بريد القراء
حمد بن عيسى.. التاريخ يصنعه العظماء
تاريخ النشر : الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢
«اللهث» هي المفردة الأنجع في اختزال الأمر لأي متابع أو مراقب سياسي أو اقتصادي لتحركات وإصلاحات صاحب الجلاله الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتي تسارعت وتيرتها بشكل مرتفع مع إنبلاج فجر المشروع الإصلاحي الكبير والذي مكن البحرين من أن تكون في صدارة الممالك الدستورية العريقة.
آخر التحركات هذه كانت زيارة جلالته الأخيرة لليابان والتي شكلت انفتاحا جدياً على الشرق الآسيوي ليس بالاستثمار فقط وإنما بالموارد البشرية اليابانية، وتمكن اليابان من وضع برامج متميزة بشتى القطاعات للتدريب على الإنتاج وجودته في المصانع والشركات بشتى خطوط إنتاجها. وهذا ما تحتاج إليه البحرين في المرحلة الراهنة.
كما أن زيارة جلالته لليابان وما تمخضت عنها من جلسات عمل واتفاقيات اقتصادية أثلجت صدور الكثير من رجال الاقتصاد والاستثمار بالبحرين، وبعثت التفاؤل في نفوس الكثيرين، وهو ما يؤكد حرص القيادة الرشيدة على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع كبرى الأسواق العالمية لاستقطاب المزيد من الاستثمارات المالية إلى السوق المحلي.
في سياق آخر، فإن نجاح سباق الفورمولا واحد للعام الحالي، وما تخلله من حضور جماهيري كبير، وتغطية إعلامية دولية واسعة، وأيضاً مشاركة فاعلة وشاملة من الفرق المشاركة أوصل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن البحرين بخير، وبأن هناك إصرارا حقيقيا من القيادة والشعب في آن واحد على تفعيل الإصلاح بشتى تدرجاته، والمضي به قدماً دون النظر أو الرجوع إلى الوراء، وبأن البحرين استعادت ثقتها الاقتصادية وعافيتها من جديد، بل وأقوى من ذي قبل.
ولا نغفل تمرير جلالته للتعديلات الدستورية التي تمثل لوحدها سابقه فريدة على مستوى الخليج العربي، وما تمخضت عنه من قرارات جريئة منحت مجلس النواب المنتخب شعبياً المزيد من الصلاحيات التشريعية، تبين في مجملها بأن الإصلاح السياسي بالبحرين لن يتوقف، بل سيتزايد بما فيه خير ومنفعة وصلاح للبلاد والعباد.
الوجيه شارخ بن سيف الدوسري