الجريدة اليومية الأولى في البحرين


زاوية غائمة


أيها السودانيون ابحثوا عن رئيس غيري

تاريخ النشر : الخميس ٣١ مايو ٢٠١٢

جعفر عباس



يوم أمس الأول (الثلاثاء 29 مايو الجاري)، قالت وسائل الإعلام السودانية الرسمية ان الرئيس عمر البشير عازف عن الترشح للرئاسة مرة أخرى، مما جعلني أفكر جديا في ترشيح نفسي لمنصب الرئاسة في السودان، أو في أي بلد عربي فيه شواغر، وأظن أنني أحمل جينات ومؤهلات الزعامة، ودليلي على ذلك أنني أفكر في لحس كلامي وتغيير رأيي!! في إنجلترا يقولون إنك تستطيع ان تعرف أن السياسي يكذب عندما ترى شفتاه تتحركان! يعني كلام الساسة مجرد «هوا».. مثلا الخطة الخمسية قد تعني 5 دقائق (وهي المدة التي يستغرقها الكلام عنها) أو خمسين سنة وتعني «في المشمش».. والوعد بضمان الحريات قد يعني كفالة حرية المواطن في الاستماع إلى الإعلام الرسمي.
بلاش حذلقة ولف ودوران.. بعد تفكير استغرق كثيرا، أي نحو ساعتين!! وجدت أن فكرة الترشح للرئاسة غير صائبة وخاصة أن احتمالات فوزي بالمنصب كبيرة.. يعني لو فزت أكون شربت مقلب (يقال إن زعيما لدولة عربية كحيانة جمع أركان حكومته التي كانت تواجه مظاهرات داخلية بسبب عدم توافر الغذاء والماء والكهرباء وتفشي البطالة، ليستشيرهم في سبل الخروج بالحكم من المأزق.. وبما ان الحكومات العربية تحسن الهروب إلى الأمام، فقد اقترح عليه أحد الوزراء البكاشين أن يعلن الحرب على أمريكا لأن ذلك كفيل بجعل الشعب يلتف حول الحكومة في وجه العدو المشترك.. وفكر الزعيم قليلا ثم قال: طيب، وكيف التصرف إذا هزمنا أمريكا؟)
هداني التفكير إلى أنني سأخسر كثيرا في حال الفوز بمنصب الرئاسة: تفاديا لشبهة المحاباة سأبتعد عن أهلي وأصدقائي.. هل المسألة مستأهلة مثل هذه التضحية من شخص يقيم وزنا كبيرا لصلة الرحم والصداقة؟ كيف سأقاوم الرغبة في شراء الفول والفلافل من محلات بعينها؟ غير وارد ان أذهب وأشتريها بنفسي.. وعيب ان أرسل سائق الرئاسة لشراء الفول.. ولن أجد وقتا للقراءة، لأنني سمعت ان الزعماء لا يقرأون حتى الصحف، لأن هناك فريقا يقوم يوميا بتقديم ملخصات لمحتويات الصحف لهم.. وأنا لا أملك أي هواية أو أي مهارات يدوية.. لا أعرف شيئا سوى القراءة والقراءة ثم الكتابة.. ثم إنني أحب مشاهدة الأفلام التلفزيونية الأمريكية، وكرئيس فإن ذلك سيعود علي بشبهة العمالة لأمريكا، وفي نفس الوقت فإنني أكره المسلسلات التركية والعربية عموما، وسأضطر كرئيس الى وقف شرائها لأنها تفسد الذوق العام، وتسبب التركية منها على وجه الخصوص في بوار العديد من الشبان والشابات، فكل بنت لا تريد ان تتزوج إلا بشخص يشبه مهند التركي، وكل شاب يريد شبيهة لنور التركية، وعلاقتي مع مصر ستتوتر لأنني لا يمكن ان أزور القاهرة طالما أن هناك احتمالا أن أرى فاروق الفيشاوي وجها لوجه!
المهم: وظيفة تتطلب التضحية بحياتي الاجتماعية ما بدهاش.. أنا سعيد بالتواصل مع الناس كأبي الجعافر.. ثم إن اسم جعفر عباس اسم بلدي عادي ليس فيه بريق ورنين الرئاسة!



jafabbas19@gmail.com