الرياضة
الشباب خسر الكأس وربح المستقبل
الإعداد الذهني للاعبين لم يكن في مستوى المنافسة على البطولة
تاريخ النشر : الجمعة ١ يونيو ٢٠١٢
الشباب من الفرق القوية الصاعدة إلى القمة في السنوات الخمس الأخيرة مع دخول أندية الديه والسنابس وجدحفص وكرانة والنعيم وباقي المناطق المحيطة في مشروع تقليص عدد الأندية المحلية الناجح ولو أنه لم يكتمل بالشكل الصحيح في بعض المناطق وحصول الشباب على النادي النموذجي مكتمل المنشآت الرياضية قياسا بالأندية المحلية الأخرى التي تعاني الكثير من الضعف في البنية التحتية والموارد المادية اللازمة لتسيير الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية في النادي.
الشباب والمنافسة على البطولات
جاء فريق كرة اليد بنادي الشباب خليطا بين ناديي الديه والنعيم والفريقان يلعبان ضمن فرق الدرجة الأولى ويضمان مجموعة من اللاعبين النخبة التي على أساسها تكون الفريق في بداية «المشوار» الذي شهد تعثرا ومشكلات بيّنة نظرا للحساسية التي كانت موجودة قبل الاندماج إلا أن إصرار المندمجين وشعورهم بأهمية التوحد والعمل المشترك من أجل أبناء المنطقة على المدى البعيد سهل من المهمة وذوب الجليد الذي على السطح، وتمكن الشباب بسرعة من الدخول إلى مفاصل اللعبة والمنافسة على البطولات العمرية الصغيرة حيث كان الاهتمام بالقاعدة وتشكيل هوية الشباب الجديدة الشغل الشاغل لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة إضافة إلى متابعة الاهتمام ببقية الألعاب الأخرى الجماعية والفردية: كرة القدم وكرة الطاولة وكرة اليد والكرة الطائرة إضافة إلى ألعاب القوى ويحظى الشباب بشعبية كبيرة من جماهير المنطقة الشمالية، وبالعودة إلى نتائج الفريق نجد أن الشباب قد حقق العلامة الكاملة تقريبا متقدما على الكثير من ألأندية في الحصاد الرياضي لهذا الموسم إذ حقق الشباب ثلاث بطولات على مستوى كرة القدم وفي كرة اليد حصل الفريق على كأس التفوق للموسم الحالي 2011-2012 كاسرا بذلك احتكار باربار للقب مدة عشر سنوات كما كان لفريق الشباب حظ في الكرة الطائرة ويعود الإنجاز إلى التكاتف والتآزر بين اللاعبين ورئيس وأعضاء مجلس الإدارة وقد أشرت في عمودي السابق إلى أن وراء كل انجاز إدارة فاعلة وعملا استراتيجيا وخريطة طريق، وكان لوصول فريق كرة اليد إلى المباراة النهائية المرة الخامسة خلال الخمسة الأعوام الماضية مكسب كبير يحسب لإدارة النادي على الرغم من خسارة الشباب الخمس المرات والاحتفاظ بمركز الوصافة فان الطريق إلى التتويج بالمركز الأول أصبح على مسافة قريبة بوجود الشباب القادم على التجديد وضخ الوجوه الشابة القادرة على العمل سنوات طويلة.
الاستقرار الفني مطلوب
الجانب الإيجابي في الفريق الشبابي التمسك بالاستقرار من دون تسرع في التغيير والحفاظ على هوية الجهاز الفني بقيادة عصام عبدالله ومساعده عباس السلاطنة السنة الخامسة أو السادسة على التوالي في الوقت الذي استعان الشباب بالمدربين المحترفين المتفرغين من الخارج لتدريب الفئات العمرية وتأسيس القاعدة الصلبة من اللاعبين التي يرتكز عليها الشباب في المستقبل، وكانت التجربة ناجحة بكل المقاييس حيث تمكن المدربون الأجانب والعرب المحترفون على رأس الأجهزة الفنية للفئات العمرية بعد توسع القاعدة وتمكينها من الثبات، الوصول باللاعبين الجدد إلى الجولات الأخيرة الحاسمة في المسابقات الرياضية على مستوى كرة اليد وخطف البطولات.
عصام عبدالله والحظ العاثر
على الرغم من المحاولات الجادة الناجحة بوصول الشباب إلى المباراة النهائية المرة الخامسة على يد المدرب الوطني القدير عصام عبدالله وقدرته على تجاوز الخطوط الحمراء والتغلب على أصعب الفرق وأكثرها تنظيما ونقل الفريق بصورة جميلة سلسة من الناحية الفنية والبدنية والذهنية إلى المباراة النهائية، فان عصام عبدالله المدرب الوطني القدير مدرب نادي الشباب غالبا ما يخفق في وضع اللمسات الأخيرة على نتائج المباريات النهائية وأصبحت اللمسة الأخيرة سحرا مقتصرا على لاعبي الأهلي في مواجهاتهم مع الشباب حيث خسر الشباب أربع جولات نهائية من الأهلي وواحدة من الدير في السنة الماضية، إلا أنه رغم ذلك نستطيع أن نقر بنجاح عصام عبدالله في إدارته دفة القيادة بدرجة جيد جدا مرتفع وخصوصا مع احتراف نجم الفريق حسين الصياد مع الأهلي السعودي وابتعاده عن الفريق وخسارة جهوده الكبيرة، إضافة إلى غياب باسل الجد وإصابة أحمد منصور وتأخر القيدوم عن الالتحاق بتدريبات الفريق إلى جانب الظروف المحيطة باللاعبين.
