عربية ودولية
رئاسة مصر بين مرسي وشفيق
صدمة في مصر لانحصار الاختيار بين الإخوان ورمز للنظام السابق
تاريخ النشر : السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢
أشارت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إلى أن النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة المصرية تظهر تصدر مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي السباق الرئاسي يليه أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.
أما المفاجأة فكانت احتلال المرشح الناصري حمدين صباحي المركز الثالث.
ونشرت صحيفة المصري اليوم المستقلة على موقعها على شبكة الإنترنت نتائج «شبه نهائية» استنادا إلى الأرقام التي أعلنها القضاة في مراكز الاقتراع في جميع محافظات مصر الـ .27
وذكرت الصحيفة أن مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي فاز بأعلى الأصوات بحصوله على 24,9%. وجاء في المركز الثاني أحمد شفيق الذي حصل على 24,5%، وفقا للصحيفة، بينما احتل صباحي المرتبة الثالثة، إذ حصل على نسبة 21,1%، وجاء القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، الإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبوالفتوح في المركز الرابع بحصوله على نسبة 17,8%، أما الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى فجاء في المركز الخامس بنسبة 11,3%.
واعتبر مراقبون أن النتائج أثبتت أن حمدين صباحي حصان أسود قفز إلى المركز الثالث في نتائج الجولة الأولى للانتخابات. وقال محللون إنه يؤهله لدور مستقبلي أكبر.
وأعرب كثير من المصريين عن صدمتهم لانحسار الاختيار بين الإخوان المسلمين وأحد رموز النظام السابق.
ويعتبر الشباب الذين أطلقوا الثورة ضد حسني مبارك وقطاع كبير من المصريين أن أحمد شفيق جزء من النظام السابق ويتهمونه بالتورط فيما يعرف بـ«موقعة الجمل».
ومن المفترض أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات النتائج الرسمية يوم الأحد.
وأبدى بعض المصريين فرحتهم بالانتخابات، بينما أعرب آخرون عن قلقهم من انحصار المواجهة بين مرشحين أحدهما إسلامي والآخر كان مسئولا في النظام السابق.
وأعلنت لجنة الانتخابات أن نسبة المشاركة زادت على 51%، وأشاد مراقبون من جهات دولية عدة بنزاهة الانتخابات.
واستعدت القوى السياسية المختلفة لمعركة شرسة في انتخابات الإعادة، وأعلنت عديد من القوى أنها تعتزم توحيد صفوفها للحيلولة دون فوز شفيق الذي تعتبره رمزا للنظام السابق.
(التفاصيل)
القاهرة - الوكالات: يتوقع ان تجرى الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة المصرية بين مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي وبين أحمد شفيق احد رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك حيث كان آخر رئيس وزراء في عهده كما اعلن الاخوان المسلمون يوم الجمعة.
وجاء في بيان للحملة المركزية لمرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، «تأكدت لدينا وجود جولة إعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق وذلك وفقا لما توفر لدينا من ارقام». واضاف البيان ان «الدكتور مرسي ما زال يحافظ على تقدمه أمام كل المرشحين في عدد الأصوات بعد الانتهاء من رصد ما يقارب 90% من النتائج على مستوى جميع المحافظات».
يذكر انه في حال عدم حصول اي من المرشحين الاثني عشر في الانتخابات على الاغلبية المطلقة وهي 50 في المائة زائد واحد تقام جولة ثانية في 16 و17 يونيو المقبل.
وقد اعلنت جماعة الاخوان المسلمين امس الجمعة تصدر مرشحها لانتخابات الرئاسة في مصر بعد فرز الاصوات في نصف مراكز الاقتراع في الجولة الاولى لهذه الانتخابات.
وكانت الجماعة اعلنت في وقت سابق ان مرسي متقدم بحصوله على 30,8% من الاصوات بعد فرز بطاقات 51% من اجمالي مراكز الاقتراع، يليه احمد شفيق مع 22,3% من الاصوات.
