الرياضة
لوف يرصد اللقب لتعزيز موقعه على رأس «المانشافت»
تاريخ النشر : الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢
برلين - أ ف ب: يدخل مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم المقررة في أوكرانيا وبولندا من 8 يونيو إلى الأول من يوليو المقبلين، ضامنا بقاءه في منصبه كيفما كانت نتائج المانشافت بعدما قاد الأخير إلى وصافة الكأس القارية عام 2008 والمركز الثالث في الكأس العالمية 2010. لكن النصر وحده في المباراة النهائية المقررة في كييف سيعزز موقعه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب. ويدرك لوف (52 عاماً) الذي تسلّم مهامه صيف عام 2006 خلفاً ليورغن كلينسمان الذي قاد الألمان إلى المركز الثالث في المونديال الذي استضافته، جيداً أن وظيفته آمنة حتى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، كما أن المنتخب الألماني يعتبر بين المنتخبات المرشحة لنيل اللقب بعدما حقق العلامة الكاملة في التصفيات بفوزه بعشر مباريات من أصل 10، لكن المدرب لا يؤمن بالترشيح ويسعى إلى تحقيق اللقب ومنح ألمانيا لقباً كبيراً كانت اقرب إليه كثيراً مرتين في الأعوام الأربعة الأخيرة.
وقال رئيس الاتحاد الألماني فولفانغ نيرشباخ في هذا الصدد: «نحن جميعاً متفقون بأننا مع لوف واوليفر بيرهوف نملك أفضل ثنائي مثالي لتحقيق ذلك»، مضيفاً: «الاثنان يقومان بعمل رائع وليس هناك أي سبب لتغيير أي منهما». وتابع: «نحن أقوياء بما يكفي للتعامل مع أي خيبة أمل في حال حدوثها». وقاد لوف المانشافت إلى المباراة النهائية لكأس أوروبا الأخيرة عام 2008 في النمسا وسويسرا، وإلى المركز الثالث من مونديال 2010 في جنوب إفريقيا.
ومدد لوف عقده مدة عامين في يوليو 2010 واضعا حداً لازمة بينه وبين الاتحاد المحلي حول تجديد العقد حيث كان الأول يريد تحسين الشروط المالية له ولمعاونيه وتوقيع عقد بقائه مع المنتخب قبل المونديال، في حين فضل الاتحاد الألماني انتظار النهائيات قبل تجديد العقد. وطالب لوف أيضاً بمسؤوليات أكبر على منتخب الشباب (دون 21 عاماً).
وعلى الرغم من سجله الرائع مع منتخب بلاده حيث حقق 52 فوزاً في 76 مباراة دولية مقابل 13 تعادلاً و11 هزيمة في ست سنوات، يحتاج لوف إلى تاج كأس أوروبا 2012 كي يعتبر واحداً من أفضل مدربي المانشافت ويحقق آمال الجمهور الألماني في إحراز أول لقب منذ 16 عاماً. ووحده لقب كبير يفصل لوف عن مقارنته بسجل المدربين الأسطورتين القيصر فرانتس بكنباور الذي قاد المنتخب إلى لقب كأس العالم عام 1990، وبيرتي فوغتس الذي قاد ألمانيا إلى كأس أوروبا عام 1996.
ويتميز المدرب الشاب بهدوء ومعرفة تقنية هائلة وقدرة عالية في التعامل مع نجومه والجماهير ورجال الإعلام. حافظ لوف على هيبته رغم إبعاده هداف شالكة كيفن كوراني عن نهائيات كاس العالم 2010 بعد نشوب خلاف بينهما اثر إخراجه للاعب المولود في البرازيل في منتصف مباراة روسيا في التصفيات المؤهلة. لكن ما يشفع في لوف، أن خط هجوم بطل العالم لثلاث مرات يزخر بنجوم مميزين أمثال ميروسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي وماريو غوميز والواعد ماريو غوتسه بالإضافة إلى لاعبين آخرين يملكون نفسا هجوميا مثل كاكاو وتوني كروس والشاب توماس مولر.
عمل لوف طويلاً في ظل يورغن كلينسمان الذي قاد ألمانيا إلى المركز الثالث في مونديال 2006 على أرضها، ثم خلفه يوم 21 يوليو 2006 عند انتهاء العرس العالمي، وضرب بقوة في أولى مشاركاته الكبرى عندما قاد الأسطول الألماني إلى وصافة كأس أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا حيث خسر أمام إسبانيا في النهائي صفر-1. طريق لوف التدريبية إلى المنتخب الألماني لم تكن طريق اللاعب والمدرب الناجح المرصع بالألقاب، فهو لم يحترف كلاعب مع أندية الصف الأول في ألمانيا إذ تنقل بين فرايبورغ واينتراخت فرانكفورت وكارلسروه قبل أن ينهي مسيرته في سويسرا مع شافهاوزن وفنترثور، ووصل لاعب الوسط المهاجم إلى منتخب ألمانيا ما دون 21 عاماً لكنه لم يبلغ يوماً المنتخب الأول.
لكن نجمه كمدرب بزغ مع شتوتغارت (1996-1998)، مستفيداً من رحيل المدرب رولف فرينغر لتدريب منتخب سويسرا، فقاده إلى لقب الكأس (1997) ونهائي كأس الكؤوس الأوروبية حيث خسر أمام تشيلسي الإنجليزي صفر-1 في باريس (1998) ، كان في تشكيلته آنذاك الثلاثي الرهيب المكون من لاعب الوسط البلغاري كراسيمير بالاكوف والمهاجمين البرازيلي جيوفاني ايلبير وفريدي بوبيتش.
الصعود الصاروخي للمدرب الشاب لحقه هبوط أسرع إذ أقيلَ من فنربخشة التركي (1999) وعجز عن إنقاذ كارلسروه من الهبوط إلى الدرجة الثالثة (2000) كما انه أقيل بعد ثلاثة أشهر من أضنه سبور التركي. ارتفعت معنويات لوف المتأثرة من الإقالات بعدما أحرز لقب الدوري النمساوي مع تيرول انسبروك (2002) لكن الرحلة انتهت مجدداً اثر إفلاس النادي. عام جديد أمضاه لوف من دون عمل عاد بعده لنادي اوستريا فيينا في العاصمة النمساوية الذي أقاله بعد ثمانية أشهر رغم تصدره ترتيب الدوري.