رسائل
حرب أدمغة بين مهندسي الصواريخ في إيران وإسرائيل
تاريخ النشر : السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢
أفادت مصادر إسرائيلية ان نخبة من الأدمغة وأفضل العقول من مهندسي الصواريخ التابعين لإيران ولـ«حزب الله» اللبناني يعملون بجد في الساعات الأخيرة في طهران وبيروت، بغية إيجاد طرائق للتغلب على برامج التعقب والاعتراض التابعين لمنظومة القبة الحديدية العسكرية لإسرائيل، على أن يتم نقل هذه الحلول إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتجري التجارب عليها من قبل ضباط إيرانيين وافراد تابعين لـ((حزب الله)) موجودين في غزة، جزء منهم بجانب الهيئة العسكرية التابعة لـ((حماس))، وجزء آخر بجانب الهيئة التابعة للجهاد الإسلامي الهدف من ذلك بحسب المصادر هو: السماح للصواريخ التابعة لخلايا الجهاد المتحركة في القطاع باختراق منظومة ((القبة الحديدية)) واستهداف عمق أو أعماق المدن الإسرائيلية وإلحاق ضرر كبير بها.
وقالت مصادر عسكرية متابعة لحرب العقول الدائرة بين مهندسي صواريخ الجهاد من قطاع غزة، وصواريخ الاعتراض من ((القبة الحديدية)) الإسرائيلية، إنه ((حتى إيران و((حزب الله)) يشعران بحاجة استراتيجية إلى محاولة التغلب على منظومة ((القبة الحديدية))، لأنه في حال أخفقوا في ذلك، فإن تفسير هذا الأمر هو أنهم فقدوا منظومات السلاح الرئيسي لديهم أي الصواريخ، التي يوشكون على تشغيلها ضد أهداف في إسرائيل، في حال تمت مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، سواء من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، أو في حال قررت طهران توجيه ضربة وقائية استباقية على إسرائيل)).
((أورينت برس)) أعدت التقرير التالي:
تفيد مصادر عسكرية غربية أن صواريخ ((أرض أرض)) الموجودة في أيدي مقاتلي حركة حماس، التي من بينها صواريخ من طراز ((جراد)) و((الفجر 5))، تحوي منظومات تصويب متقدمة أكثر من تلك الموجودة في صواريخ الجهاد الإسلامي، وكذلك يتم إطلاقها من قبل منظومات إطلاق متطورة تحت الأرض، حيث تتجه الصواريخ بشكل أوتوماتيكي إلى الأهداف، الأمر الذي يضمن دقة عالية. لكن الأخذ في الحسبان التصريحات الأخيرة لمسؤولين في حركة حماس بأنهم لن ينضموا تلقائيا إلى حرب إسرائيلية إيرانية، فإن فكرة فتح جبهتين: جبهة جنوبية داعمة لإيران من قطاع غزة، وجبهة شمالية داعمة لإيران من جنوب لبنان، ستشغلان في آن واحد، آخذة بالتلاشي.
وبحسب المعلومات، يحاول الإيرانيون وحفاؤهم إيجاد ((اختراق إلكتروني)) لمنظومات التعقب والإطلاق لصواريخ ((القبة الحديدية)) الإسرائيلية، حيث تتمكن عبره صواريخ جراد من الاختراق وضرب الهدف في إسرائيل، فيما يعمل مهندسو الصواريخ الإسرائيلية على منع هذه الاختراقات، أو بدقة أكبر مفاجأة مهندسي الصواريخ الإيرانيين بتفوق الأنظمة الالكترونية للمنظومة القبة الحديدية.
القبة الحديدية
في إسرائيل، يقول خبراء الصواريخ إن هناك تغييرات في برامج التعقب وتشغيل منظومة (القبة الحديدية)، مشابهة لتلك التي حصلت في سلاح المدفعية، منها تأمين تحريك سريع لبطاريات الصواريخ من مكان إلى مكان، لكي لا تتيح للعدو تركيز نيرانه المضادة في قطاع ثابت ومحدد.
ولقد بدا للإيرانيين أنهم نجحوا بالتوصل إلى اختراق إلكتروني نوعي، عندما أصابت ثلاثة صواريخ جراد أطلقت من قطاع غزة وسقطت في بئر السبع (اثنان انفجرا، والثالث لم ينفجر). بينما برر الجيش الإسرائيلي فشل صد القبة الحديدية للصواريخ الثلاثة بأنه (خلل تقني).
تطوير قنابل خارقة
على صعيد متصل، تعمل إسرائيل على تطوير مفاجآت دفاعية، وقد عمدت إلى تطوير قنبلة جديدة خارقة للتحصينات بزنة 227 كيلوجراما، وتحمل هذه القنبلة اسم005-RPM، وبامكان هذه القنبلة ان تخترق مساحة تزيد على المتر (39 بوصة) في الخرسانة، أو تخترق التحصينات تحت الأرض في الحواجز الخرسانية التي تحمي الملاجئ تحت الأرض، لتنفجر القنبلة بعد اختراق هذه المسافة وتنتج عددا مهولا من الشظايا يصل عددها إلى نحو 26 ألف شظية تقتل وتصيب عن بعد 100 متر. وقد قامت شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية بالتعاون مع شركة بوينغ الأمريكية بتطوير هذه القنبلة، وهي تتطابق في الشكل مع القنبلة الأمريكية الشهيرة 28-KM الخاصة باختراق الملاجئ تحت الأرض، وهدف الإسرائيليين من وراء هذا المشروع تقليل النفقات الدفاعية مع تعزيز الكفاءة التشغيلية، وستكون القنبلة ذات كفاءة عالية وخاصة في المناطق الحضرية والسكنية وبالنسبة أيضا إلى الأهداف التي توجد بالقرب منها قوات صديقة، وستوفر القنبلة بوزنها الخفيف إمكانية حمل أكثر من قنبلة واحدة في الطائرة نفسها، مما يزيد من عدد الأهداف التي يمكن استهدافها في الطلعة الواحدة. وأخيرا يذكر ان القنبلة يمكن أن يتم توجيهها نحو الهدف بالليزر أو بالتصويب الكهروبصري.
وقال روني تريفوس أحد المتحدثين باسم الصناعات العسكرية الإسرائيلية ان قنبلة 005-RPM ستستخدم من قبل سلاح الجو الإسرائيلي الذي تم تسليمها له في مطلع فبراير من العام الجاري، معتبرا ان تطوير هذه القنابل يعتبر انجازا كبيرا للقوات الإسرائيلية الجوية. أضاف )تستطيع القنبلة اختراق أربعة جدران اسمنتية قبل انفجارها، بالإضافة إلى مقدرتها على إلحاق الأذى بالافراد في حال تمركزهم في الغرف المحصنة المستهدفة بتلك القنبلة ويساعد وزنها الخفيف على إلحاق دمار بدائرة يمتد قطرها من 2 إلى 3 أمتار).وذكر مصدر عسكري إسرائيلي ان مشروع تطوير القنابل الذكية الخارقة للمواقع المحصنة بدأ بعد أن رفضت الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بعدد كاف من تلك القنابل قبل 3 أعوام، والاكتفاء بتزويدها بعدد قليل منها.
وفي السياق ذاته ذكر خبير عسكري إسرائيلي أنه يسود اعتقاد لدى الجيش ان القنابل الإسرائيلية الصنع اقل إيذاء وتدميرا من نظيراتها القنابل الذكية الأمريكية الخارقة للتحصينات.
ويعتقد ان الكشف عن تطوير القنابل الإسرائيلية الخارقة للتحصينات في هذا الوقت بالذات له علاقة بالتهديدات الإسرائيلية باستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
مطالب إسرائيلية
وكان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، قد لفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب خلال محادثاته في واشنطن مع وزير الحرب الأمريكي ليون بانيتا التصديق على بيع إسرائيل طائرات تزود الطائرات المقاتلة بالوقود جوا وقنابل خارقة للتحصينات من نوع 82 UBG.
لكن البيت الأبيض نفى أن يكون الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد عرض على بنيامين نتنياهو تزويد إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات متطورة أو طائرة تزويد الوقود للطائرات الحربية قد تستخدم ضد إيران. واثناء الاجتماعات التي شارك فيها اوباما خلال زيارة نتنياهو لواشنطن أخيرا (لم يتم إبرام أي اتفاق من هذا النوع ولا حتى تم عرض أمر مماثل )، كما أعلن المتحدث باسم الرئيس الأمريكي جاي كارني. لكنه لم يستبعد مع ذلك ان تكون قد جرت مثل هذه المحادثات على مستوى اخر بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين. وأضاف كارني (هناك حتما تعاون على أعلى مستوى بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأمريكي وكذلك بين المؤسسات الحكومية) في البلدين. وأوضح جاي كارني (لقد قدمنا معدات للجيش الإسرائيلي في الماضي، وأنا على قناعة بأننا سنواصل القيام بذلك في إطار تعاوننا وشراكتنا مع الجيش الإسرائيلي).
لكن بحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية، فان اوباما عرض تقديم قنابل خارقة للتحصينات متطورة وطائرات تموين للمسافات البعيدة على نتنياهو شرط الا تشن إسرائيل أي ضربة ضد إيران هذه السنة.
وقد تكون الإدارة الأمريكية قد تقدمت بهذا العرض ردا على الحجة التي تقدمها إسرائيل ومفادها ان تجهيزاتها العسكرية لن تسمح لها في وقت لاحق ببلوغ المنشآت النووية الإيرانية وانها متخوفة من ردة فعل استباقية ووقائية من قبل إيران.