الجريدة اليومية الأولى في البحرين


في الصميم


هذه الأفراح.. ماذا تعني؟

تاريخ النشر : السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢

لطفي نصر



شيء طيب جدا أن تتحول أفراح آل خليفة في نهاية الأسبوع الماضي إلى مهرجان للحب والولاء والالتفاف حول قادة البلاد.. فقد لفت الأنظار - وبكل الارتياح - أن يظل سمو رئيس الوزراء يتلقى التهاني من بعد صلاة المغرب حتى ما يقارب منتصف الليل، كان الظاهر هو تقديم التهاني لزواج حفيد سموه.. لكن الحقيقة أن كل المهنئين بكل هذه الجموع المتدفقة نحو قصر سموه العامر كانت مشاعرهم تفيض بالحب والولاء والمبايعة لسموه.. أدام الله أفراح آل خليفة لأنها أفراح للبحرين كلها.
وما أثلج صدور الجميع أيضا هو هذه العبارة الطيبة الصادقة التي وردت خلال حديث وزير العدل والشئون الإسلامية إلى وكالة «فرانس برس» عندما قال إنه لم ير رئيس الوزراء بهذه الدرجة من الشعبية كما رأى سموه خلال الأحداث التي مرت على البحرين ولايزال.
}}}
يسعد كل مواطن أن يسمع أن شركة وطنية بحرينية قد حصلت على أربع جوائز عالمية دفعة واحدة في مجال تخصصها.. ثم حصول هذه الشركة نفسها على شكر وتقدير رئيس وزراء دولة عظمى مثل بريطانيا في أعقاب هذا التكريم الكبير في العاصمة البريطانية على مسمع ومشهد من العالم.. فلقد نالت شركة غاز البحرين الوطنية أربع جوائز عالمية بوصفها الشركة العالمية الأولى في صناعة الغاز، وخاصة في مجال السلامة المهنية والحفاظ على البيئة.
والأهم من ذلك هو أن هذه الجوائز العالمية الأربع ليست هي الأولى التي حصلت عليها بناغاز.. فقد أطلقوا على هذه الشركة أنها حاصدة للجوائز العالمية على مدى عمرها الذي يزيد على ثلاثة عقود من الزمان.
لكن ما يجدر ذكره أن هذه الشركة تدار بأسلوب الإدارة الإنسانية الذي فضله وآثره رئيس الشركة رئيس جمعية الإداريين الدكتور الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، الحاصل على درجة الدكتوراه في أساليب الإدارة الحديثة.. وهو الذي يقود فريقا من الموظفين والفنيين قوامه (500 موظف وفني ومهندس).. بعيدا عن أسلوب العقاب واللوائح الجامدة.. فالجميع في هذه الشركة الوطنية أسرة واحدة متحابة.. والمتصدر فيها هو الحافز السخي وليس العقاب والإيذاء.
ولهذا كله نجد أن هذه الشركة الوطنية في العام الذي وقعت فيه الأحداث المؤسفة (2011) رغم تغيب أكثر من ربع عدد العاملين بها فقد قبل باقي العاملين فيها التحدي من تلقاء أنفسهم، وضاعفوا عدد ساعات العمل رافضين الحصول على فلس واحد كأجر إضافي.. وحققوا في هذه السنة دخلا هو الأعلى في تاريخ الشركة على الإطلاق وقوامه (345) مليون دولار.
}}}
من القرارات الطيبة المثلجة للصدور التي صدرت هذا الأسبوع أيضا.. هو هذا القرار الذي صدر عن سمو رئيس الوزراء بشأن إحياء جميع طلبات الإسكان الملغاة التي كان قد تقدم بها المواطنون.. وجاء الإلغاء بدعوة عدم إمكان تحقيق طلباتهم الإسكانية.
والانشراح الذي غمر قلوب البحرينيين بهذا القرار ليس لأن سموه قد أعاد به الأمل وأحياه في نفوس المواطنين الذين ظلموا في لحظة من الزمن جراء إخطبوط الروتين العقيم والجبروت الإداري فحسب.. إنما سبب هذا الانشراح هو أن سموه الكريم قد أكد كرامة المواطنين.. كما أكد أنه ليس من حق أحد أي كان أن يحرم مواطنا حقه في خدمات وخيرات بلده.. ناهيك عن أن الحق في المسكن اللائق والمريح قد كفله بكل صراحة ووضوح دستور البحرين.
ولم يفت سموه أيضا في الوقت نفسه الذي اصدر فيه هذا القرار أن يعلن ومن خلال جلسة مجلس الوزراء اعتبار تاريخ تقديم الطلب الذي تم إحياؤه أو نوع الخدمة الجديدة المختارة، هو تاريخ تقديم أول طلب.. وهذا في حد ذاته مكسب كبير سبق لمجلس النواب أن ألح في طلبه كثيرا فاستجاب سموه لمطلب النواب لأنه يتمتع بكل معايير العدالة.
}}}
إذا كان الكثير من الأخبار على الساحة البحرينية خلال الأسبوع الماضي هي من النوع السار والباعث على الفرح والارتياح.. فإنه على الطرف الآخر في مصر الحبيبة ما يبعث على الاستياء والاستفزاز وإثارة الأعصاب.. وخاصة هذا الذي أعلنه أتباع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرفوض ترشيحه لرئاسة مصر حيث هددوا بأنهم سينزلون إلى الشارع من جديد إذا قدر للفريق أحمد شفيق أن يكون الفائز في انتخابات الرئاسة.
السؤال هو: هل إذا قدر لشفيق أن يفوز - ونجمه يميل إلى الصعود على طريق انتخابات الإعادة فعلا - أليس الذي مكنه من هذا الفوز هو الشعب.. أو أغلبية الشعب؟.. فأين هي الديمقراطية، واحترام الإرادة الشعبية الذي تسوقون له؟ فهل تعني الديمقراطية لديهم انهم يريدون أن يحكموا مصر بالحديد والنار والتخريب والتكسير.. وضياع مصر الحبيبة إلى الأبد؟!