الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


عنان يعبر في دمشق عن صدمته إزاء مجزرة الحولة والعربي يدعو مجلس الأمن إلى التحرك السريع

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٢



دمشق - الوكالات: عبر الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان لدى وصوله إلى دمشق امس عن «صدمته» ازاء المجزرة «المروعة» التي حصلت في الحولة واسفرت عن مقتل 108 اشخاص، بحسب الامم المتحدة.
وقال عنان للصحفيين فور وصوله إلى احد فنادق دمشق «اشعر بالصدمة ازاء الاحداث المأسوية والمروعة التي وقعت قبل يومين في الحولة». وأضاف أن مجلس الأمن طلب من الأمم المتحدة «مواصلة التحقيق حول الاعتداءات التي حدثت في الحولة»، مشددا على ضرورة «محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية وتقديمهم للمساءلة».
واوضح عنان انه يعتزم اجراء «مناقشات جادة وصريحة» مع الرئيس السوري بشار الأسد بالاضافة إلى «أشخاص آخرين» أثناء وجوده في البلاد. واشار إلى ان الحكومة السورية باشرت تحقيقا في مجريات الاحداث، معتبرا ان الشعب السوري هو من «يدفع الثمن الأكبر في هذا الصراع».
واكد المبعوث الدولي الذي تقدم بخطة لحل الازمة القائمة في البلاد منذ 14 شهرا ان «هدفنا هو الوصول إلى وقف هذه المعاناة. يجب أن تنتهي ويجب أن تنتهي الآن». وحث عنان الحكومة السورية «على اتخاذ خطوات جريئة للدلالة على انها جادة في عزمها على حل هذه الأزمة سلميا»، مشيرا إلى انه طلب ذلك من «جميع المعنيين للمساعدة على تهيئة السياق الصحيح لعملية سياسية ذات مصداقية». واوضح انها «رسالة للسلام يوجهها ليس فقط إلى الحكومة، ولكن لكل شخص يحمل سلاحا». ولفت عنان إلى انه «لا بد من تنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط على نحو شامل»، مشيرا إلى ان ذلك «لم يحدث» بعد.
وتأتي هذه الزيارة بعد ادانة مجلس الامن الدولي يوم الاحد مجزرة الحولة التي وقعت يوم الجمعة. وقال مجلس الامن ان الضحايا سقطوا اثر «هجمات شملت القصف بالدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي سكني»، وان «هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية». ونفت السلطات السورية اي علاقة لها بما حصل في الحولة.
من جانبه ناشد الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي امس الاثنين مجلس الامن الدولي «التحرك السريع من اجل وقف جميع اعمال العنف» في سوريا و«توفير الحماية للمدنيين»، بعد مجزرة الحولة. وجاء في بيان صدر عن مقر الجامعة في القاهرة ان الامين العام بعث برسائل «ناشد فيها وزراء خارجية الدول الاعضاء في مجلس الامن التحرك السريع من اجل وقف جميع اعمال العنف الدائرة حاليا في سوريا».
كما دعا المجلس الوطني السوري المعارض أمس الاثنين «كل اصدقاء واشقاء الشعب السوري» لتزويده «حالا بوسائل مجدية للدفاع عن النفس»، بعد فشل المجتمع الدولي في حماية السوريين.
واعرب مجلس الوزراء السعودي أمس الاثنين عن «استنكاره الشديد للمجرزة» التي وقعت في منطقة الحولة، «مشددا على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الانسانية لوقف نزيف الدماء المستمر بشكل يومي ووقف استخدام القوة ضد المدنيين العزل».
كما دانت الرئاسة التونسية في بيان بشدة «المجزرة الرهيبة» التي شهدتها بلدة الحولة معتبرة أن «الصمت على جرائم النظام السوري يشجعه على ارتكاب المزيد منها». بدورها اعلنت الرباط ان وزراء الخارجية العرب يجرون مشاورات للتوصل إلى «رد مشترك» على مجزرة الحولة. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني ان «وزراء الخارجية العرب يبحثون إمكانية عقد اجتماع طارئ لدراسة مستجدات الوضع في سوريا»، مضيفا ان المغرب «بصدد مناقشة شكل الرد على مجزرة الحولة مع عدة دول عربية».
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى قيام تحقيق دولي في مجزرة الحولة، معتبرة ان «الفظائع في سوريا ستستمر طالما بقيت من دون عقاب».
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر اتصال جرى بينهما امس الاثنين انهما اتفقا «على العمل معا لزيادة الضغط» على الرئيس السوري، واكدا سعيهما لمحاسبة المسؤولين في النظام السوري على ممارساتهم.
اما الموقف الروسي فبقي على تمايزه من الموقف الغربي، الا انه اقترب قليلا منه بموافقة موسكو على البيان الصادر عن مجلس الامن مساء الاحد. ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ امس الاثنين ان طرفي النزاع في سوريا يتحملان مسؤولية مجزرة الحولة. وقال لافروف ان روسيا لا تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وانما خطة عنان. ميدانيا قتل 34 في اعمال عنف في سوريا أمس الاثنين معظمهم من القوات النظامية التي تتواجه مع مجموعات منشقة في اكثر من منطقة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.