عربية ودولية
الأمم المتحدة تؤكد أن معظم ضحايا «الحولة» قضوا «إعداما» ودول غربية تطرد دبلوماسيين سوريين ردا على المجزرة
تاريخ النشر : الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٢
جنيف - الوكالات: أعلن متحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان في الأمم المتحدة ان معظم ضحايا مجزرة الحولة في سوريا اعدموا استنادا إلى النتائج الأولية لتحقيق أجرته الأمم المتحدة.
وقال روبرت كولفيل خلال مؤتمر صحفي «نعتقد ان اقل من عشرين من عمليات القتل الـ108 يمكن ان تنسب إلى اطلاق نار بالمدفعية والدبابات». وأضاف أن «معظم الضحايا الآخرين اعدموا بشكل سريع في حادثين مختلفين» نسبهما سكان في المنطقة إلى مسلحين من «الشبيحة». ورفض كولفيل القول لوسائل الاعلام من هم محققو الأمم المتحدة المكلفون هذا الملف لأسباب أمنية.
وأكد أن المفوضية العليا تامل في «ان يكون هناك تقرير مفصل» حول مجزرة الحولة. وقال «سيكون هناك تقرير على الأقل من لجنة التحقيق حول سوريا» المكلفة من قبل مجلس حقوق الانسان لدى الامم المتحدة.
والجمعة قتل 108 أشخاص بينهم 49 طفلا في مجزرة الحولة كما أفادت به الأمم المتحدة.
ونفت دمشق بالكامل أي مسؤولية لها متهمة «المجموعات الإرهابية المسلحة بارتكاب المجازر» في الحولة.
و قال كولفيل «الواضح هو انه حادث شنيع وقع في الحولة وقسم كبير على الأقل قتلوا في إعدامات فورية بحق مدنيين بينهم نساء وأطفال». وفي هذه المرحلة يبدو ان «عائلات بكاملها قتلت في منازلها».
وتشددت الدول الغربية في مواقفها حيال نظام الرئيس بشار الاسد مع اعلان الدول الاوروبية الكبرى والولايات المتحدة وكندا واستراليا طرد دبلوماسيين سوريين في عواصمها ردا على مجزرة الحولة. فقد قررت واشنطن والعواصم الأوروبية الكبرى، باريس ولندن وبرلين، قطع العلاقة الدبلوماسية مع النظام.
وبعد قرار مماثل من قبل استراليا وكندا، أمهلت الولايات المتحدة التي تعتبر دمشق «مسؤولة» عن مجزرة الحولة 72 ساعة أعلى مسؤول سوري في واشنطن زهير جبور لمغادرة البلاد. وفي اوروبا اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند طرد سفيرة سوريا في باريس لمياء شكور، وأكد أن اجتماعا لمجموعة «أصدقاء سوريا» سيعقد مطلع يوليو في العاصمة الفرنسية. وبعيد ذلك أعلنت برلين استدعاء سفير سوريا في ألمانيا لابلاغه بقرار طرده في مهلة 72 ساعة. كذلك تبلغ القائم بالاعمال السوري في لندن الذي استدعته يوم الاثنين وزارة الخارجية البريطانية قرار طرده. ولم يعد لسوريا أي سفير في بريطانيا منذ أشهر عدة لذلك فان القائم بالأعمال هو أعلى ممثل لها في المملكة المتحدة. وبدورها أبلغت روما ومدريد السفيرين السوريين لديهما بالتدبير نفسه، فيما تم استدعاء سفير سوريا في بلجيكا.
وصرح وزير الدفاع البلجيكي بيتر دي كريم يوم الثلاثاء ان بلاده قد تشارك عند الضرورة في تدخل عسكري في سوريا لكن شرط ان يكون بتفويض من الأمم المتحدة ويجري في إطار دولي.
وفي بروكسل صرح دبلوماسي أوروبي انه لا يوجد في هذه المرحلة أي تنسيق للطرد على مستوى الاتحاد الاوروبي. لكن دبلوماسيا أوروبيا في باريس صرح بان القرار هو موضع تشاور على الأقل بين باريس وبرلين ولندن. وأعلنت وزارة الخارجية البلغارية انها ستطرد السفير السوري بالوكالة في صوفيا صلاح سكر، وكذلك دبلوماسيين اثنين آخرين احتجاجا على مجزرة الحولة. كما اعلن وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال سفير سوريا الذي يتولى من بروكسل تمثيل بلاده في هولندا وفي بلجيكا «شخصا غير مرغوب فيه».
ورحب المجلس الوطني السوري المعارض بقرار هذه الدول طرد دبلوماسيين سوريين ردا على مجزرة الحولة. ودعا المجلس الوطني السوري المجتمع الدولي إلى إصدار قرار في مجلس الأمن يتيح استخدام القوة لمنع «عمليات الإبادة والقتل» في سوريا.
وطلب المبعوث المشترك كوفي انان امس من الرئيس السوري بشار الاسد التحرك «فورا» لوضع حد للعنف المستمر في البلاد منذ 15 شهرا. وقال عنان في مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه الأسد «ناشدته اتخاذ خطوات جريئة الآن - وليس غدا، الآن - لخلق قوة دفع لتنفيذ الخطة» التي وضعها لحل الأزمة في سوريا..
وفي الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات وأعمال العنف في عدد من المناطق السورية مسفرة عن سقوط 30 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.