الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


إمارة الفجيرة تتحول إلى منفذ استراتيجي لنفط الإمارات

تاريخ النشر : الاثنين ٢٨ مايو ٢٠١٢



الفجيرة - (أ ف ب): أعلن حاكم الفجيرة لوكالة فرانس برس ان عمليات تصدير النفط عبر انبوب ابوظبي - الفجيرة الذي يسمح بتجاوز مضيق هرمز ستبدأ في يونيو، مؤكدا انه يتطلع إلى تعاظم الاهمية الاستراتيجية لامارته الهادئة على ضفاف خليج عمان.
وقال الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الاعلى للامارات وحاكم الفجيرة «ان شاء الله في شهر 6 يبدأ التصدير» عبر هذا الانبوب الذي ينقل النفط من حقل حبشان في غرب امارة ابوظبي إلى امارة الفجيرة، وهي الامارة الوحيدة التي تطل على خليج عمان والمحيط الهندي من بين الامارات السبع التي تشكل دولة الامارات العربية المتحدة.
وكانت اعمال انشاء الانبوب الذي يمتد على طول 360 كيلومترا قد بدأت في 2008 بهدف السماح بتصدير النفط الاماراتي من دون المرور عبر مضيق هرمز الذي تسيطر إيران على ضفته الشمالية ويشهد توترات جيوسياسية.
وقال الشيخ حمد ان «سعة التصدير هي 1,8 مليون برميل لكن الانبوب سيضخ 1,5 مليون برميل»، اي القسم الاكبر من النفط الاماراتي. وتنتج الامارات يوميا 2,5 مليون برميل من الخام. وحاليا، تمر الصادرات النفطية البحرينية والقطرية والاماراتية والايرانية جميعها عبر مضيق هرمز اضافة إلى القسم الاكبر من النفط السعودي والعراقي. وتصدر السعودية قسما من نفطها عبر البحر الاحمر.
وهددت إيران في الاشهر الاخيرة باغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره 35% من النفط العالمي المنقول بحرا، في حال فرض عقوبات على قطاعها النفطي. وأكد الشيخ حمد انه لا يتوقع ان يتم اغلاق هذا المضيق او ان تنشب حرب في المنطقة. وقال «لا اتخوف، ان شاء الله لن يحصل شيء، سحابة وتمر على خير».
ويأتي توقيت تشغيل الانبوب وسط مخاوف من تصاعد التوتر في حال فشل مفاوضات الملف النووي الايراني بين طهران والدول الكبرى في موسكو في 18 و19 يونيو. كما اعتبر حاكم الفجيرة ان مشروع خط حبشان - الفجيرة «سيساهم في انعاش الحركة الاقتصادية والتجارية ويزيد من أهمية الفجيرة الجيوسياسية». والفجيرة هي ثالث اهم مركز في العالم لعمليات تزويد السفن بالوقود بعد روتردام وسنغافورة، وتسعى إلى ان تحتل المركز الاول. وقال مدير ديوان حاكم الفجيرة محمد سعيد الضنحاني انه «تم وضع خطة متكاملة لتوسعة ميناء الفجيرة لكي يصبح في غضون سنوات الاول عالميا في تزويد السفن بالوقود» مشيرا إلى ان حكومة الامارة «تعمل على تشييد رصيفين بتروليين جديدين في الميناء يبلغ طولهما 800 متر وبعمق 20 مترا» بهدف استقبال ناقلات النفط الضخمة.
وفي ميناء الامارة الذي فتح امام السفن في 1982، تسير اعمال الانشاءات على قدم وساق من اجل استقبال الناقلات العملاقة، فيما يتم ايضا بناء خزانات ضخمة للنفط والوقود. وبحسب الشيخ حمد، يفترض ان ترفع هذه الخزانات القدرة التخزينية للنفط في الفجيرة من ثلاثة ملايين متر مكعب حاليا إلى 11 مليون متر في 2014.
وأضاف الحاكم «نتوقع المزيد من الاستثمارات وخاصة في المجالات البترولية بعد ان تم انشاء منطقة الفجيرة للصناعات البترولية (فوز) حيث بدأت كبريات الشركات العالمية بالتهافت على الفجيرة لبدء استثماراتها في تلك المنطقة». ودشنت الامارة العام الماضي محطة حرارية يغذيها انبوب غاز ينطلق من قطر ويمر عبر بوظبي ودبي، وهو انبوب يتجنب ايضا مضيق هرمز.
كما تخطط الامارة لانشاء محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وهو مشروع ستنفذه شركة مبادلة التابعة لحكومة امارة ابوظبي. وبالرغم من هذا الحراك الاقتصادي الكبير، تظل الفجيرة واحة هادئة بعيدة عن زحمة الانشاءات والسيارات في دبي وابوظبي.
وقال الشيخ حمد «نحن نمشي خطوة خطوة للتطوير، ولا نريد ان يتم التطوير على حساب هويتنا الوطنية». وشدد الحاكم على ان الفجيرة «جزء لا يتجزأ من دولة الامارات العربية المتحدة.. ونحن واكبنا تطور الامارات منذ البداية وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والانسانية، والهدف الذي نسعى اليه تحسين المستوى المعيشي للمواطنين».