الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٣ - الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٦ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


مقتل ٩٢ في مجزرة مروعة بالحولة والمعارضة تطالب بتدخل عسكري ضد النظام





دمشق - الوكالات: أكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود السبت مقتل ٩٢ شخصا بينهم ٣٢ طفلا دون سن العاشرة في مدينة الحولة في محافظة حمص بوسط البلاد، فيما دعت المعارضة السورية إلى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي وإلى تدخل «اصدقاء سوريا» عسكريا ضد النظام.

وقال مود «هذا الصباح، ذهب المراقبون العسكريون والمدنيون إلى الحولة وأحصوا أكثر من ٣٢ طفلا تحت سن العاشرة وستين بالغا مقتولين».

وقال مود امام الصحفيين ان المراقبين «يدينون باشد العبارات المأساة الوحشية» في الحولة، مؤكدا ان التدقيق الذي اجراه المراقبون كشف «استخدام مدفعية الدبابات» في قصف المدينة.

وحذر مود من ان «الذين يستخدمون العنف لاجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الاحداث غير المتوقعة وقد يقودون البلاد إلى حرب اهلية».

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان من جانبه ان اكثر من تسعين قتلوا في قصف من القوات النظامية السورية في منطقة الحولة. وقال المرصد ان «عدد الشهداء الذين سقطوا في مجزرة الحولة ارتفع إلى اكثر من تسعين مواطنا بينهم ٢٥ طفلا»، مشيرا إلى ان القصف الذي بدأته القوات النظامية صباح الجمعة استمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل.

واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان «بلدتا تلدو الواقعة على طرف مدينة الحولة الجنوبي والطيبة الواقعة على الطرف الغربي، وهما البلدتان اللتان تركز عليهما القصف، تشهدان نزوحا جماعيا إلى المناطق الداخلية في المدينة، خوفا من تجدد القصف أو حصول هجوم». ووزع ناشطون أشرطة فيديو على مواقع الانترنت تظهر مشاهد مروعة لأطفال قتلى تغطي اجسادهم الدماء، بينما ترتفع من حولهم آيات التكبير واسئلة «أين أنتم يا عرب؟ أين أنتم يا مسلمون؟».

واعتبر المرصد السوري في بيان أن «المجتمعين العربي والدولي شريكان للنظام السوري في مجزرة الحولة بسبب صمتهما عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري وذهب ضحيتها العشرات من اطفال ونساء وشيوخ وشبان سوريين».

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره فجر السبت مجلس الامن الدولي إلى «عقد اجتماع فوري» بعد «مجزرة الحولة الشنيعة» التي حصلت «في ظل وجود المراقبين الدوليين». واورد المجلس حصيلة للقتلى تجاوزت المائة، مشيرا إلى ان عائلات بكاملها قتلت «ذبحا» على ايدي «شبيحة النظام ومرتزقته»، وانه تم «تقييد ايدي اطفال قبل قتلهم»، واصفا الهجوم «بالهمجي».

ودعا المجلس إلى «تحديد مسؤولية الأمم المتحدة إزاء عمليات الابادة والتهجير القسري التي يقوم بها النظام في حق المدنيين العزل». كما شدد على مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ «القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة».

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان «مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو على طرف الحولة، مما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الارهابية، واسفر الاشتباك عن مقتل واصابة عدد من الارهابيين وعناصر الجهات المختصة». كما اشارت إلى ان «المجموعات الارهابية احرقت بعض منازل المواطنين وفجرت بعضها الاخر».

واعلن الجيش السوري الحر انه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي انان، اذا لم يتحرك مجلس الامن بسرعة لحماية المدنيين. وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل «نعلن انه اذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي اجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة انان إلى الجحيم».

وشهدت مناطق عدة في سوريا السبت تظاهرات حاشدة احتجاجا على «مجزرة الحولة» التي قتل فيها من الجمعة وحتى فجر السبت ٩٢ شخصا بينهم ٣٢ طفلا، بحسب بعثة المراقبين الدوليين في سوريا. واطلقت القوى الامنية النار على عدد من التظاهرات.

من جانبه طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بـ «رد دولي قوي» اثر «مجزرة» الحولة، واعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الامن «خلال الايام القليلة المقبلة».

اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت ان فرنسا تدين «المجازر» في الحولة وتدعو المجتمع الدولي إلى المزيد من التعبئة. واضاف فابيوس في بيان «اني اجري فورا اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول اصدقاء الشعب السوري».

واعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عن «صدمته» في القصف على منطقة الحولة. وقال الوزير في بيان «لقد صدمني وأرعبني الخبر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم العديد من الاطفال، في هجمات لقوات نظام». وأضاف أن «عدم وضع النظام السوري حدا لاعمال العنف الوحشية بحق شعبه هو امر يثير الصدمة. ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة». وقتل ١٨ شخصا بينهم خمسة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات اطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سوريا امس السبت، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

فقد قتل ثلاثة مواطنين بينهم امراة اثر اطلاق رصاص عشوائي في حي القدم في مدينة دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل مواطن برصاص قناص في بلدة عربين في ريف دمشق. وقتل ثلاثة مواطنين في قريتي الدمينة الغربية والبويضة الشرقية في محافظة حمص في اطلاق نار، فيما وقعت اشتباكات بين القوى النظامية ومنشقين في عدد من القرى في محيط البويضة الشرقية.

وذكر المرصد ان اصوات انفجارات سمعت صباح السبت في مدينة حمص، بالاضافة إلى اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي جوبر في المدينة. في محافظة ادلب، قتل ثلاثة مواطنين، احدهم في مدينة سراقب برصاص عشوائي من قوات الامن واثنان نتيجة القصف العشوائي على مدينة اريحا.

في محافظة درعا قتل ثلاثة مواطنين بينهم امرأتان اثر قصف بلدة خربة غزالة، والثالث برصاص الامن في بلدة طفس. وقتل خمسة عناصر من القوات النظامية السورية في كمائن في مناطق مختلفة من درعا.

من جهة ثانية، افاد المرصد عن تعرض قرى جبل الاكراد في محافظة اللاذقية «لقصف واطلاق نار من حوامات القوات النظامية السورية لليوم الثاني على التوالي في محاولة للسيطرة على هذه المنطقة الجبلية الوعرة».

كما تعرضت مدينة اعزاز في محافظة حلب لقذائف واطلاق نار من القوات النظامية السورية «التي تحاول اقتحام أحياء في المدينة»، بحسب المرصد، مما أدى إلى «حالات نزوح في اتجاه الحدود التركية».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة