الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بريد القراء


الحنون

تاريخ النشر : الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٢



دفتا ميزان، إحداهما عالية في الثرية
والأخرى تدفعني إلى قعر عميق
حبيبتي، بل أنت أكثر من ذلك، صديقتي، رفيقتي، أمي
طالما جلست وحدثتك عن همومي
إلا أنك لم تستمعي، فكنت تعلمين
ودموع كانت تتساقط من عينيك
كنت على الدوام تدركين
عمق أحزاني، أمراضي منذ طفولتي
وكنت على الدوام تتألمين
وطالما رددت على مسامعي حزنك الأليم
شعور بالذنب لأنك أنت من أنجبتني
إلا أنني كنت أتألم فرحا أولا بمشاركتك أحزاني
وثانيا بسبب حبك لي الصادق الأمين
وكيف توجهين اللوم إلى نفسك
وما عهدتك دوما إلا حارسي الأمين
وكانت تحضنني عندما ترى دموعي تتساقط
على وجنتّي.. كحبات البرد..
وتقول لي: هل أنت حزين؟
فأجيب قائلا: يا أمي هذه دموع الفرحة وقسم المحبين
ها أنا أراهم في دفة الميزان الأخرى
ينتقدون ويضحكون
فما هو سبب عجزي يا ترى؟ ولماذا أنا غير قادر
على الحديث معهم؟
هل ذلك يعود لضعفي أم لقوتهم؟
أم هي حساسيتي التي تجعلني بين أيديهم كريشة في مهب الريح
أحاول جمع شظايا نفسي
ولكنني.. ضعيف، ضعيف
ها قد مضت السنين، ومازالت ذكراها
تعيش معي في كل لحظة
فأشم رائحة حبها، وعطفها
وأقول لا يوجد هناك من يمنحني هذا القدر من المحبة والود
ثم بعد ذلك تمضي السنين وتلوح ذكرياتهم في خاطري
فأحبهم أيضا، وأدرك أن سهامهم كانت مجرد كلمات عابرة
طالما رددتها.. أنا نفسي على مسامعي الكثيرين
بعد مضي السنين، يوم في الأعلى وآخر بالأسفل
واقع نعجز عن تفسيره، فهل من مجيب؟
محيي الدين رمضان