الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بريد القراء


المرأة مخلوق عجيب

تاريخ النشر : الجمعة ١ يونيو ٢٠١٢



الذين يرفعون أصواتهم مطالبين بحرية المرأة ورفعها على قدم المساواة مع الرجل في نفس مرتبته وجعلها الشريك الأول المزاحم لتفوقه في جميع مناحي هذه الحياة وينسون أبجديات لابد لهم من تذكرها إنها بالفعل مخلوق عجيب ومختلف بخصلات معينة لا يحسها بالمرة الرجل مهما كبرت عضلاته أو خشن صوته أو حتى طال شاربه وغطى وجهه.
وعما يغفل هؤلاء أن المرأة زودها الله بإمكانات استراتيجية لا يقف أمامها أي شيء، فالمرأة قد تأسرك بنعومة صوتها وبدقة حديثها ودلالها الذي لا يستطيع أي رجل أن يتحمله، والمرأة مهما كان منظرها تعرف هذا السلاح الفتاك جيدا وتجهد بشدة لتوجيهه على آذان الرجال، فما إن تتعامل مع أحداهن إلا وتسمع زقزقة العصافير قد انتشرت، فالصوت الناعم يأسر أي رجل مهما كان، ولو خشنت المرأة صوتها متشبهة بالرجال فلن تصل الى صوتهم وسوف تفقد سلاحها الفتاك الناعم، وفي النهاية لن تصل إلى مبتغاها، ولا شك أن كل جنس مغرم بالآخر فلا تعجب إذا قرأت في بعض التفاسير عن قوله تعالى «ولا تبرجن تبرج الجاهيلة الأولى» حيث إن المرأة كانت تمشي متبخترة وسط الرجال طبعا هذا في الجاهلية الأولى، وحين ينهي أحكم الحاكمين المرأة عن إبداء الزينة الخفية التي تسمع ولا تري فاعلم أنها تخط في قلب الرجل خطا محفورا «ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفي من زينتهن» وإذا ارتفع صوت كعب نسائي عالي الصوت على أرضية ناعمة وصلبة في نفس الوقت وفي أي مكان ترى الجميع يلتفت ويترقب من تكون صاحبة السلم الحذائي الموسيقي، وبالنسبة للشباب المراهق عندما تصادفهم فتاة في عمرهم وتبتسم في وجه أي شاب من دون أي قصد ترى هذا الشاب تبتعد أفكاره بعيدا ويسبح ويتخيل نفسه في حلم جميل ولا تفارقه تلك الابتسامة التي حظي بها من تلك الفتاة، ويتمنى لو تتكرر مرة أخرى لأنه في مرحلة يحتاج فيها الى أن يتقرب إلى فتاة تبادله مشاعره بعد أن سحرته بتلك الابتسامة غير المقصودة، مرة أخرى أقولها بكل صراحة لولا وجود المرأة في حياتنا لما وجدت هذه الحياة السعيدة فبوجودها تصبح الحياة في نعيم.
صالح بن علي