الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


توقيف خمسة على خلفية حريق الدوحة والحضانة المحترقة قد تكون غير مرخص لها

تاريخ النشر : الخميس ٣١ مايو ٢٠١٢



الدوحة - الوكالات: أمرت السلطات القضائية القطرية بتوقيف صاحب مركز فيلاجو التجاري وأربعة مسئولين فيه على خلفية الحريق الذي أودى يوم الاثنين بحياة 19 شخصا من بينهم 13 طفلا داخل حضانة، فيما تبين ان الحضانة غير مرخص لها بحسب صحف محلية.
وغداة وداع مؤثر للضحايا، استمر الجدل حول معايير السلامة والتجاوزات المفترضة في هذا البلد الغني الذي ينمو بسرعة ويسعى إلى مركز ريادي في العالم. ونشرت شهادات حول أجهزة إطفاء تلقائي لم تعمل ومخارج نجاة مغلقة وعمليات إنقاذ غير منسقة وموقع غير مناسب للحضانة في وسط مركز تجاري.
وأكد عمال إطفاء شاركوا في عمليات الإنقاذ ان أجهزة الإنذار لم تعمل خلال الحريق وانهم باشروا البحث في المركز التجاري من دون ان يعلموا في بادئ الأمر بوجود حضانة أطفال.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية ان علي بن فطيس المري النائب العام «أمر بحبس كل من مالك مجمع فيلاجو ومالكة الحضانة بالمجمع ومدير المجمع ونائبة المدير ومساعد مدير أمن فيلاجو وذلك في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة بشأن حريق مجمع فيلاجو الذي وقع يوم الاثنين». وأضافت الوكالة «كما أمر النائب العام بضبط وإحضار كل من مدير أمن فيلاجيو ومسئول التراخيص بالوزارة المختصة وآخرين وردت أسماؤهم أثناء التحقيق».
وكانت ألسنة النار حاصرت الحضانة التي كان فيها أطفال دون الخامسة من العمر وتقع في الطابق الأول من المركز ما أسفر عن مقتل 13 منهم بينهم ثلاثة توائم من نيوزيلاندا وثلاثة إخوة اسبان. واضطر رجال الإطفاء إلى الدخول من السقف لإجلاء الأطفال الذين حاصرتهم ألسنة اللهب بعد ان انهار السلم المؤدي إلى الحضانة. كما قضى أربعة من العاملين في الحضانة وعنصران في الدفاع المدني.
وأفادت الصحف بان 17 أصيبوا في الحريق خرجوا جميعا من المستشفى من دون ان توضح ما إذا كان بينهم أطفال.
ونقلت صحيفة الراية عن مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية تأكيده «عدم منح الوزارة أي ترخيص لتشغيل حضانة أو روضة أطفال بمجمع فيلاجيو». ومول فيلاجيو المبني على الطراز الايطالي يعدّ من أشهر المولات في منطقة الخليج ويتضمن ممرات مائية تستخدم لتسيير نزهات عبر قوارب الغوندولا المعروفة في البندقية. والمركز التجاري مغلق حتى إشعار آخر.
كما أغلقت السلطات الطرقات المؤدية إلى المركز الواقع عند الطرف الغربي للدوحة. ونشرت في الصحف إعلانات تعزية كبيرة لعائلات الضحايا، وإحدى هذه الإعلانات من قبل إدارة مركز فيلاجيو، وقد امتدت على صفحتين من معظم الصحف.
وكان المئات قد تجمعوا مساء يوم الثلاثاء بالقرب من المول لتعزية أسرة التوائم النيوزيلانديين الذين فارقوا الحياة وعمرهم سنتان. وقام رجال نيوزيلانديون بتأدية الرقصة التقليدية المعروفة بـ«هاكا» بينما كان والدا التوائم يذرفان الدموع.
والتقت وكالة فرانس برس عددا من رجال الدفاع المدني الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ وخسروا اثنين من رفاقهم. وقال عبدالخالق الهواري، وهو مغربي، انه كان أول من عثر على زميليه المغربي والإيراني اللذين قتلا اختناقا في الحريق.
والهواري نفسه دخل في غيبوبة استمرت خمس ساعات وظن رفاقه انه توفي. وقال «بعيد وصولنا، أنقذنا رقيب قطري، أما الشهيد حسام شهبوني (المغربي) فقد تقدم مع فريق إلى داخل الدخان». وأضاف «لم يبلغنا احد بوجود حضانة إلا بعد نصف ساعة من بدء عمليات الإنقاذ»، مشيرا إلى ان «مسئولة من مسئولات المجمع لفتت نظرنا إلى وجود حضانة». وقال الهواري «وجدت شهبون ماسكا بطفلين وكانوا جميعا على الأرض من دون روح، وبقربهم الشهيد الإيراني وأطفال آخرون (...) كان مشهدا محزنا جدا».
وبحسب الهواري «كان لدى الإيراني بقية روح، حاولنا إسعافه لكن البقاء لله». وأشار الهواري إلى ان موقع الحضانة «غير واضح»، و«ليس لديها مخارج طوارئ».
من جهته، قال العنصر المغربي عمران محسن ان زميله ومواطنه حسام شهبوني «كان يشجعنا وكنا نسميه المسئول لأنه كان مثل القائد». وبحسب محسن، فان جميع من كانوا في الحضانة توفوا. وقال «كلهم ماتوا، خمسة في سيارة الإسعاف وثلاثة في المستشفى والباقي في المكان». وذكر انه «لم يكن هناك صفارات إنذار تعمل».
وبحسب الصحف، قررت السلطات الاستمرار في دفع راتب عنصري الدفاع المدني المتوفين إلى ذويهما. وكتب محمد الخليفي في جريدة العرب تحت عنوان (الفساد) «المأساة ان الموت قد حاصرهم (الأطفال) في مكان يفترض فيه أن يكون مصدر حياة». وأضاف «ان الأرواح التي زهقت هي نتيجة فساد خطير. فمن أجر ومن استأجر ومن رخص شركاء في هذا الفعل الفاسد. هو فعل فاسد ضار» مشيرا إلى ان «المبنى الذي لا يلتزم مواصفات الأمن والسلامة هو مبنى فاسد». وأضاف أن «المبنى الذي تسبب في هذه الفاجعة هو خارج إطار المباني الصالحة للاستعمال الذي استعمل من أجله، انه مبنى فاسد. وإذا كان الفساد ناتجا عن جشع نفس لا تشبع، فان الجشع لا يردع بمحض التربية بل لا بد من فعل رادع مساو لما سبب من فساد».