المال و الاقتصاد
غرفة دبي: انخفاض أسعار المواد الغذائية عالميا وزيادة قوة الدولار يقلّص الضغوط على التضخم
تاريخ النشر : الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٢
توقعت دراسة حديثة لغرفة تجارة وصناعة دبي أن يزيد التضخم تدريجياً في الدولة خلال النصف الثاني من العام الحالي حيث من المرجح أن تؤدي الزيادات الأخيرة في الرواتب إلى دعم الطلب المحلي ووضع ضغوط متزايدة على الأسعار، إلا انها أضافت ان التوجه التنازلي في أسعار المواد الغذائية عالميا وتوقعات زيادة قوة الدولار خلال الأشهر المقبلة، ستؤدي إلى تقليص أي ضغوط يمكن أن تحدث على الأسعار.
وأضافت الدراسة أنه مع النمو في الائتمان المصرفي ودخول المعروض النقدي في مرحلة التعافي، لا يتوقع من السلطات المختصة اتخاذ أي تدابير سياسية اقتصادية، حيث أشارت الدراسة نقلاً عن مسؤولين في مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي إلى ان التضخم لا يشكل قلقاً في الإمارات بما أن مصادر هذا التضخم تحت السيطرة.
وبعد أن بلغ متوسط تضخم أسعار المستهلك في الإمارات 12,3% في عام 2008 عاد وانخفض إلى 1,6% في 2009. وفي نهاية ديسمبر 2010، سجل تضخم أسعار المستهلك تراجعا تاريخيا لم يحدث منذ عام 1990.
وبحسب المركز الوطني للإحصاء بالإمارات بلغ معدل التضخم 1,7% على أساس سنوي في ديسمبر 2010 وذلك مقارنة بنسبة 2% في الشهر السابق. وعلى الرغم من أن هذا المستوى المنخفض يعكس التراجع الذي حدث في تكاليف السكن نتيجة للتباطؤ الاقتصادي، ونظرا إلى حقيقة أن قطاع العقارات قد ظل متراجعا في عام 2011، فإن تكاليف السكن والإيجار قد بلغت أدنى مستوياتها. ومع ذلك، فإن ارتفاع تكاليف السكن مرة أخرى سوف يكون عملية بطيئة وقد تستغرق وقتا.
ومن المتوقع أن يظل نمو أسعار المستهلك منخفضا نسبياً وقد يبلغ بحسب توقعات صندوق النقد الدولي 2,5% في عامي 2011 و2012. بالإضافة إلى ذلك، فإن النمو المحتمل لأسعار السكن سوف يعوضه تأثير قوة الدولار الأمريكي الذي سيدعم في المقابل بقاء أسعار الواردات منخفضة، وذلك على الرغم من أن تعافي الاقتصاد العالمي سوف يؤدي إلى ضغوط تصاعدية على أسعار السلع. كذلك تشير بيانات المعروض النقدي إلى أن نسبة نموها في نهاية عام 2010 (6,2%) تعتبر الأدنى منذ حوالي عشرة أعوام، ويخفف ذلك من أي ضغوط على الأسعار. وعلى الرغم من ذلك، فإنه إذا ارتفع التضخم بصورة مقدرة على المدى الطويل، فسوف يثير ذلك القلق بشأن ارتباط الدرهم بالدولار.
ومن المحتم أن يدل ذلك على عدم قدرة الإمارات على استخدام أسعار الفائدة للمساعدة في التحكم بالتضخم. بالإضافة إلى ذلك، يساعد ضعف الدولار على تغذية التضخم المستورد وأيضا يؤدي إلى زيادة في تدفقات أموال المضاربات التي تراهن على إعادة تقييم للعملة مما يزيد من الضغوط التضخمية وكذلك التأثير على استقرار الاقتصاد.