الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


محللون: المحادثات النووية مع إيران تقترب من نقطة الحسم

تاريخ النشر : السبت ٢ يونيو ٢٠١٢



طهران - الوكالات: يقول دبلوماسيون ومحللون إن المفاوضات المتعثرة بين إيران والقوى العظمى قد تصل إلى نقطة الحسم في جولتها المقبلة في موسكو مع بدء الطرفين المناورات من اجل مكاسب صعبة التحقيق.
فمن التهديدات إلى الدعاية والتسريبات الإعلامية والتصريحات الرسمية ازدادت حدة الطرفين في الاسبوع الفائت. وباتت المبارزة الكلامية شرسة إلى درجة أثارت مخاوف البعض من تحول هذه المواجهة من دبلوماسية إلى عمل عسكري.
وقال خبير شؤون إيران في المجلس الوطني الإيراني - الأمريكي رضا مراشي في مقال نشره موقع «ناشونال انترنست» على الانترنت انه «مع تصعيد الطرفين موقفهما لاحتلال موقع القوة يقول الواقع ان أيا منهما لم يتجاوز الآخر». وأضاف أن «الطرفين يقتربان من نقطة حاسمة يبطل فيها إمكان تأجيل اتخاذ قرار بين العمل العسكري أو التسوية».
واقر دبلوماسي في مجموعة 5+1 التي تتولى المفاوضات مع إيران «إنني أجهد لرؤية طريق لا تنتهي فيه هذه القضية بالدموع».
لكن الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل حذرتا من أنهما تحتفظان بخيار توجيه ضربات الجوية لأهداف نووية إيرانية، لذلك تعتبر المحادثات المرتقبة بين الطرفين في موسكو في 18-19 يونيو حاسمة.
والأربعاء قال السفير الأمريكي في اسرائيل دان شابيرو في مؤتمر حول الأمن «نحن لا ننوي مواصلة المحادثات من اجل المحادثات، ان النافذة تنغلق». وكشفت المحادثات الأخيرة في بغداد في 23-24 مايو عن شرخ كبير بين مواقف الطرفين بدا ملؤه شبه مستحيل وكاد ينسف المفاوضات.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بعد تلك الجولة «مازالت هناك خلافات كبرى»، لكنها أكدت وجود «أرضية مشتركة» يمكن تطويرها في موسكو.
وآشتون تمثل مجموعة 5+1 التي تشمل الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) إلى جانب ألمانيا. والمسألة ذات الأولوية بالنسبة إلى الدول الكبرى في موسكو هي إقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وإجراء عملية تبادل تسلم بموجبها مخزونها من هذا النوع من اليورانيوم.
واليورانيوم المخصب بنسبة 20% تنقصه مراحل تقنية قليلة ليصبح مخصبا بنسبة 90% وهي النسبة التي يمكن معها استخدامه في صنع القنبلة الذرية. وانتجت إيران حتى الآن 145,6 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% تم تحويل ثلثها إلى وقود لمفاعل الأبحاث في طهران الذي ينتج نظائر مشعة لاستخدامات طبية.
وفي مفاعل إيران الآخر الذي سيعمل بالكامل في وقت لاحق هذا العام بعد أشهر طويلة من التأخير يتم استخدام اليورانيوم المخصب بنسبة اقل بكثير أي 5,3%، كوقود.
وقال دبلوماسي من مجموعة 5+1 ان محادثات موسكو «ينبغي ان تخرج باتفاق مقبول حول خيار 20% وإلا فستنهار العملية»، مضيفا «لكنني أخشى ان تكون الثغرة واسعة أكثر من الممكن».
وقد أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في مقابلة مع قناة فرانس 24 الأربعاء ان «التخصيب بنسبة 20% هو حق لنا بحسب القانون الدولي». وأكد احمدي نجاد انه «إذا كانت الدول الاخرى لا تريدنا ان نستفيد من كامل حقوقنا فعليها ان تشرح السبب، وعليها ان تبلغنا بما هي مستعدة لتقديمه لنا بالمقابل». وتابع «هناك أكاذيب بشأن برنامجنا. تخصيب اليورانيوم ليس خطوة باتجاه القنبلة» الذرية.
ورفضت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة المعلومات التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية وتتهم إيران وحزب الله المدعوم من طهران بالتخطيط لقتل أجانب وخصوصا امريكيين في دول عدة، كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية يوم الأربعاء. وقالت البعثة الإيرانية في رسالة إلى الصحيفة الأمريكية ان «إيران دانت على الدوام الاعمال الارهابية، وهذه الاتهامات لا أساس لها وتندرج في إطار (الايرانوفوبيا) وسياسة الضغوط غير المشروعة على ايران».
واكدت الرسالة ان إيران هي «اكبر ضحية للإعمال الإرهابية التي استهدفت آلاف المواطنين والمسؤولين والعلماء النوويين» في السنوات الأخيرة. وكانت صحيفة واشنطن بوست يوم الاثنين ذكرت ان محققين يعملون في أربع دول جمعوا أدلة جديدة تربط خططا لاغتيال مسؤولين ورجال اعمال في سبع دول على الأقل، بحزب الله اللبناني المؤيد لايران او بعملاء مركزهم ايران.
وكتبت الصحيفة استنادا إلى مسؤولين امنيين امريكيين وشرق اوسطيين لم تكشف عن أسمائهم ان هذه الأدلة تتضمن تسجيلات مكالمات هاتفية وتحاليل للطب الشرعي وترتيبات سفر منسقة وحتى شرائح هواتف جوالة تم شراؤها في إيران واستخدمها عدد من الذين كانوا يعتزمون تنفيذ الاغتيالات. وكشفت أذربيجان العام الماضي عن خطة لقتل موظفين في السفارة الأمريكية او أفراد من عائلاتهم.