الخبرة لم تعد سببا لفوز الأهلي
أكد رئيس نادي الشباب ميرزا أحمد أن الخبرة لم تعد سببا في تميز الأهلي عن الشباب في المباراة النهائية، وأضاف أربع سنوات من الوصول إلى المباريات النهائية والمشاركات الخارجية على مستوى بطولات الأندية الخليجية، واكتساب لاعبي الشباب الخبرة والتجربة الناجحتين من خلال تمثيل المنتخب في البطولات العربية والخليجية والاسيوية مما يلغي فكرة تميز الأهلي بالخبرة، وشدد ميرزا أحمد على أهمية نتيجة المباراة بالنسبة إلى الشباب في تدشين البطولات على مستوى الكبار بعد أن تحققت على مستوى الأعمار الصغيرة والحصول على كأس التفوق وكسر احتكار باربار لكأس التفوق على مدى العشر السنوات وهذا بحد ذاته انجاز لكرة اليد الشبابية.
ليس لدينا ما نخسره
وأوضح عباس السلاطنة المدرب المساعد لفريق كرة اليد بنادي الشباب قبل المباراة النهائية أمام ألأهلي أن الشباب ليس لديه ما يخسره فالوصول إلى المباراة النهائية شرف لأي فريق وعلينا بذل المزيد من الجهد والتعاون والهدوء واتباع الطريقة الهادئة الذكية في التعامل مع الأهلي كما التعامل مع باربار، وحذر من التسرع واللعب الفردي أو الابتعاد عن التركيز والرعونة في التصويب، إلا أن السلاطنة حمل الاتحاد مسئولية الخسارة بعد المباراة وألقى باللائمة على الحكام المحليين الذين تمكنوا بأخطائهم من إبعاد لاعبي الشباب عن التركيز وخصوصا في الشوط الأول حيث زاد فارق الأهداف لصالح الأهلي وجعل من مهمة العودة إلى أجواء المباراة مستحيلا.
الفريق يعاني الإصابات
أشار عصام عبدالله مدرب الفريق قبل المواجهة النهائية مع الأهلي إلى أن الفريق يعاني الإصابات إلا أنه أكد أن فريق الشباب قادر على الفوز متى ما التزم بالتعليمات وقدم المستوى الذي يتناسب وأداء الفريق أمام باربار إلا أن عصاما بعد المواجهة أكد تأثير التحكيم المحلي في أداء اللاعبين وكذلك كان تأثير الإصابات مربكا للحسابات إضافة إلى خسارة الشباب لجهود المحترف حسين الصياد وباسل الجيل وحسين منصور وأحمد منصور إلا أن المدرب الوطني القدير عصام عبدالله شدد على جهود اللاعبين وتضحياتهم من أجل الوصول إلى المحطة الأخيرة من حياة الموسم الرياضي والصعود إلى منصة التتويج والحصول على مركز الوصافة التي تتيح للفريق تمثيل مملكة البحرين في بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس المزمع إقامتها في مملكة البحرين في شهر مارس السنة القادمة.
كيف خسر الشباب الكأس؟
تعود خسارة الشباب في المباراة النهائية أمام الأهلي لأسباب ذهنية ونفسية إذ غالبية اللاعبين قد شعروا بالارتياح الكبير بالفوز على باربار وهو أمر مشروع ولكن المبالغة في الارتياح أدت إلى الدخول في عملية الاسترخاء والابتعاد عن التركيز والحفز العضلي العصبي وظن لاعبو الشباب بأن المهمة أمام الأهلي سوف تكون أقل صعوبة من المواجهة السابقة أمام باربار على الرغم من محاولة الجهاز الفني الدفع في اتجاه قلب الصفحة الباربارية والدخول في المعركة النهائية الحاسمة في مواجهة الأهلي كما أن إسناد مهمة التحكيم للمباراة النهائية لطاقم تحكيم محلي جاء ليكون مبررا مساندا لأي خسارة قادمة للشباب، كان ذلك واضحا في مستوى أداء لاعبي الشباب الهابط وغياب التركيز والرعونة في التسجيل والعمل على رفع معنويات الحارس صلاح عبدالجليل مبكرا وتصديه لجميع الكرات القريبة والبعيدة ومنعها من الدخول إلى المرمى.
قوة صادق علي
المفارقة الغريبة في المباراة النهائية على كأس الاتحاد أنه بعد انتهاء الشوط الأول بنتيجة 15-7 لصالح الأهلي كان صادق علي نجم الأهلي قد سجل سبعة أهداف من مجمل الأهداف الـ15 للأهلي في الوقت الذي سجل الشباب 7 أهداف هي الأهداف نفسها التي سجلها النجم المتألق صادق علي أثناء الشوط وهي 7 أهداف.
إدارة ناجحة
نبارك للشباب كأس التفوق على مستوى بطولات كرة اليد ونتائجه المميزة في كرتي القدم والطائرة وبالمناسبة نشد أزر مجلس إدارة نادي الشباب برئاسة ميرزا أحمد الموجودين دائما مع اللاعبين في الملاعب المختلفة يتابعون ويؤازرون ويجدون الحلول.