وجاء المرشح الناصري القومي حمدين صباحي في المركز الثالث مع 20 في المائة وفقا لغرفة عمليات الجماعة استنادا إلى نتائج فرز اصوات 6661 مركز اقتراع من 13000 مركز.
من جهة اخرى لم يتسن للمتحدث باسم فريق حملة شفيق كريم سالم تأكيد هذه المعلومات لكنه ابدى ثقته في وصول الفريق شفيق إلى الجولة الثانية. ومن المقرر مبدئيا ان تعلن اللجنة العليا للانتخابات النتائج الرسمية غداً الاحد.
من جانبه ركز احمد شفيق حملته على عودة الامن والاستقرار لجذب اصوات المصريين الذين فاض بهم الكيل من الانفلات الامني والتدهور الاقتصادي منذ الانتفاضة الشعبية التي اطاحت مبارك في اوج موجة «الربيع العربي». ويرى الكثير في شفيق، الطيار الحربي مثل مبارك والقائد الاسبق للقوات الجوية، مرشح النظام السابق ومرشح الجيش الذي يتولى ادارة البلاد منذ سقوط مبارك.
وقد ادلى المصريون يومي الاربعاء والخميس بأصواتهم لاختيار رئيسهم في انتخابات حرة وتعددية حقيقية غير محسومة النتائج سلفا للمرة الاولى في تاريخ مصر.
وكان من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين وهم، بالاضافة إلى مرسي وشفيق، وزير الخارجية الاسبق عمرو موسى والاسلامي المعتدل عبدالمنعم ابوالفتوح والناصري حمدين صباحي.
وتلخيصا لهذا الوضع عنونت امس الجمعة صحيفة الوفد، الناطقة باسم الحزب الليبرالي الذي يحمل الاسم نفسه، «المصريون يحبسون انفاسهم».
وقد دعي اكثر من 50 مليون ناخب إلى الادلاء بأصواتهم يومي الاربعاء والخميس لاختيار خليفة الرئيس المخلوع حسني مبارك من بين 12 مرشحا منهم الاسلامي والعلماني واليساري والليبرالي والثوري او المنتمي إلى النظام السابق.
وقبل ثلاث ساعات من اغلاق مكاتب الاقتراع مساء الخميس قدر رئيس لجنة الانتخابات فاروق سلطان نسبة المشاركة بـ 50 في المائة. وتم تمديد فتح مكاتب الاقتراع مدة ساعة اضافية يومي الاربعاء والخميس لتغلق الساعة التاسعة مساء وليس الثامنة كما كان محددا اصلا وذلك لتمكين اكبر عدد ممكن من الناخبين من المشاركة في عملية التصويت.
وهنأت الولايات المتحدة مصر على هذه الانتخابات الرئاسية «التاريخية» مبدية استعدادها للتعاون مع اي حكومة «منتخبة ديموقراطيا».
وقد تعهد المجلس العسكري الذي يتولى السلطة منذ اسقاط مبارك والذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب ادارته المرتبكة للمرحلة الانتقالية، بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب قبل نهاية يونيو. الا ان العديد من المحللين يرون ان الجيش، الركيزة الاساسية للنظام منذ سقوط الملكية العام 1952 والذي يملك قوة اقتصادية ضخمة، سيبقى له دور قوي في الحياة السياسية.
لكن سلطات الرئيس الجديد لا تزال غير واضحة مع تعليق العمل بدستور 1971 الذي كان ساريا في عهد مبارك وعدم وضع دستور جديد للبلاد حتى الآن بسبب الخلاف على اللجنة التأسيسية التي كانت مكلفة بصياغته وتم حلها.
وسيكون على الرئيس الجديد ايضا ان يواجه وضعا اقتصاديا مثيرا للقلق مع التفاوت الاجتماعي الحاد الموروث من النظام السابق والبطء الشديد لعجلة الانتاج ولحركة النشاط وخاصة في القطاع السياحي الحيوي بالنسبة للبلاد.