عربية ودولية
إيران لا تعتزم التخلي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة
تاريخ النشر : الاثنين ٢٨ مايو ٢٠١٢
طهران - الوكالات: رفضت إيران أمس الاحد فكرة التخلي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% استجابة لطلب القوى الغربية خلال محادثات بغداد لتسوية الازمة حول برنامجها النووي. وقال مسؤول البرنامج النووي الايراني فريدون عباسي دواني «لا داعي لان نتخلى عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لاننا ننتج وقودا بنسبة 20% لحاجاتنا، لا اكثر ولا اقل». واضاف «علينا التحكم كليا بدورة وقود اليورانيوم». وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% يثير مخاوف الدول الغربية من ان يكون للبرنامج النووي الايراني هدف عسكري في حين تؤكد طهران انه سلمي بحت. واليورانيوم المخصب حتى 5% يستخدم وقودا للمحطات النووية لانتاج الكهرباء، وبنسبة 20% لمفاعلات الابحاث. لكن ان تجاوز التخصيب نسبة 90% يمكن استخدامه لصنع القنبلة الذرية. وطالبت الدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) الاسبوع الماضي في بغداد، إيران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 5% وان تنقل خارج البلاد مخزونها الحالي المقدر بـ100 كلج من اليورانيوم بنسبة 20%.
وهذا الاجراء من بين الالتزامات الرئيسية المطلوبة من إيران لتبديد الشكوك حول برنامجها النووي الذي أدانه مجلس الامن الدولي في ستة قرارات منها اربعة مرفقة بعقوبات. وتساءل عباسي دواني ان الدول الكبرى «تقول لنا انها تقبل بان تخصب إيران اليورانيوم بنسبة 3,5% او 5% لكننا نجيبهم من انتم لتقبلوا او ترفضوا؟».
وذكر أن إيران بدأت في فبراير 2010 بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لانتاج وقود لمفاعل الابحاث في طهران بعد فشل المباحثات حول الحصول على وقود مقابل تسليم قسم من مخزون اليورانيوم الايراني المخصب بـ3,5%. وتؤكد طهران على الدوام ان حقها في تخصيب اليورانيوم في إطار معاهدة الحد من الانتشار النووي مسألة سيادة «غير قابلة للتفاوض». لكن عددا من المسئولين بينهم عباسي دواني فتح المجال لتسوية قبل اجتماع بغداد مؤكدا ان طهران لا تنوي تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% «الى الابد» ولا فوق حاجاتها. لكن مسئول البرنامج النووي الايراني اشار أمس الاحد إلى احتمال بدء طهران في تصدير اليورانيوم بنسبة 20% وهو تهديد ليس جديدا يعتبر استفزازا في الإطار الحالي. وقال «بتنا من الدول القادرة على انتاج الوقود ويمكننا ايضا انتاجه لدول اخرى، من المستحسن ان تتفاوض معنا للحصول على وقود عوضا عن الطلب منا وقف انتاجه». ولم تفض مباحثات بغداد إلى نتيجة لكن الجانبين قررا استئنافها في موسكو في منتصف يونيو.
ويأتي تراجع إيران عن موقف متشدد بشأن تخصيب اليورانيوم في وقت اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة اكتشاف آثار يورانيوم مخصب بنسبة 27% في موقع فوردو تحت الارض جنوب طهران. واشارت إيران إلى مشكلة تقنية وهو تبرير اعتبره خبراء غربيون بأنه جائز لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلبت توضيحات اضافية.
وانتقد عباسي دواني الوكالة الدولية للطاقة الذرية لنشرها معلومات قد «تثير الشكوك» و«تخلق خلافا» بعد اسبوع على زيارة رئيسها يوكيا امانو لطهران لتحسين العلاقات بين الوكالة الدولية وايران التي غالبا ما يشوبها التوتر.
وأمس الاحد، اعلن دواني في تصريحات نقلها التلفزيون الايراني ان إيران ستبدأ العام المقبل في بناء محطة نووية جديدة لانتاج الكهرباء في بوشهر، جنوب البلاد، بالقرب من المحطة الحالية التي بنتها روسيا. وتبدأ السنة الايرانية في 21 مارس.
وأعلن المسئولون الايرانيون مرارا منذ سنتين انهم عازمون على بناء عشرين محطة نووية لتوليد الكهرباء بطاقة اجمالية من 20 ألف ميغاواط، لكنهم لم يعلنوا مواعيد محددة.