مسافات
إيران تريد (اختطاف) كل شيعة المنطقة!
تاريخ النشر : الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
زيارة الوفد البرلماني الكويتي للبحرين ضمن جولة خليجية خطوة في المسار الصحيح، ونتمنى أن تتسع الدائرة، فتكون هناك زيارات متبادلة بين وفود برلمانية خليجية ووفود شعبية ومؤسسات المجتمع المدني فيما بينهم، لكي ترسخ مفهوم (الوحدة الخليجية)، وترد على أقاويل أولئك الذين هم مرتهنون للقرار السياسي الإيراني الرافض لمشروع (الاتحاد الخليجي).
كلما ازدادت أواصر المحبة والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي صار ذلك بمثابة الجذور الراسخة التي تحمي مشروع (الاتحاد الخليجي) المقبل، وهذا هو العنصر القوي في المعادلة الخليجية الذي يزعج إيران.. فهي دولة تعاني من تفكك (قومي وديني وطائفي)، ولو اندلعت فيها (حرب أهلية) سوف تتمزق إيران إلى أكثر من (دويلة): فارسية وعربية وتركمانية وأذرية وكردية وبلوشية وأرمينية وغيرها.. بينما تتميز دول مجلس التعاون الخليجي بوجود تناغم اجتماعي (عروبي) بين شعوبها، وهذا ما يغيظ (إيران) التي ترى في بنيتها الذاتية ضعفا، بينما ترى في بنية المجتمع العربي الخليجي قوة وتماسكا أكثر.
ولكي تفرض إيران حالة من (التناضح العكسي) في ميزان القوى بينها وبين دول الخليج العربية (بما في ذلك العراق واليمن) تحاول تفكيك المجتمعات الخليجية.. في السابق كان ذلك عن طريق الترويج للعنصر القومي الفارسي في دول الخليج العربي، ولكن ذلك لم يفلح بسبب اندماج وانصهار غالبية هؤلاء في المجتمعات العربية الخليجية، بل بعضهم أصبحوا (مواطنين) يكرهون الغطرسة الإيرانية! وبعد مجيء الثورة الخومينية وقيام (الجمهورية الإسلامية) وولادة (ولاية الفقيه) عام 1979 غيرت إيران من سياستها في تفكيك المجتمعات الخليجية، حيث اعتمدت سياسة التركيز على الانتماء المذهبي الديني، وصار هدفها اختطاف الطائفة الشيعية الكريمة في كل دول (التعاون) بالإضافة إلى شيعة العراق واليمن، ونصبت نفسها دولة (الممثل الشرعي الوحيد) لهم في العالم!
وصرفت إيران مبالغ وميزانيات هائلة لكي تجذب إليها ولاء الطائفة الشيعية الكريمة، بما في ذلك تأسيس أحزاب سياسية طائفية خاصة بهم مثل (الوفاق) في البحرين، وتشكيل حوزات دينية، وتجنيد عناصر عسكرية في فروع (حزب الله) بالمنطقة وفيلق القدس وربطهم بشبكة عنكبوتية تنتهي بالحرس الثوري الإيراني والمرشد الأعلى!
فعلت إيران ذلك في البحرين والسعودية والكويت واليمن والعراق ولبنان، وتحاول الآن أن تفعله في (مصر).. لذلك أفضل رد على هذه السياسة الإيرانية هو المزيد من الاندماج (العروبي) بين دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية.. بانتظار ذلك اليوم الذي يكون هناك وطن عربي واحد.. من المحيط إلى الخليج!