الرياضة
فان مارفييك أسكت المنتقدين فهل يكررها في يورو 2012؟
تاريخ النشر : الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٢
نيقوسيا - أ ف ب: كانت السبعينيات استثنائية بالنسبة إلى الهولنديين بعد أن قدموا للعالم مفهوم «الكرة الشاملة» التي قادتهم للوصول إلى نهائي مونديالي 1974 و1978 بأداء هجومي رائع جداً، لكنها عجزت عن منحهم الكأس الغالية لأنهم لم يتمكنوا من تخطي واقعية الألمان والأرجنتينيين. حافظ الهولنديون على «ماركتهم المسجلة» في الثمانينيات ونجحوا هذه المرة في أن يدمجوا بين جمالية اللعب والفعالية من أجل إحراز كأسهم الأولى والأخيرة وكانت قارية حين تغلبوا على الاتحاد السوفيتي في نهائي كأس أوروبا 1988.
حاول الهولنديون التمسك بأسلوبهم المميز خلال حقبة التسعينات لكنهم عانوا في مواجهة واقعية المنافسين وتوقف مشوارهم في الدور الثاني من مونديال 1990 ثم ربع نهائي مونديال 1994 ونصف نهائي 1998، فيما وصلوا إلى دور الأربعة من كأس أوروبا 1992 و2000 و2004 وخرجوا من ربع نهائي 1996 و2008. كان الخروج من ربع نهائي كأس أوروبا 2008 على يد الروس مفتاح وصول بيرت فان مارفييك إلى تدريب «البرتقالي» خلفاً لبطل تتويج 1988 ماركو فان باستن، ومعه تغير واقع المنتخب لأنه ركز على تحقيق النتائج المرجوة أكثر من تقديم الأداء الهجومي السلس ونجح في أسلوبه لأن الواقعية التي اعتمدها أعادت الهولنديين إلى قمة هرم الكرة المستديرة من خلال الوصول إلى نهائي كأس العالم. حقق فان مارفييك بخبرته المتواضعة على دكة البدلاء في ما فشل به مواطنوه السابقون أصحاب السجلات الرنانة في المجال التدريبي، فخالف جميع التوقعات لأن اشد المتفائلين في هولندا لم يكن يتوقع بلوغ المنتخب البرتقالي المباراة النهائية للعرس العالمي.
ولم تذخر وسائل الإعلام المحلية جهدا لتوجيه انتقاداتها إلى المدرب فان مارفييك منذ لجوء الاتحاد الهولندي للعبة إلى خدماته لخلافة فان باستن عقب الخروج المخيب من كأس أوروبا 2008 في سويسرا والنمسا، وذلك لقلة خبرته التدريبية وحتى مشواره الكروي كلاعب حيث دافع عن ألوان فرق متواضعة وخاض مباراة دولية واحدة مع المنتخب البرتقالي، بيد أن هذا المدرب ولاعب الوسط المهاجم السابق خالف التوقعات ورد على منتقديه بطريقة رائعة على أرضية الملعب وقاد منتخب بلاده إلى المباراة النهائية لكأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1978 والثالثة في التاريخ بعد عام 1974.
قام فان مارفييك الذي يحسب له قيادة فيينورد روتردام إلى لقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 2002، بثورة كبيرة في أسلوب لعب المنتخب الهولندي فاعتمد أداء مختلفاً تماماً عن أسلوب «الكرة الشاملة» وجعله أكثر جماعية بعد أن دفع ثمن ذلك في بطولات كبيرة مثل كأس أوروبا 2008 حيث تعملق على حساب فرنسا 4-1 وإيطاليا 3-صفر ورومانيا 2-صفر قبل أن يسقط أمام روسيا (بقيادة هولندي آخر هو غوس هيدينك) في ربع النهائي 1-3 بعد التمديد.
وبقيادة فان مارفييك، أصبح المنتخب الهولندي يبدع بنظامه وانضباطه داخل الملعب أكثر من اعتماده على الكرة الجميلة والاستعراضية، وقد أعطت هذه الخطة ثمارها ونجح منتخب «الطواحين» في الوصول إلى النهائي بعد غياب 32 عاماً.
كانت هولندا دائماً بين المرشحين حتى بعد أيام النجوم الكبار يوهان كرويف ويوهان نيسيكنز وجوني ريب في سبعينيات القرن الماضي، لكنها كانت تسقط في منتصف الطريق، إلا أن الوضع تغير بقيادة فان مارفييك حيث اتسم الأداء بالواقعية «الألمانية» التي تأثر بها المدرب بحكم تجربته التدريبية في ألمانيا على رأس بوروسيا دورتموند (2004-2006) وتخلص من صفة الفريق الخارق في الأدوار الأولى والعادي في المباريات الاقصائية. إذا كان مدربو المنتخبات العالمية يتميزون بشخصياتهم النافرة أو ظهورهم الإعلامي المستمر، فان فان مارفييك قد يكون أقلهم شهرة وأكثرهم عملاً.