عربية ودولية
حركة الشباب الإسلامية تهدد بتكثيف الحرب في الصومال
تاريخ النشر : الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢
مقديشو - (ا ف ب): هدد متمردو حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة أمس السبت بتكثيف حربهم على الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الافريقي بعد سقوط معقلهم في مدينة افغوي الاستراتيجية التي تبعد 30 كلم عن العاصمة مقديشو.
وقال الشيخ عبدالعزيز ابو مصعب المتحدث باسم اسلاميي حركة الشباب الذين انضموا مؤخرا إلى تنظيم القاعدة الارهابي «سنواصل الحرب وسنكسب المعركة من دون ادنى شك». وكان الجيش الصومالي وقوات الاتحاد الافريقي قد اعلنا يوم الجمعة السيطرة على البلدة التي يعيش في ضواحيها مئات آلاف النازحين، وهو ما سبب نكسة جديدة لمتمردي حركة الشباب الاسلامية.
وقال بادي انكوندا المتحدث باسم قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم) «عبرنا نهر شابيل ونحن في افغوي ونسيطر على المدينة»، مضيفا «هناك اطلاق نار متفرق لكن الوضع هادىء عموما». وتشكل افغوي مفترقا استراتيجيا للطرق باتجاه الشمال والغرب والجنوب الصومالي.
وما زال اكثر من اربعمائة الف شخص من النازحين يعيشون منذ بداية السنة بين افغوي ومقديشو بعد ان هربوا من المعارك والجفاف والمجاعة في مناطق اخرى من الصومال مما يجعل من هذا القطاع اكبر منطقة للنازحين في العالم.
وتشكل خسارة افغوي نكسة جديدة للمتمردين الاسلاميين في حركة الشباب الذين اضطروا الى الانسحاب من مقديشو في اغسطس الماضي ويواجهون ضغط هجوم عسكري اقليمي في بقية وسط وجنوب البلاد حيث تدخل الجيشان الإثيوبي والكيني ايضا منذ نهاية 2011. وقال الشيخ مصعب ايضا ان «المقاتلين المجاهدين قاموا بانسحاب تكتيكي من بعض المواقع لكن ذلك لا يعني هزيمة»، مضيفا: «قطعنا فعلا طرق امداداتهم وانزلنا خسائر فادحة بصفوف العدو». وأكد أن الاسلاميين الشباب «قتلوا عددا من الجنود خلال المعارك الاخيرة».
وقد سمع دوي قصف مدفعي واطلاق نار متقطع صباح السبت في قطاعي ايلاشا وسينكا دهر الواقعة بين افغوي ومقديشو بينما أكد قادة القوات الحكومية إنهم يطوقون المقاتلون الاسلاميون.
وأعلن القائد الصومالي العقيد مختار محمد أن «القوات (الجيش الصومالي) تسيطر تماما على ممر افغوي، لكن ما زال هناك بعض المتمردين اليائسين بالقرب من ايلاشا وقريبا سنقضي عليهم ان لم يستسلموا». ونفى مسؤولو الجيش الصومالي الخسائر التي قال الشباب الاسلاميون ان القوات الحكومية منيت بها. واستمرت صفوف طويلة من المدنيين في التدفق باتجاه مقديشو على الرغم من الاجراءات الامنية المشددة التي فرضت على الطرق، كما قال شهود عيان. وقال حسن محمد في منطقة افغوي «هناك إطلاق نار وقصف لكن لا تدور معارك طاحنة». وأضاف أن «العائلات التي بقيت هناك تنتقل من المنطقة على الرغم من نقص وسائل النقل».
وكان اوغسطين كاهيغا مندوب الامم المتحدة للصومال قد قال الجمعة في تصريح صحفي في نيروبي ان «افغوي هي في آن هدف عسكري وضرورة انسانية ملحة». واضاف قبيل الاعلان عن السيطرة على افغوي «انها واحدة من اشد العمليات صعوبة في هذه المنطقة التي تؤوي اكبر عدد من النازحين في العالم».
وكان منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في الصومالي مارك بودن اطلق هذا الاسبوع «دعوة إلى كل الاطراف للسعي إلى الحد من وقع النزاع على المدنيين والسماح بوصول المساعدات الانسانية كليا إلى الاشخاص الذين هم بحاجة إليها» حول افغوي. وتعيش الصومال منذ أكثر من عشرين عاما على وقع حرب اهلية، وهي من دون حكومة فعلية منذ سقوط الرئيس سياد باري في 1991. لكن في اغسطس، ستعمد السلطات الانتقالية الحالية، المدعومة من المجموعة الدولية والتي فشلت في اقامة سلطة مركزية على غرار سابقاتها، إلى حل نفسها واختيار سلطة بديلة ليصبح للصومال مؤسسات جديدة تحل مكان الحكومة والبرلمان القائمين منذ سنوات.