عالم يتغير
هيئة شئون الإعلام: بانتظار خطوات أخرى
تاريخ النشر : الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٢
فوزية رشيد
} قرار هيئة شئون الاعلام بايقاف باقة البحرين عبر (عربسات) خطوة ربما تأخرت قليلا أو كثيرا، ولكنها في النهاية تعبير عن موقف وتوجه مطلوبين نشكر الشيخ «فواز» له وهو في ذات الوقت قرار مهم، إن تمكن كما هو مفترض ان يكون تحريكا لمواقف عربية اخرى، ونقطة انطلاق لضغوطها على «عربسات» أو غيرها، لمواجهة المد الاعلامي الايراني، الذي جعل من اعلامه مطية واضحة لتحقيق اجندته السياسية والهيمنة، التي جزء منها هو خلخلة الأوضاع في البلاد العربية، والهجوم الممنهج واليومي على دول عربية بعينها اليوم مثل البحرين والسعودية وغدا ما شاء الله، وحيث إيران بصدد فتح 3 قنوات جديدة، إلى جانب عشرات القنوات التي لديها اثنتان منها مختصتان بالبحرين والثالثة بالسعودية، من اجل ضخ المزيد من سياسة التشويه المتعمد والاساءة الضارية والتحريض، لصالح اجندتها وايديولوجيتها الصفويتين عبر عملائها وخلاياها الذين من خلالهم، تريد السيطرة على الخليج العربي، وبما هو اكثر بالنسبة إلى البحرين والمنطقة الشرقية والكويت من خلال «أحزاب الولي الفقيه» التي تريدها حاكمة وتابعة للحزب الأم في طهران، كما هو حادث اليوم في العراق ولبنان.
} القنوات الايرانية والعراقية والحزبية الاخرى تبث اليوم الطائفية، وتشوه الاسلام، وتخلخل الاوضاع في البلدان العربية والاسلامية كافة، لذلك فان مسألتها مسألة عربية واسلامية بالدرجة الاولى وليست مجرد مسألة بحرينية رغم شراسة الحملة الاعلامية ـ السياسية التشويهية وبشكل يومي ضد البحرين والسعودية منذ احداث فبراير العام الماضي، وحيث الحملة مرتبطة بالنيات الاستعمارية العدوانية وبشكل واضح وبالتصريحات الفاقعة من مسئوليها والاعلام التابع لها.
واذا كانت «عربسات» قد تأسست لدعم (التعاون العربي الاعلامي المشترك) فانه من المفترض تحقيق ذلك الدعم وخاصة اذا تعرضت دولة عربية او كامل الدول العربية والاسلامية لحملة هوجاء لترسيخ عقيدة حزب الولي الفقيه، والتشويه المتعمد للإسلام الصحيح. ولأن السعودية في قلب الاستهداف، واذا كانت لاتزال مستمرة مسألة ان غالبية الأسهم في «عربسات» هي سعودية ورئيسها سعودي، فمن المفترض ان يتحرك القائمون على الاعلام السعودي وعلى السياسة السعودية لتواجه أيضا بثقلها العربي والاقليمي والاسلامي من يستهدف العرب واوضاعهم وعقيدتهم بالاعلام المسيس والقائم على التشويه والاساءة وانحراف العقيدة من حيث اصبح مذهب حزب الولي الفقيه يريد (تسييس الاوضاع العربية كلها) لصالحه استعماريا، وحيث لا علاقة لذلك بالمذهب الشيعي اصلا.
} اذا استمرت التحركات الايرانية عبر اختراق «عربسات» بشكل غير مباشر من جانب مجموعة من القنوات، التي جاء هدف اقامتها من اجل الترويج للأيديولوجيا الايرانية وفكر الولي الفقيه، فان الشركة الخليجية التي سمحت بذلك الاختراق، من المفترض ان تتم مواجهتها عبر كل وزراء الاعلام العرب بعد ان تطرح «هيئة شئون الاعلام» في البحرين قضية تلك القنوات عليهم وبكل تأثيراتها وتدخلاتها وتوجيهاتها وترويجها لنظريتها السياسية وتحريضها لعملائها وخلاياها في الخليج وبقية البلدان العربية، وهو الأمر الذي يحتاج إلى موقف عربي موحد، يسبقه موقف خليجي موحد، وعبر توظيف الجهة المختصة بالاعلام في الجامعة العربية، رغم ان رئاستها في يد طرف واقع تحت السطوة الايرانية اليوم، ولكن فلتتحرك الاطراف منذ الآن.
} من جانب آخر، وقد لمس الشعب البحريني المخلص والموالي لوطنه حجم التضليل السياسي والاعلامي، الذي تقوده القنوات الايرانية، وعملاؤها المرتبطون بحزب الولي الفقيه في طهران، ولأن الحرب الأساس اليوم هي الحرب الاعلامية، فاننا نكرر ما طالبنا به وطالب غيرنا به من وضع «استراتيجية اعلامية بحرينية»، تدخل المواجهة لا من منطق الدفاع او رد الفعل أو التبرير، وانما من منطق الشفافية الاعلامية في المواجهة الاعلامية (الصعبة) بحيث يتحول جهاز التلفزيون البحريني بدوره إلى سلاح مقاتل في هذا الظرف الزمني الصعب بكل المقاييس، وان يتم التطرق بشكل منهجي مدروس إلى التهديدات الايرانية وتدخلاتها الفجة في الشأنين البحريني والخليجي، وان يتم الاعداد لبرامج تحليلية جادة وعميقة وبتقديم مذيعين محليين او عرب متمرسين في هذا المجال، وان يتم بكل شفافية فضح عملائها وادواتها في الداخل وفضح ما يقومون به من ارهاب وعنف وتخريب وتحركات خارجية.
} بالمقابل ان يكون هناك اجراء، وحسب المواثيق الدولية، ووضع قوانين داخلية إن لم توجد، ضد كل من يتعامل مباشرة مع قنوات ايرانية مسيسة تهدد البحرين والخليج، في أمنهما واستقرارهما وبث الطائفية، وضد كل من يتصل ويدلي بمعلومات تضليلية أو تشويهية، وملاحقة من يقومون بذات الدور من الخارج وتطبيق القانون ضد الأذرع الاعلامية المحلية الموظفة لمساعدة العداء الايراني السافر ضد البحرين وبقية الدول الخليجية.
} البحرين والسعودية وكل دول الخليج العربية بحاجة إلى اعلام قوي لا لمواجهة فقط التشويه والزيف والتحريض الذي تمارسه القنوات الايرانية بفجاجة ضدها، وانما لكشف وفضح حقيقة الاجندة الايرانية الاستعمارية عبر توجيه المذهب الشيعي إلى مذهب حزب الولي الفقيه المطلقة، وهذا يتطلب الانتقال من اللافعل إلى الفعل الاعلامي المدروس وكشف الخبايا الايرانية وعدم الاكتفاء بقناتي «صفا» و«وصال» لأداء الدور الذي يتقاعس عنه كل وزراء الاعلام العرب، ناهيك عن عدم دعم تينك القناتين بشكل حقيقي اصلا.