الرياضة
بنتو.. فلسفة تدريبية تلائم العقلية البرتغالية
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٢
نيقوسيا - أ ف ب: عندما قرر الاتحاد البرتغالي المخاطرة بتعيين باولو بنتو مدرباً للمنتخب الوطني في 20 سبتمبر 2010، شكك الكثيرون بقدرة لاعب الوسط الدولي السابق على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية نظرا الى قلة خبرته وطراوة عوده في «المصلحة». كانت البرتغال استهلت التصفيات بقيادة كارلوس كيروش الذي تسلّم دفة المنتخب في 2008 خلفا للبرازيلي لويز فيليبي سكولاري، وتعادلت في مباراتها الأولى مع قبرص على أرضها 4-4 ثم خسرت أمام النرويج صفر-1، قبل أن يتخذ قرار التخلي عنه بسبب إيقافه مدة ستة أشهر بعد إهانته مسئولين في لجنة مكافحة المنشطات المحلية خلال معسكر المنتخب استعدادا لمونديال 2010. لجأ الاتحاد البرتغالي بعدها إلى بنتو رغم أن الأخير لا يملك الخبرة الكافية، وذلك بعد أن رفض ريال مدريد الاسباني السماح لجوزيه مورينيو بان يتولى المهمة إلى جانب عمله في النادي الملكي. وكان الارتباط الأولي بين بنتو والاتحاد المحلي للعبة حتى نهاية تصفيات البطولة القارية، لكن لاعب بنفيكا وسبورتينغ لشبونة السابق فرض نفسه منذ المباراة الأولى لان البرتغاليين تخطوا الدنمارك 3-1 ثم عادوا من أيسلندا بنتيجة مماثلة قبل الفوز على النرويج 1- صفر وقبرص 4-صفر في نيقوسيا وأيسلندا 5-3 لكنهم خسروا المواجهة الأخيرة أمام الدنمارك خارج قواعدهم 1-2.
واحتكم بعدها البرتغاليون إلى الملحق الذي جمعهم بالبوسنة، كما كانت الحال في تصفيات مونديال 2010، فحققوا التعادل السلبي ذهابا خارج ملعبهم قبل أن يحققوا فوزاً كاسحاً إياباً 6-2، ما سمح لهم بالتأهل إلى النهائيات للمرة الخامسة على التوالي والسادسة في تاريخهم. وفي 17 نوفمبر الماضي تمكن بنتو من حفر اسمه في قلوب عشاق المنتخب حين قاد الأخير لتحقيق فوز ودي تاريخي على الجارة الأيبيرية اسبانيا، بطلة العالم وأوروبا، برباعية نظيفة ملحقاً بمنتخب «لا فوريا روخا» أكبر هزيمة له منذ 13 يونيو 1963 حين خسر أمام اسكتلندا 2-6 في مباراة ودية أيضاً. سيكون بنتو (42 عاماً) أصغر مدرب في نهائيات كأس أوروبا وهو يأمل أن تلعب روحية الشباب التي يتمتع بها دورا في توطيد علاقته بلاعبيه وتحفيزهم على تكرار انجاز 2004 (وصل المنتخب إلى النهائي قبل أن يخسر أمام اليونان)، على غرار ما حققه الاسباني جوسيب غوارديولا (41 عاماً) مع برشلونة حين قاده للفوز بـ14 لقباً محليا وقارياً وعالمياً خلال المواسم الأربعة التي أمضاها معه. أثبت بنتو حتى الآن أن عامل صغر سنه لن يقلل من قدرته على فرض كلمته وسلطته في المنتخب، وأبرز دليل على ذلك استبعاده المدافعين المؤثرين ريكاردو كارفاليو وجوزيه بوسينغوا عن التشكيلة لتشكيكهما في قراراته. ستكون نهائيات كأس أوروبا اختباراً حقيقياً لبنتو وذلك منذ الدور الأول لان منتخبه وقع في مجموعة نارية جميع منتخباتها أبطال سابقون فمنتخب ألمانيا توج باللقب الأوروبي 3 مرات (72 و80 ألمانيا الغربية، و96 ألمانيا الموحدة) فضلاً عن أنه وصيف بطل النسخة الماضية (2008)، وهولندا بطلة 1988، والدنمارك (1992).