الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


قطر تودع ضحايا كارثة حريق مركز فيلاجيو وسط ذهول وتساؤلات

تاريخ النشر : الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٢



الدوحة - الوكالات: ودعت عائلات الضحايا الذين قضوا نحبهم في حريق مركز فيلاجيو التجاري في الدوحة، أبناءها أمس في جنازتين جماعيتين للمسلمين والمسيحيين فيما يتم تسفير قسم من الضحايا إلى بلدانهم، حسبما أفاد به مصدر رسمي.
ويسود الذهول إزاء هذه المأساة التي أودت بحياة 19 بينهم 13 طفلا دون الخامسة، فيما تطرح تساؤلات حول معايير السلامة والشفافية في هذا البلد.
وتجمع أكثر من ألفي شخص من مختلف الجنسيات تحت أشعة الشمس الحارقة للصلاة على جثامين أربعة مسلمين من ضحايا الحريق فيما أقيمت صلاة للضحايا المسيحيين في وقت لاحق في مجمع الكنائس بالدوحة على أن يدفن عدد منهم على الأرض القطرية أيضا.
وتقدم المشيعين وزير الدولة للداخلية وقيادات الدفاع المدني وأفراد من الجاليات الجنوب إفريقية والمغربية والإيرانية، فالضحايا الأربع الذين صلي على جثامينهم في جامع مسيمر قبل أن يدفن ثلاثة منهم في مقبرة مجاورة، هم طفل ومُدرسة من جنوب إفريقيا وعنصران من الدفاع المدني، مغربي وإيراني.
وقال وزير الدولة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني «غدا (الأربعاء) سيتم إعلان أسباب الحادث» فيما أكد الشيخ الذي أمَّ الصلاة أن الضحايا «شهداء وأبطال».
وكشف النقيب مبارك البوعينين رئيس القسم الإعلامي في وزارة الداخلية عن تفاصيل جنسيات ضحايا الحريق الذي أسفر أيضا عن مقتل أربع مدرسات حوصرن مع الأطفال في حضانة داخل المول، إضافة إلى اثنين من عناصر الدفاع المدني. وذكر البوعينين أن الضحايا هم «طفلة أمريكية واحدة من أصل عربي وثلاثة أطفال توائم من نيوزيلاندا وطفلة من كندا، وطفل وطفلة من مصر، وطفل ومدرسة من جنوب إفريقيا، وثلاث فيليبينيات هن مدرستان ومحاسبة، وأربعة أطفال إسبان وطفل صيني إضافة إلى عنصر مغربي من الدفاع المدني وآخر إيراني». ويحمل الطفل المصري الجنسية الفرنسية أيضا.
وسيتم تسفير معظم الضحايا غير المسلمين، وخصوصا الاطفال النيوزيلنديين. وقال البوعينين «انهينا إجراءات تسفير النيوزيلنديين مع أهلهم». كما سيتم تسفير ثلاثة من الاطفال الإسبان الأربعة ويدفن الرابع في قطر.
وكذلك، قررت عائلة الطفل الصيني تسفير رفاته إلى بلاده فيما تتواصل السلطات مع كفلاء الفيليبينيات لاتخاذ قرار بشأنهن. وأكد البوعينين ان السلطات اتخذت كل الإجراءات لمواساة العائلات وتسهيل هذه المرحلة الصعبة عليهم. وقال «نقلنا كل إدارات الداخلية إلى قرب المشرحة، جميعنا مجندون لهذه المسألة والتقينا بأغلب أهالي الضحايا وعزيناهم وشاطرناهم آلامهم وسهلنا كل إجراءاتهم في نفس المكان»، أي في المستشفى.
وفيما تعم قطر حالة من الذهول، بدأ التحقيق في ملابسات المأساة وسط تساؤلات حول معايير السلامة والشفافية. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صور الضحايا الأطفال، ولاسيما النيوزيلنديين التوائم الثلاثة الذين لم يتجاوز عمرهم الثلاث سنوات. وقالت إذاعة نيوزيلندا أن الضحايا الثلاث هم ليلي وجاكسون وويلشر ويكس. وذكر طارق بايزلي وهو صحفي نيوزيلندي يقيم في قطر وكان في المركز التجاري عند نشوب الحريق أن الموظفين لم يكونوا مستعدين لحالة طارئة كهذه. وقال الصحفي لإذاعة نيوزيلندا «لم يكن هناك اي تخطيط أو تنسيق لإجلاء الأشخاص الموجودين».
وشب الحريق عند الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي في مركز فيلاجيو الذي يعد من أشهر المولات في منطقة الخليج ويضم متاجر ومطاعم ودور سينما وفيه اقنية مائية للقيام بنزهات في زوارق.
وعاشت قطر ساعات طويلة من الغموض بعد اندلاع الحريق، وسط تعتيم شبه كامل على المعلومات ما فتح الباب واسعا أمام انتشار الشائعات. وبعد أن أعلنت الداخلية في بادئ الآمر أن الحريق لم يسفر عن ضحايا، كشفت في نهاية نهار الاثنين عن الحصيلة المفجعة من دون تحديد جنسيات الضحايا. ويبدو أن عناصر الإطفاء لم يكونوا على دراية في بادئ الأمر بوجود أطفال في حضانة محاصرين.
وأسفر الحريق عن انهيار درج يؤدي إلى الحضانة ما أسفر عن محاصرة الأطفال، واضطر عمال الإطفاء إلى فتح فجوة في السقف، وأظهرت الصور عمال الإطفاء يحملون أطفالا فارقوا الحياة على سطح المبنى فيما بدت ملامح الفاجعة على وجوه المنقذين.
وأكدت السلطات أن أحدا من الضحايا لم يقض حرقا بل توفوا جميعا جراء الاختناق.
وكان وزير الدولة للشؤون الداخلية أعلن في مؤتمر صحفي مساء الاثنين ان «أحدا لا يستطيع الجزم بأسباب اندلاع الحريق، إلا أن النيابة العامة والجهات المعنية المختصة ستباشر التحقيقات للتوصل إلى أسبابه، وهو ما سوف يفصل فيه القضاء، وبالطبع سيحاسب كل من قصر في هذا الحادث». وشكل ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لجنة للتحقيق في المأساة فيما أغلق المول حتى إشعار آخر للتصليح والتحقيق. وأفادت صحف بتوقيف شخصين من إدارة المول للتحقيق.
في الوقت ذاته نفت كلية قطر لعلوم الطيران الأنباء التي تواترت بشأن اندلاع حريق هائل في مبنى الكلية أمس، موضحة أن حريقا محدودا شب بسبب ماس كهربائي وتسبب في تصاعد الدخان من أحد الفصول الدراسية. وجاء في بيان للكلية القطرية «نشرت بعض المواقع الإخبارية والصحفية نقلا عن بعض المصادر أن حريقا اندلع في كلية قطر لعلوم الطيران وأرفقت هذه المواقع بعض صور الدخان الناتج عن الحريق، وبدوره قام علي إبراهيم المالكي، مدير عام كلية قطر لعلوم الطيران بنشر هذا التوضيح».