الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

حول الخطاب المفتوح إلى بان كي مون

وكالة أنباء البحرين تبث مقال رئيس التحرير على العالم

تاريخ النشر : الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٢



وجهت صحيفة بحرينية رسالة إلى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أدانت فيه التصريح الشاذ الذي أدلت به رئيسة مجلس حقوق الإنسان لورا ديبي وزعمت فيه ان أشخاصا بحرينيين مشاركين في اجتماع المراجعة الدورية بمجلس حقوق الإنسان في جنيف تعرضوا لتهديدات.
ونوهت صحيفة «أخبار الخليج» في افتتاحيتها اليوم (أمس) بقلم رئيس التحرير أنور عبدالرحمن تحت عنوان «خطاب مفتوح إلى بان كي مون» إلى أن هذا التصريح الغريب المستهجن من جانب رئيسة مجلس حقوق الإنسان لم يصدم صحافة البحرين الوطنية فقط، إنما صدم أيضا ممثلين محترمين لعديد من الدول مشاركين في الدورة.
وتساءلت الصحيفة: لماذا فعلت هذا؟ هل هي ضحية معلومات مغلوطة مضللة؟ أم انها جاهلة تماما بالبحرين وبما هو متاح فيها من حقوق وحريات واسعة في التعبير عن الرأي؟
وأكدت الصحيفة في خطابها الموجه إلى بان كي مون، أن الحريات المتاحة في البحرين ليست موجودة حتى في بعض الدول الغربية، موضحة ان هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم ممثلين لمنظمات المجتمع المدني أو المعارضة لديهم حريات كاملة في التعبير عن الرأي، والمشاركة في المسيرات والمظاهرات، وإجراء الأحاديث واللقاءات التلفزيونية، وكل صور التعبير عن الرأي، من دون أي قيود او شروط. وأنهم يتمتعون بهذه الحريات الواسعة لدرجة ان الكثيرين يعتبرون ان الأمر تجاوز الحد حتى بالمعايير الأوروبية.
وشددت الافتتاحية على ان هذا الاتهام الذي وجهته رئيسة مجلس حقوق الإنسان هو اتهام فارغ ومستفز ولا يستند إلى أي أساس على الاطلاق. ليس هذا فحسب، بل ان هذا الاتهام يكشف قلة وعي، ويكشف عن جهل مريع مفزع وسذاجة تصل إلى حد الحماقة. والعجيب حقا ان يكون هذا هو حال مسئولة تحتل هذا المنصب الكبير الحساس.
وتحدث رئيس تحرير صحيفة «أخبار الخليج» انه سبق ان أتيح له شخصيا حضور العديد من الجلسات واللقاءات في جنيف، مشيرا إلى أن الأمر كان مفزعا بالنسبة إليه لانه اكتشف ان أروقة الأمم المتحدة مخترقة، تحت غطاء حقوق الإنسان، من جانب جيش صغير من الإيديولوجيين المتطرفين الذين يروّجون عن عمد تام لمعلومات مضللة مغلوطة ويقومون بتمريرها إلى المسئولين في الأمم المتحدة.
وقال إن هذا الأمر بلغ حدا مفزعا من الخطورة. والأمم المتحدة إذا أرادت ان تحافظ على حيادها وعلى مصداقيتها، فإن عليها ان تشكل فريقا تكون مهمته التدقيق في المعلومات والحقائق المزعومة التي تقدم لمسئوليها، بحيث يميز بين الحقيقة والأكاذيب، وبين ما هو حقيقي وما هو من نسج الخيال، وبين ما هو دعاية مضللة وحقائق مؤكدة.
واشار إلى انه في احدى الجلسات التي حضرها، وكانت مخصصة لمناقشة الأوضاع في البحرين، كان رئيس الجلسة مواطنا إيرانيا وهو احد رجال الدين الإيرانيين ويقيم في لندن!
