايته؟ كيف كان مصير موسيليني؟ وكيف كانت نهايته؟ وكيف كان مصير شاوشيسكو؟ وكيف كان مصير ماركوس الفلبين، والملك فاروق ملك مصر آنذاك؟ وغيرهم.. أين هم الآن وأين ينامون فإذا لم يستفد من العبر والدروس ولم يتعظ مما لقيه من كان قبله، ومن على شاكلته فإن أحداث التاريخ كذلك لها عبر عظيمة ذكرّنا بها القرآن العظيم بمصيرهم.. النمرود حين قال: لإبراهيم عليه السلام «أنا أحيي وأميت» (258 البقرة). وفرعون حين قال: «سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون» (127 الأعراف).
ماذا كان مصيرهم؟ مصيرهم الهلاك والغرق والدمار كل أخذ بذنبه وهذه الأحداث التاريخية ليست حكراً على طغاة الأمم الماضية والزمان الماضي بل تصيب كل حاكم متسلط متكبر ومتجبر، يبطش ويقتل شعبه. وهذا ما حدث في سوريا، فالذين وقفوا ليدلوا بآرائهم لمصلحة البلاد من الشرفاء السوريين وينادون بالإصلاح وبناء وطنهم وضمان حياة كريمة لشعب سوريا.. فماذا فعل بهم؟.. استقبلهم بالصواريخ والمدفعية الثقيلة حتى قضى عليهم.
سيأتي ذلك اليوم بإذن الله بالنصر والتمكين لأهل الشام الشرفاء، فيجب أن تكون نفوس المؤمنين مطمئنة إلى قدر الله وقدرته وألا ينقطع الأمل من نفوس المسلمين. فالدين دين الله ولن يصيب الناس جميعا شيء إلا بقضاء الله وقدره ومهما علا الباطل وزمجر وتجبر ونطر فهو تحت قهر العلي القدير سبحانه وتعالى، والذي أمد لأهل الباطل وأملى لهم قادر على أن يزيل دولتهم ويجعل الدائرة عليهم.
«فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين». (139/ آل عمران).