عربية ودولية
أمريكا تتحدث عن إمكانية تحرك ضد سوريا خارج مجلس الأمن والمعارضة المسلحة تمهل النظام حتى ظهر اليوم لتنفيذ خطة عنان
تاريخ النشر : الجمعة ١ يونيو ٢٠١٢
نيويورك (الأمم المتحدة) – الوكالات: حذرت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس أمس الخميس من انه قد يكون على أعضاء مجلس الأمن الدولي التحرك بشكل منفرد لإنهاء العنف في سوريا إذا ما تفاقمت الأزمة وبقي المجلس منقسما.
والتصعيد الكلامي للسفيرة الأمريكية يأتي بعد مجزرة الأسبوع الماضي وجهت فيها أصابع الاتهام للمليشيات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وسددت ضربة كبيرة لخطة دولية للسلام هشة أساسا.
وقالت رايس للصحفيين يوم الأربعاء انه إذا لم تلتزم الحكومة السورية بخطة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان، فسيكون على مجلس الأمن الدولي «تحمل مسؤولياته» وزيادة الضغط على دمشق. وأضافت انه في غياب ذلك وإذا ما استمر تفاقم العنف «لا يبق أمام أعضاء هذا المجلس وأعضاء المجتمع الدولي سوى خيار النظر فيما إذا كانوا مستعدين للتحرك خارج خطة عنان وسلطة هذا المجلس».
وتبدو تصريحات رايس كمؤشر على أن واشنطن وحلفاءها قد ينظرون في احتمال التحرك بمفردهم إذا ما استمرت روسيا والصين في منع تحرك قوي ضد سوريا بسبب قمعها الوحشي للتظاهرات المستمر منذ 14 شهرا.
وقالت إن «القرار يبقى في البداية لدى الحكومة السورية، فيما إذا قامت بالوفاء بالتزاماتها. وفي تلك الحالة يكون على المعارضة واجب الرد بالمثل». وأضافت «إذا لم تفعل ذلك، يكون على المجلس التحرك بسرعة. وإذا لم نفعل ذلك نكون قد سلمنا أنفسنا لسيناريو ثالث لا نزال نأمل تجنبه».
وقتل أكثر من مائة شخص في مجزرة في الحولة بينهم 49 طفلا و34 سيدة، بحسب المراقبين الدوليين الذين زاروا الموقع.
في السياق ذاته انتقدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون موقف موسكو التي ترفض أي مبادرة جديدة للامم المتحدة بشأن سوريا، محذرة من أن السياسة الروسية يمكن أن تدفع بسوريا إلى الحرب الأهلية. وقالت كلينتون، التي تقوم بزيارة إلى كوبنهاغن، إن الروس «يقولون لي إنهم لا يريدون حربا أهلية، لكني قلت لهم إن سياستهم ستساهم في اندلاع حرب أهلية» في سوريا. وحذرت كلينتون من انه إذا لم تتوقف هذه السياسة، فان العنف في سوريا يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية أو أن يتحول إلى حرب يرافقها تدخل خارجي بسبب دعم إيران لنظام الرئيس بشار الأسد. وقالت الوزيرة الأمريكية إنها تحدثت الأربعاء مع المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان الذي يحاول توسيع نطاق التفويض الممنوح له ليتمكن من التعامل بفاعلية اكبر مع نظام الأسد. وقالت«تذكروا إن الوجود الإيراني متجذر بعمق في سوريا-- عسكريوها يدربون الجيش السوري. فيلق القدس الذي هو احد فروع الجيش، يساعدهم في تشكيل هذه المليشيات المذهبية». وأضافت «نعلم أن الأمر يمكن أن يصبح أسوأ بكثير مما هو عليه الآن».
وامهل المعارضون المسلحون في سوريا النظام حتى اليوم الجمعة لتطبيق خطة عنان تحت طائلة استئناف هجماتهم على القوات الحكومية. وأعلنت «القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل» أنها تعطي النظام السوري مهلة تنتهي ظهر الجمعة من اجل تنفيذ «وقف الفوري لإطلاق النار وكافة أشكال العنف، وسحب كافة قواته ودباباته وآلياته من المدن والقرى والمناطق السكنية، ودخول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق والمدن المنكوبة، وإطلاق المعتقلين)). كما طلبت ((دخول وسائل الإعلام وضمان حرية التظاهر السلمي، والالتزام بعدم الاعتداء على بعثة المراقبين الدوليين، والدخول في مفاوضات جدية وحقيقية عبر الأمم المتحدة لتسليم السلطة إلى الشعب».
واضافت «أن لم يستجب النظام السوري كفرصة أخيرة تنتهي الساعة 12 ظهرا بتوقيت دمشق بتاريخ الجمعة الأول من يونيو 2012، فان القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل في حل من اي تعهد يتعلق بخطة عنان». في الوقت ذاته دعا وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس وزراء الجامعة العربية الصين إلى «الضغط على الحكومة السورية» لحملها على تنفيذ خطة عنان. وقال الصباح إن «وقف العنف وقتل المدنيين في سوريا يظل مطلبا فوريا ونأمل في هذا الصدد أن تساعد جميع الأطرف في المجتمع الدولي على إنجاح مهمة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى سوريا كوفي عنان». وأدلى الوزير الكويتي بهذه التصريحات أمس الخميس في افتتاح الدورة الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بمدينة الحمامات التونسية.
ميدانيا قتل 14 شخصا الخميس في أعمال عنف بينهم تسعة في قصف على مدينة القصير في محافظة حمص في وسط البلاد حيث تعرضت أيضا مدينة الحولة لسقوط قذائف، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بيان إن تسعة أشخاص قتلوا بينهم امرأة وعنصر منشق في سقوط قذائف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية السورية التي «تحاول السيطرة على مدينة القصير والقرى المحيطة بها».
وكانت القوات النظامية السورية قصفت صباحا منطقة الحولة. وأثار ذلك «حالة من الذعر والخوف لدى الأهالي الذين نزح بعضهم نحو بلدات أخرى»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت قوات النظام قصفت المنطقة ليلا بالمدفعية الثقيلة. وقتل فتى صباحا في بلدة تلدو في الحولة إثر إصابته برصاص قناص. في مدينة حلب.