الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

يناقشون وضع الاتحاد
قادة الأعمال يدعون إلى اتحاد أوروبي قوي وأكثر عمقا

تاريخ النشر : الجمعة ١ يونيو ٢٠١٢



سوف يشكّل استطلاع جديد لآراء مسئولين تنفيذيين رأوا فيه أن على الاتحاد الأوروبي تعزيز عملية صنع القرار المالي، مع الإقرار بواقعية اعتبار منطقة يورو منكمشة اقتصادياً وتقدّم أوروبا بسرعتين، قاعدة النقاش في مؤتمر يجمع قادة الأعمال وصانعي السياسات في قصر إيغمون في بروكسل في 31 مايو. وسوف يتولى مجلس الاتحاد الأوروبي تقديم المؤتمر السنوي الثاني لـ «وضع الاتحاد الأوروبي». وقد جرى استطلاع آراء حوالي ألفي مسئول تنفيذي للدراسة التي أعدتها كلية إنسياد لإدارة الأعمال وبوز أند كومباني ومجلس الاتحاد الأوروبي.
وسوف يتضمن مؤتمر «وضع الاتحاد الأوروبي» 2012 كلمات رئيسية لكل من رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي والرئيس الكرواتي إيفو يوسيبوفيتس والأمين العام لمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي أنجل غوريا. وسوف تشمل نقاشات المؤتمر خمسة مواضيع هي الارتقاء إلى مستوى التحدي الاقتصادي الأوروبي، وإعادة تصميم النموذج الاجتماعي لأوروبا، وإعادة رسم السياسات الأوروبية الخاصة بالابتكار والتكنولوجيا، وإعادة توجيه السياسات الأوروبية للشباب، ونظرة البلدان الناشئة إلى أوروبا.
وقال مؤسس مؤتمر «وضع الاتحاد الأوروبي» دينيس سيرفوداتشي «أسست مؤتمر (وضع الاتحاد الأوروبي) منذ عامين للسماح للشركات المتعددة الجنسية بالتعبير عن آرائها الداعمة لأوروبا. وفي هذه الأوقات المليئة بالتحديات، فإن قادة الشركات المتعددة الجنسية هم أكثر المخولين للخروج بأفكار لتحسين القدرة التنافسية الأوروبية وإعادة إحياء الحلم الأوروبي».
ويؤمن قادة الأعمال في جميع المجالات بقوة أوروبا ومستقبلها، رغم أن حوالي نصفهم يبدي قلقه حيال الوضع الحالي. ويرى قادة الأعمال أن الحل للوضع الحالي يكمن في منح سلطات الاتحاد الأوروبي المزيد من الصلاحيات، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالمسائل النقدية والخاصة بالموازنة والمسائل الضريبية. ويتعين على الاتحاد الأوروبي التركيز على الدول المتقشفة والمنضبطة التي لا تنجح في التوصل إلى موازنات متوازنة. غير أن إجراءات التقشف يجب أن تترافق دائماً مع استراتيجية نمو مقنعة. ويؤيد أكثر من 30% من المسئولين التنفيذيين المشاركين قيام منطقة يورو أصغر حجماً، إذ يُعتبر التكامل الأعمق ضمن مجموعة أساسية حلاً براجماتياً للمشاكل الحالية.
وعلق عميد كلية إنسياد لإدارة الأعمال ديباك جين على الأمر بقوله إن «المحافظة على علاقات قوية بين قادة الأعمال والشخصيات السياسية والأكاديميين أساسية لمستقبل أوروبا. وتفخر كلية إنسياد لإدارة الأعمال في أن تكون جهة داعمة رئيسية لمؤتمر «وضع الاتحاد الأوروبي» 2012 وشريك المعرفة الخاص به. فهذا المؤتمر يسهم في بناء الجسور بين المقاربات العامة والخاصة من خلال الحوار البناء».
ومؤتمر وضع الاتحاد الأوروبي حدث سنوي يستطيع من خلاله كبار ممثلي مجتمع الأعمال مشاركة خبراتهم ورؤيتهم للوضع الراهن لأوروبا ومناقشة توقعاتهم للمستقبل مع رواد صنع القرارات. ويدعم المؤتمر أكثر من خمسين شركة كبرى سيتحدث قادتها بالتفصيل عما يرونه ضروري لإعادة إطلاق عجلة النمو في أوروبا.
ورأى قادة الأعمال الذين شملهم الاستطلاع أن على أوروبا أن تكون طموحة أكثر. ورحب المجيبون باستثمارات أوروبا في «الأجهزة» (مثلاً تكنولوجيا المعلومات والنقل)، لكنهم اعتبروا أنه يجب أن يكون لأوروبا طموحات مشابهة في ما يتعلق بالموارد البشرية والبرامج (التعليم والتدريب). ويمتلك الاتحاد الأوروبي موارد بشرية لامعة، لكنه يفتقر غالباً إلى الثقة في النفس للإقرار بنقطة القوة هذه والاستفادة منها بالكامل. ومن شأن متابعة عملية مواءمة الأنظمة والاستمرار في تطوير سوق أوروبية موحدة أن يجعلا من أوروبا ذلك الاقتصاد الرشيق والمبتكر الذي يجب أن تكون عليه.
وقال بير أولا كارلسون، وهو أحد كبار نواب الرئيس في بوز أند كومباني والمدير الإداري للشركة في أوروبا إنه «من المهم الإشارة إلى أنه رغم الأزمة الحالية، يؤمن قادة الأعمال إيماناً راسخاً في الاتحاد الأوروبي. كما أن لهم رؤية واضحة عن الاتجاه الذي يجب أن ينتهجه، أي المزيد من التكامل في المجالات النقدية والضريبية والخاصة بالموازنة، والمزيد من المرونة في الأنظمة الاجتماعية، والمزيد من الإصلاحات الهيكلية المطلوبة للمحافظة على الملاءة المالية للبلدان. وإذا عملنا نحن كمؤسسات أعمال مع الحكومات والأفراد على تجسيد هذه الأفكار على أرض الواقع، فسوف تتم استعادة القدرة التنافسية لأوروبا خلال العقود المقبلة والمحافظة عليها وتحسينها».
وشرح دايفد إيرنشو، الرئيس التنفيذي لشركة بيرسون مارستيلر، وهي أحد منظمي مؤتمر «وضع الاتحاد الأوروبي»، أنه «في وقت تنقسم فيه الآراء بشدة حول الاتحاد الأوروبي»، ومع وتيرة التغيير الفائقة السرعة اليوم، يسمح مؤتمر «وضع الاتحاد الأوروبي» بالاستماع إلى مختلف وجهات النظر وتطويرها وجمعها. ويشكل المؤتمر إحدى أفضل الفرص المتاحة لقادة الأعمال وصانعي السياسات لتبادل خبراتهم والتفاعل وعرض آراء ووجهات نظر متعارضة عن مستقبل المشروع الأوروبي.
وسوف يشارك قادة الأعمال بفاعلية في النقاشات باعتماد نظام تصويت يعطي نتائج فورية. كما سيُسألون مباشرة عن موقفهم من مسألة النمو.
ويستضيف المؤتمر السنوي عن وضع الاتحاد الأوروبي هذه السنة كلا من كلية إنسياد لإدارة الأعمال وبوز أند كومباني ومجلس الاتحاد الأوروبي وبيرسون مارستيلر.