عربية ودولية
المحكمة البريطانية العليا تسمح بتسليم أسانج إلى السويد
تاريخ النشر : الخميس ٣١ مايو ٢٠١٢
لندن - (ا ف ب): اعطت المحكمة البريطانية العليا موافقتها أمس الاربعاء على تسليم مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج إلى السويد التي تريد محاكمته في قضية اغتصاب واعتداءات جنسية، لكن محاميه حصلوا بطريقة غير متوقعة على مهلة 14 يوما لتقديم طلب لاعادة فتح الملف. ورفضت أعلى محكمة في بريطانيا الطعن الذي قدمه محامو اسانج في شرعية طلب المدعي العام السويدي التسليم.
وانقسمت آراء القضاة السبعة بين خمسة قالوا ان المدعي العام السويدي هو الجهة القضائية المخولة وبالتالي يمكنه إصدار مذكرة التوقيف بحق اسانج، مقابل قاضيين لم يوافقا. وفي اعلانه الحكم قال رئيس المحكمة العليا نيكولاس فيليبس «قدم طلب تسليم اسانج حسب الأصول، لذلك فان طعنه في تسليمه قد رفض».
وفي خطوة غير متوقعة طلبت محامية اسانج دينا روز من القاضي مهلة 14 يوما لتقديم طلب لاعادة فتح الملف على أساس ان الحكم أشار إلى عناصر لم تطرح في الجلسة. ووافق القاضي على الطلب في قرار غير اعتيادي في 3 سنوات من تاريخ المحكمة.
ولم يحضر اسانج (40 عاما) المحكمة للاستماع إلى هذا الحكم الذي صدر بعد 18 شهرا في المحاكم البريطانية. وقال الصحفي جون بيلغر وهو احد انصاره «قرر المجيء مع والدته (كريستين اسانج التي اتت من استراليا) لكنهما علقا في الازدحام». وخارج المحكمة أكد رئيس هيئة محاميه جاريث بيرس تعليق الحكم فيما يقوم فريقه القانوني بدراسة احتمال تقديم طلب اعادة فتح القضية، رغم ان الحكم لا يزال قائما. قالت المحامية للصحفيين «امهلونا اسبوعين لتقديم طلب خطي على أساس ان غالبية القضاة اتخذوا قرارهم بناء على أسس لم تناقش في المحكمة على الاطلاق ولم تطرح في المحكمة ابدا».
والخلاف يتعلق بتفسير اتفاقية فيينا حول قانون المعاهدات. وأضاف بيرس «انها نقطة اجرائية برزت بشكل ملفت نتيجة لحكمهم لان الغالبية اتخذت قرارها على أساس معاهدة فيينا التي لم تناقش اطلاقا في الجلسة، بطريقة أو بأخرى، من اي من الجانبين».
وفي حال عدم تمكن اسانج من إعادة فتح الملف في بريطانيا يبقى امامه خيار تقديم استئناف أخير امام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورج. ولا ينفي اسانج اقامته علاقة جنسية مع متطوعتين من ويكيليكس في السويد اثناء منتدى لويكيليكس لكنه يصر على ان العلاقة كانت بموافقة متبادلة، ويقول ان هناك دوافع سياسية وراء محاولات تسليمه. وتقول السيدتان انه اغتصبهما واعتدى عليهما جنسيا.
وقالت والدته كريستين قبيل صدور الحكم «انه كابوس دائم لاننا نعلم انه ليس في امان وان أهم حكومات في العالم تسعى إلى النيل منه». وقالت للتلفزيون الاسترالي ان التهم الموجهة الى ابنها باطلة لكنه تخشى في حال تسليمه للسويد ان يتم احتجازه «في حبس انفرادي قبل ان يتم حتى استجوابه او توجيه اتهامات له».
والاسترالي مؤسسس موقع ويكيليكس الذي قام في 2010 بنشر آلاف الوثائق السرية هزت واشنطن والدبلوماسية العالمية. ومنذ ان أوقف في ديسمبر 2010 في لندن وأودع قيد الاقامة الجبرية في بريطانيا حاول الاسترالي بكل الوسائل الافلات من مذكرة التوقيف دافعا ببراءته. وقالت السلطات السويدية قبل الجلسة ان موافقة على طلب الاستئناف من شأنها ان تبث الفوضى في آلية مذكرات التوقيف الأوروبية السريعة، مع تداعيات في القارة. وقالت كارين روساندر من سلطة الادعاء السويدية لفرانس برس «المدعون يصدرون مذكرات التوقيف (في السويد). انها نهاية الحكاية».
وقال اسانج ذو الشعر الأبيض ان لديه مخاوف من ان يؤدي تسليمه بنهاية الأمر إلى نقله إلى الولايات المتحدة حيث يمثل الجندي الأمريكي برادلي مانينج امام محكمة عسكرية لاتهامات بانه سلم وثائق لويكيليكس.