الرياضة
جوفاني تراباتوني.. «قط» إيطالي بتسع أرواح
تاريخ النشر : الجمعة ١ يونيو ٢٠١٢
دبلن - أ ف ب: بعمر الثالثة والسبعين لا يزال جوفاني تراباتوني جاهزاً للمعارك الكروية، ومع جمهورية أيرلندا التي عاد بها إلى البطولات الكبرى بعد غياب لعشر سنوات، سيجلس المدرب الخبير على مقاعد البدلاء في كأس أوروبا 2012 ليعوض مسيرته مع المنتخب الايطالي الذي سيواجهه في الدور الأول.
قال «تراب» بعد فوز أيرلندا على استونيا 4- صفر في ذهاب الملحق الأوروبي والذي حمل المنتخب الأخضر نظرياً إلى النهائيات القارية في بولندا وأوكرانيا: «لا تقولوا أن القط أصبح في الحقيبة». أثار تراباتوني ضحك الكثيرين عندما كان يصرخ في الألمانية «ايش هابي فرتيغ» أي أنا غاضب، إثناء تدريبه بايرن ميونيخ عام 1998. أقواله المأثورة لاقت شعبية كبرى، لكنها لم تتخط هيبة مسيرته التدريبية الطويلة، والتي شهدت تتويجه بخمس بطولات أوروبية، كأس الانتركونتيننتال، سبعة ألقاب في الدوري الايطالي ولقب الدوري في كل من ألمانيا والنمسا والبرتغال. حط تراباتوني رحاله في ايرلندا منذ عام 2008، حيث بات في نهاية مطافه التدريبي الذي انطلق عام 1974.
تروق لهجة تراباتوني الإنجليزية للجماهير الايرلندية، لكن نوعيته التدريبية أغرت كثيرين. فبعد وصوله منذ أربعة أعوام، أطلق الماكينة الايرلندية مجدداً، إثر غيابها عن الساحة العالمية منذ عام 2002 عندما خرجت أمام اسبانيا بركلات الترجيح من الدور الثاني. كان قريبا من بلوغ نهائيات مونديال 2010، لكن يد الفرنسي تييري هنري حرمت «القط» من بلوغ مونديال جنوب إفريقيا.
ولد المدرب الكاثوليكي (يدرب منتخب الفاتيكان منذ 2010)، في 17 مارس 1939، يوم عيد القديس باتريك، وهو تأقلم بشكل سريع في ايرلندا مع مساعده ماركو تارديلي، بنيا الفريق بصبر وطعماه بمحترفين لم يتفانوا سابقاً بالدفاع عن ألوان بلادهم، وفضلوا أنديتهم على قميص المنتخب. حج تراباتوتي على غرار ما وعد به، إلى جبل «كروغ باتريك» عند نجاحه بقيادة الفريق إلى النهائيات اثر مباراة العاصمة الاستونية تالين. وعلى رغم محبته لايرلندا، إلا انه جلب المنتخب في المعسكر الأخير إلى موتيكاتيني، على بعد 30 كلم من كوفرتشانو، مركز تدريب منتخب ايطاليا الذي اشرف عليه بين 2000 و2004 عندما خرج من الدور الأول في نهائيات كأس أوروبا. لم يكن تراباتوني يريد الوقوع في مواجهة ايطاليا في 18 يونيو في غدانسك، لكن القدر خبأ له مناسبة عاطفية مميزة، علما بأنه لم يخسر ضد «سكوادرا اتزورا» في ثلاث مباريات (2-2 و1-1 في تصفيات مونديال 2010 وفوز 2- صفر في لياج ودياً في 7 يونيو 2011).
يقول ضاحكا تشيزاري برانديلي مدرب ايطاليا الذي لعب تحت إمرته في يوفنتوس بين 1979 و1985: «تراب لا أريد تسميته لمعتقد خرافي، أعرف أفخاخه». يضيف برانيدلي: «لا يسدي النصح، ولو أن ذلك من مهامه نظراً لخبرته الرائعة، لكنه محترم للغاية». لكن برانديلي لا يوافق على وصف تراباتوني باعتماد اللعب الدفاعي: «نعم، كان يصرخ لي باستمرار أن أتراجع، لكن في المقدمة كان هناك بلاتيني وبونييك وروسي... ليس غريباً أن يطلب من الآخرين التراجع. يؤكد التاريخ أنه كان يعتمد فرقا هجومية للغاية».