وعندما التقينا ممثل بريطانيا، نصحنا بأن نكثف وجودنا في جنيف كي نستطيع التصدي للادعاءات التي يروج لها أمثال هؤلاء، وان نلتقي ممثلي مختلف الدول وخصوصا الدول الكبرى كي نوضح مواقفنا ونعرض آراءنا.
وفي احد الاجتماعات، تحدثت سيدة فرنسية تعمل طبيبة واحتجت على ذكر اسمها من جانب هؤلاء على اعتبار انها شاهدة على الأحداث في مستشفى السلمانية أثناء الأزمة في العام الماضي. هذه السيدة الفرنسية قالت إنها لم تزر البحرين أبدا، وان معلوماتها محدودة جدا عن حقيقة الموقف، وكل ما في الأمر ان لها اهتماما عامّا جدا بأي شيء يتعلق بحقوق الإنسان. أكثر من هذا انها طلبت مني شخصيا الا أذكر اسمها لأنها تريد ان تظل بعيدة عن الإعلام.
وأكد رئيس تحرر الصحيفة ان الواجب كان يحتم على السيدة لاسر قبل ان تنطق بكلمة واحدة عن هذا الأمر، ان تتأكد على الأقل من صحة ما وصل إليها من معلومات وان تسعى لمعرفة الحقيقة من بعثة الأمم المتحدة في البحرين، ومن المسئولين في وزارة الداخلية. وكان عليها ان تفعل هذا بداهة ان كانت تريد الالتزام بمبادئ الحياد والموضوعية.
وأوضح ان من الحقائق المعروفة في عالم اليوم ان هناك العديد من المنظمات الإرهابية تعمل تحت غطاء منظمات تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان. لكن الأمر هو كما أوضحه وزير الداخلية في البحرين عندما قال: ان القانون هو الذي يحمي حقوق الإنسان، لكن يجب ألا ننسى ان منظمات حقوق الإنسان ليست فوق القانون.
واعربت الصحيفة عن اعتقادها ان الأمم المتحدة يجب ان تكون لديها معايير وطرق محددة للتدقيق في خلفية أي شخص يشارك في مثل هذه الجلسات والمؤتمرات الدولية وتعرف حقيقة ارتباطاته. وتحقيق هذا ليس بالأمر الصعب، مشيرة إلى ان ما قالته رئيسة مجلس حقوق الإنسان واتهامها الأهوج للبحرين شوّه سمعة بلد يبذل كل ما بوسعه وطاقته كي يضمن الحريات الشخصية وعلى أعلى مستوى.
ولو لم يكن هذا هو حال البحرين، لما كان قد تم السماح لهؤلاء الأشخاص بأن يغادروا البلاد أصلا ويصلوا إلى جنيف، ولما كان بمقدور هؤلاء ان يعودوا إلى البحرين وهم آمنون من دون ان يوقفهم أو يسائلهم احد أو يحقق معهم.
وشددت الصحيفة على ان الحرية لها قدسية وحرمة. وان اساءة استخدام الحرية هي جريمة مروعة ولها تبعات كارثية. وخاطبت الامين العام بان كي مون قائلة: لانك تتبوأ موقعا يجب ان يعبر عن ضمير الأمم والإنسانية، فان الواجب يحتم عليك ان تجري تحقيقا في الانتهاكات والخطايا التي يرتكبها بعض مسئوليك الكبار مثل هذا الذي ارتكبته رئيسة مجلس الحقوق الإنسان بحق البحرين، مشيرة إلى ان هناك مقولة منقوشة عند مدخل بهو الأمم المتحدة في نيويورك كتبت قبل اكثر من 800 عام، للشاعر والفيلسوف سعدي الشيرازي، تصف حقوق البشرية، المعنى العام الواسع: «ان الخلق جميعا جوهرهم واحد... هم جميعا من تراب أصلهم واحد إذا أصيب عضو واحد منهم وتألم... كل الأعضاء تشعر بنفس الألم».
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بمطالبة السكرتير العام للامم المتحدة بالتحرك ووقف مسئوليه الذين لا يتحلون بأي قدر من المسئولية عند حدّهم وما يتسببون فيه من ألم للبحرين، بشكل ظالم.