الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٨ - الجمعة ١ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١١ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

وقت مستقطع


تشيلسي يهزأ والنّصر يستثمر





في تحليله الرّقمي الأنيق لفوز الفريق الإنجليزي تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا بعد تجاوزه فريق بايرن ميونيخ الألماني في النهائي كتب الناقد الرياضي اللبناني محمد حمادة في جريدة الدوحة الرياضية تحت عنوان تشيلسي هزأ بالتوقعات وتوّج بالرّكلات هذا العنوان أحالنا إلى فوز النصر بلقب دوري الكرة الطائرة للموسم الجاري ٢٠١١-٢٠١٢ ولكنّ أبناء النصر لم يهزءوا بالتوقعات التي سبقت المباراة والتي جلّها ذهبت لصالح كتيبة الكابتن محمد المرباطي المدرب القدير لطائرة المحرّق.

ولا يستطيع أحد أن يصف التّوقعات التي سبقت نهائي النصر والمحرّق بأنها ضرب من الخيال بل كانت غارقة في الواقعية جراء الأسماء التي تضمها صفوف أحمر المحرّق التي تجمع بين الخبرة من جهة والإمكانات الفنية من جهة ثانية فضلا عن وجود بنك للبدلاء لا يقلون مستوى عن اللاعبين الأساسيين مقارنة بصفوف النصر محدود الأسماء والخبرة وتكاد مقاعد بدلائه شبه خالية.

ومع كلّ ذلك استثمر النصر كل الظروف التي كانت تصبّ في صالح شقيقه المحرّق وحوّلها لصالحه وهذا بدون شكّ يحسب للجهاز الفني للفريق بقيادة الكابتن حسن علي وأخيه رضا علي الذي سجّل تواجده على كراسي الاحتياط كمساعد لأخيه وهذه أوّل المفاجآت، ،فالنصر لم يستهزئ بالمحرق كفريق بطل وصعب المراس لأنّ الاستهزاء في الأجواء الرياضية لا يمكن أن تعقبه نتائج إيجابية، وتبقى المفاجأة الأكبر تتمثّل في مخالفة لاعبي النصر لكل التّوقعات المسبقة غير أنّ المفاجأة هذه لم تهبط على النصراويين هديّة من السّماء ولكنهم خططوا لها تكتيكيا ونفسيا خاصّة أنّهم لن يجدوا واحدا يوجّه لهم أصابع الاتهام والتقصير واللوم متى ما خرجوا خاسرين،وكلّ الترشيحات التي وصلت لمسامع لاعبي المحرّق وعاشوها بالفعل انعكست على أبناء المرباطي، ولم يستطيعوا التخلّص من ضغوطها حتى عندما فكّروا بالعودة للمباراة بين الفينة والأخرى، وما إشارة مدرب النصر إلى تأثّر مردود المحرق بعدم ظهور فاضل عباس بحالته الطبيعية جراء الإصابة أو الضغوط التي لم يسلم منها الجوكر هو الآخر، وما حصول الأسمراني المهذّب عبد الله النجدي على البطاقة الصفراء اليتيمة في المباراة وفي وقت مبكّر،وتأكيد معد الفريق عماد سلمان بأنه أدّى المباراة في غياب التركيز كلها دلائل تؤكّد أنّ الضغوط كانت تحاصر أكثر من لاعب محرقاوي.

وأكثر من ردّة فعل حصل عليها الملحق الرياضي وكلها تؤكّد أنّ المباراة النهائية كانت حبلى بالدّروس التي لا تمنعنا كرياضيين من أخذها بعين الاعتبار واستثمارها في القادم من المواقف ويكفي أنّ المدرب المجتهد القدير محمد المرباطي وجّه رسالة شكر واضحة المعالم للاعبي النصر وشكرهم على الدّرس البليغ الذي لقنوه لفريقه .. فالنتائج دائما ما تحسم في الملعب الذي تكون له كلمة الفصل.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة