المال و الاقتصاد
16.9 مليار يورو حجم إيرادات سوق كرة القدم الأوروبية
تاريخ النشر : السبت ٢ يونيو ٢٠١٢
حققت سوق كرة القدم الأوروبية نمواً بنسبة 4% (0.6 مليار يورو) ليبلغ مجموع الإيرادات 16.9 مليار يورو عن موسم 2010/2011 وذلك وفقاً للتقرير السنوي الحادي والعشرين عن الشؤون المالية في كرة القدم الصادر عن مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت.
وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة، فإنّ البطولات الوطنية الأوروبية الخمس الكبرى «البوندسليجه الألماني، والليجا الإسبانية، والدوري الفرنسي، والدوري الإنجليزي، والدوري الإيطالي» قد أفادت عن تسجيل مجموع إيرادات الأندية نمواً بقيمة 181 مليون يورو (2%) ليصل إلى ما مجموعه 8.6 مليارات يورو. وقال الشريك المسئول عن مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت دان جونز «في حين أنّ المعدل المذكور أكثر بطئاً من معدل النمو المحقّق في العقد الماضي (7%)، إلا أنّه ما زال يمثّل أداءً متيناً نظراً للتحديات في الاقتصاد الأوسع. ونذكر على وجه الخصوص عقود البث التلفزيوني الجديدة للدوري الإنجليزي والدوري الإيطالي بدءاً من الموسم 2010/2011 والتي أبرزت القدرة الدائمة لكرة القدم العالية المستوى على استقطاب الجماهير».
وبقي الدوري الإنجليزي للمحترفين في صدارة بطولات كرة القدم العالمية حيث حققت أنديته إيرادات بقيمة 2.5 مليار دولار أميركي في موسم 2010/2011 (معدل زيادة 12% بالجنيه الإسترليني). علماً أن الانخفاض في قيمة الإسترليني مقابل اليورو قد أدّى إلى تقليص الفارق بنسبة 6% مع الدوري الألماني (بوندسليجه) الذي بالرغم من ذلك بقي ثانياً في الترتيب مع فارق بقيمة 769 مليون يورو.
وأضاف «يتمتع البوندسليجه بأعلى معدلات الحضور في كرة القدم الأوروبية (42100) وهذا ما أسهم في حفاظه على الترتيب الثاني في الإيرادات، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات التجارية من أضخم الاقتصادات الأوروبية».
و»مما لا شكّ فيه أنّ اختيار ألمانيا لدوري الأبطال في موسم 2012/2013 والزيادة بنسبة 50% في حقوق البث التلفزيوني للبطولة المحلية اعتباراً من الموسم 2013/2014 سيسهمان في مواصلة النمو الكبير الذي شهدته مؤخّراً إيرادات الدوري الألماني مما يضمن بالتالي منافسته الشرسة للدوري الإنجليزي لناحية الإيرادات.
أمّا الدوري الإسباني فقد حقّق زيادة في الإيرادات بقيمة 74 مليون يورو (5%) ليصل إلى 1718 مليون يورو، وذلك جراء الزيادة بقيمة 47 مليون يورو (10%) من الإعلانات و39 مليون يورو (5%) من مصادر إيرادات النقل المباشر، أكثر من تعويض الانخفاض في عائدات المباريات بقيمة 12 مليون يورو (3%).
ويخفي الارتفاع العام في الإيرادات مسألة انحصار المنافسة بين قطبي البطولة حيث حظي ريال مدريد وبرشلونة بزيادة مجموع إيرادات مقدارها 93 مليون يورو (11%)، في حين شهدت باقي الأندية الثمانية عشر في الدوري انحساراً متراكماً في الإيرادات بلغ 19 مليون يورو (2%).
وننتقل إلى الدوري الإيطالي حيث زادت الإيرادات بمقدار 21 مليون يورو (1%) لتصل إلى 1553 مليون يورو في موسم 2010/2011. وقد أمّن عقد البيع الجماعي لحقوق النقل المباشر للبطولة زيادة في الإيرادات وأسهم في خلق نوع من التوازن الأكثر تساوياً في الإيرادات بين الأندية.
كذلك، انخفضت إيرادات أندية الدوري الفرنسي بمعدّل 32 مليون يورو (3%)، لتصل إلى 1040 مليون يورو، في موسم 2010/2011، ويعود هذا الأمر بدرجة كبيرة إلى أداء الأندية الفرنسية الضعيف في دوري أبطال أوروبا، مما أدى إلى زيادة الفارق في الإيرادات مع الدوري الإيطالي إلى 513 مليون يورو.
واستطرد جونز «مذهلةٌ هي القدرة الدائمة لكرة القدم الأوروبية على تحقيق الإيرادات في الحقبات الاقتصادية الصعبة. وفي حين أنّ معدّلات النمو تتفاوت وفقاً للأندية والبطولات، فإنّ القدرة الجوهرية للرياضة على استقطاب الجماهير تبقى قوّة أساسية. مع ذلك، فإنّ العديد من بطولات الدوري والأندية، وخصوصاً في فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا تواجه تحديات أساسية من حيث تحسين تجربة يوم المباراة للمشاهدين، مع تسريع الخطط أو استكمال المشاريع القائمة المطلوبة لتسليم المنافع التجارية وتلك العائدة ليوم المباراة. وتحتاج الأندية الفرنسية بشكل خاص إلى التركيز على عمليات إعادة تأهيل الملاعب التي يجري تنفيذها في فرنسا استعداداً لاستضافة بطولة الأمم الأوروبية في العام 2016».
وقد ارتفعت الرواتب في البطولات الخمس الكبرى بمعدّل أكثر من 100 مليون يورو (2%) لتفوق 5,6 مليارات يورو في الموسم 2010/2011 مع فارق ملحوظ في معدّل النمو بين البطولات الخمس.
أمّا بالنسبة إلى الإيرادات، فقد عرفت أندية الدوري الإنجليزي النمو الأسرع في موسم 2010/2011، لتصل إيراداتها إلى 1771 مليون يورو، في حين أنّ أكلاف الرواتب في الليجا الإسبانية (1005 مليون يورو) والبوندسليجه الألماني (923 مليون يورو) قد ارتفعت بنسبة 4% لكليهما.
ولم تتغيّر كلف الرواتب في الدوري الفرنسي (777 مليون يورو)، في حين أنّ الأندية الإيطالية قد خفّضت كلف الرواتب بمعدل 24 مليون يورو (2%) لتصل إلى 1157 مليون يورو. وفي كل من إنكلترا (70%)، وفرنسا (75%)، وإيطاليا (75%)، فإنّ نسبة مجموع الرواتب مقارنة بنسبة إيرادات أندية الدرجة الأولى قد بلغت 70% على الأقل، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا الأمر في موسم واحد في ثلاث من «البطولات الخمس الكبرى».
وبقي الدوري الألماني (البوندسليجه) الأكثر ربحية في البطولات الأوروبية من حيث الإيرادات مع زيادة 33 مليون يورو (24%) في الأرباح التشغيلية التي وصلت إلى 171 مليون يورو. وازداد الفارق مع الدوري الإنجليزي الذي انخفضت أرباحه التشغيلية بمعدّل 75 مليون يورو. في حين ما زال كل من الدوريين الفرنسي والإيطالي يعانيان الخسائر، وبدأت في إسبانيا ستة أندية من الليجا موسم 2011/2012 وهي تحت الوصاية القضائية.
وقال المستشار في مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت آدم بول «ما زالت مراقبة التكاليف التحدي الأبرز لأندية كرة القدم الأوروبية. وقد ارتفعت نسبة الرواتب إلى الإيرادات في البطولات الخمس الأوروبية من 60% إلى 66% في السنوات الخمس الأخيرة، مع ارتفاع أكلاف الرواتب بوتيرة أسرع من نمو الإيرادات. وبالتالي، فإنّنا نرحّب بالتشريعات المالية للعب النظيف التي أصدرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والتي تهدف إلى مساعدة الأندية في إدارة أكثر فاعلية للعلاقة بين الإيرادات والنفقات. اما بالنسبة للأندية التي تودّ المشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي، فإنّ عائداتها المالية للموسم 2011/2012 ستخضع للمرة الأولى لاحتساب نقطة معادلة النفقات والإيرادات في قواعد اللعب المالي النظيف التي أصدرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم».
وتتضمّن الخلاصات الأساسية الأخرى التي توصّل إليها للتقرير المالي السنوي لكرة القدم الصادر عن ديلويت، ارتفاع إيرادات النقل التلفزيوني في البطولات الخمس الكبرى بمعدل 3% لتفوق 4,1 مليارات دولار في الموسم 2010/2011، ما يمثّل 48% من مجموع إيرادات البطولات الخمس.
وتستقي ثلاث من أصل البطولات الخمس أكثر من نصف إيراداتها من النقل التلفزيوني، انخفاض إيرادات شباك التذاكر بنسبة 2% لتصل إلى 1,8 مليار يورو في الموسم 2010/2011، بما في ذلك 21% من إيرادات البطولات الخمس الكبرى.
وارتفعت إيرادات شباك التذاكر في الدوري الإنجليزي (610 ملايين يورو) بنسبة 40% مقارنة مع أقرب المنافسين، الليجا الإسبانية (428 مليون دولار)، ارتفاع الإيرادات التجارية بنسبة 5% لتصل إلى 2,7 مليار يورو وقد سجلت نسبة 31% من الإيرادات المتأتية من «البطولات الخمس الكبرى» في أوروبا.
ونتجت معظم هذه الزيادة عن الأندية الكبرى في الدوري الإنجليزي والليغا الإسبانية بسبب عالميتها التي أمنت لها عقوداً تجارية أفضل مع الجهات الراعية والشركاء، وارتفاع معدّل الحضور في البوندسليغه في الموسم 2010/2011 إلى 42100 وإلى 35400 في الدوري الإنجليزي وهما البطولتان الأهم في أوروبا لناحية الحضور الجماهيري، في حين انخفض معدّل الحضور في الدوري الفرنسي للموسم الثالث على التوالي ليصل إلى أقل من 20 ألف مشاهد للمرة الأولى منذ الموسم 2002/2003.
ويشكل قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإقامة بطولة الأمم الأوروبية في فرنسا في العام 2016 فرصة مهمة بالنسبة إلى العديد من الأندية الفرنسية لإعادة تأهيل ملاعبها وزيادة الحضور وإيرادات المباريات.
أما خارج دول البطولات الخمس الكبرى، فتتمتع كل من روسيا (614 مليون يورو)، وتركيا (515 مليون يورو)، وهولندا (431 مليون يورو) ببطولات تحقّق أعلى الإيرادات. وتبقى بطولة رابطة كرة القدم الاعلى إيراداً (468 مليون يورو) بين البطولات غير الأساسية في كرة القدم وثامن أهم بطولة أوروبية بشكل عام.