الثقافي
أسبوع الأدب في سيرفانتس بمشاركة:
الشعراء: أدونيس، اللعبي، بنيس
تاريخ النشر : السبت ٢ يونيو ٢٠١٢
افتتح في المركز الثقافي سيرفانتس بالرباط أسبوع الأدب يوم 7 مايو 2012 وبدأت الاحتفالية بندوة صحفية، حضرها وزير الثقافة المغربي محمد أمين الصبيحي، وبحضور ألبيرتو نابارو سفير اسبانيا بالمغرب، وممثلون عن كل من وزارة الثقافة المغربية، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الاسبانية، ووزارة التربية والثقافة والرياضة الاسبانية، ومعهد سيرفانتس بمدريد، إلى جانب فيديريكو أربوس مدير معهد سيرفانتس بالرباط، وخلال الندوة تمت الاشادة بالعلاقات الثقافية المغربية الاسبانية، التي تتعمق كل سنة وكذلك تتوطد عرى الصداقة بين مثقفي البلدين، من قبل وزير الثقافة المغربي والسفير الاسباني، وباقي مسؤولي الثقافة في البلدين، وبعد ذلك تم تقديم فقرات أسبوع الآداب، التي تضمنها المنهاج الثقافي، وقد تضمن البرنامج الثقافي العديد من الفقرات الثقافية، كما تعددت أسماء المبدعين المشاركين في هذا الأسبوع، ومنهم الشاعر العربي السوري أدونيس والشاعر المغربي عبداللطيف اللعبي، ومحمد بنيس وباسل رمسيس من مصر، وغيرهم من المثقفين الأسبان، ومن أمريكا اللاتينية، كغوستافو مارتين غارثو، كريستينا ريفيرا غارثو، دومينغو بيجار، وفيديريكو أربوس، وخلال الندوة تم تقييم شامل للتعاون الثقافي »الأسباني- المغربي «خلال السنوات الأخيرة، ومن الجدير بالذكر أن أسبوع الأدب ينعقد أول مرة ـ بإفريقيا والعالم العربي- باختيار منظميه الرباط محطة له، وذلك بعد انعقاده في مدن أوروبية مثل باريس ولندن وروما، وتناول أول ايام الأسبوع موضوع »الصراعات والمعاناة التي يعانيها الكاتب من خلال علاقته الذاتية بالمجتمع« وتحت عنوان - عرض الوضع المزدوج للكاتب - وكذلك تناولت الندوة الأولى موضوعات أخرى.
وفي مساء يوم الافتتاح كانت جلسة نقدية، وفكرية للإجابة عن عدة أسئلة فكرية لها علاقة ماسة بعمل الكتاب والمبدعين سواء كانوا من الشرق أو الغرب، وهذه الأسئلة تمحورت حول »الأنا هل هي ثمرة الصورة التي لدى المرء عن نفسه؟ أم يتم خلق هذه الصورة بعدئذ من علاقة الكاتب بمجتمعه؟ أم انها يتم تشكيلها من خلال رأي الآخر عنها؟ وماذا تعني هذه الثنائية؟ وهل يعني هذا أن هناك عبورا ثقافيا من الكاتب نحو الآخر؟« وبعد الندوة كانت قراءة للممثلة المغربية لطيفة أحرار، التي عرفت مؤخرا بجرأتها، وتمثيلها دورا عده الكثيرون من المهتمين بالمسرح المغربي خروجا على المألوف المسرحي المغربي والعربي، وكان الدور لامرأة تتعرى على خشبة المسرح، مما أثار الرأي العام المغربي عليها، واعتبروا تمثيلها بذلك الشكل خروجا على الممنوعات الأخلاقية، والدينية التي عرف بها المسرح المغربي، وأنه تقليد لمسرح الجسد والإثارة الرخيصة في أوروبا، وربما لتأكيد الاعتراف بها وبجرأتها على التابوهات من قبل الآخر »الأوروبي« قرر منظمو الأسبوع الثقافي أن تظهر في أغلب فقرات ندواتهم في الرباط خلال أسبوع الآداب.
وتناولت الندوة في مساء اليوم التالي في المركز الثقافي الأسباني مسألة »صورة الكاتب والقارئ على اعتبار أنهما شخص واحد« ومن خلال هذه القراءة تعرف الجمهور ثقافة الكتاب المشاركين في الندوة، ومراجعهم الفكرية ومكتباتهم الشخصية، وكيفية بداياتهم مع القراءة والكتابة، وبما يوصون به القارئ لقراءته، وشارك فيها من المغرب محمد بنيس ومن اسبانيا خوان بيدرو أباريسيو، كلارا أوسون، سلافكو ثوبسيك من فنزويلا، وكانت مسيرة الندوة فتيحة بنلباح من المغرب، وتلت الندوة قراءة للممثلة المغربية لطيفة أحرار، وكان موضوع قراءتها عن الكتاب والإبداع الأدبي وازدواجية الوظيفة، وفي يوم 9 مايو مساء وفي المركز الثقافي الأسباني ناقشت الندوة ثنائية في غاية التعقيد، هي ثنائية الكاتب ومواطنته، فالكاتب هو مواطن أيضا، ولذلك تم التركيز في مواطنة الكاتب، وتمت مناقشة كم اسهمت هذه الثنائية في عمل القطبين »الكاتب - المواطن« في ذات الكاتب ومخيلته، وناقش هذه الإشكالية من قبل كلارا خانيس من اسبانيا، رودويغو سوطو من كوستاريكا، رودويغو فولبي من المكسيك، وسير الندوة خورخي فالديس دياث - فيليث من المكسيك، وتلا الندوة قراءة للممثلة المغربية لطيفة أحرار.
وفي يوم 10 مايو كرست الندوة حول موضوع الكاتب ومخيلته، فالكثير مما يعيشه الكاتب، ويحاول التعبير عنه ناتج عن مخيلة لها ابتكاراتها، ولها ما تدربت عليه في الواقع، فهناك قراءات ينفذها الكاتب أمام الجمهور وأخرى في شريط فيلمي، أو خلال بث تلفزيوني، أو على خشبة المسرح، والندوة تناولت جوهر العملية الإبداعية لدى الكاتب، وتناولت المؤثرات البيئية والشخصية عليها، وما تدرب عليه الكاتب ايضا لإبراز عمل تلك المخيلة كعمل إبداعي يتلقاه الناس بمختلف صور الإبداع، وشارك في هذه الندوة، الشاعر المغربي عبداللطيف اللعبي وباسل رمسيس من مصر، خوان كافستاني »اسبانيا«، أليثيا لونا »اسبانيا« خوسي سانتشيس »اسبانيا« إلياس سيمينياني »اسبانيا« وسير الندوة رومان غوبيرن »اسبانيا«.
وفي يوم 11 مايو التقى الجمهور في السابعة مساء في قاعة المركز الثقافي الأسباني الشاعر العربي السوري أدونيس في قراءة لشعره بالعربية، والأسبانية مع فيديريكو أربوس، وفي اليوم التالي تم عرض المسرحية »مونولوجات لكي لا نضحك« في قاعة نادي الدراما، والمسرحية من نصوص للكتاب خوان كوميث بارثينا وريكاردو بيليغيا وخوان رولفو، وهي من إخراج خوسي سانتيش سينيترا، وقد اقتبست المنولوجات عن قصص لكتاب من أمريكا اللاتينية، وهي تتحدث عن أزمة الفكر لدى الإنسان المعاصر، وطرائق معالجة التناقض بين ما يريده الإنسان وما متاح له، وكان مخرج النص حاضرا فرد على اسئلة الحضور بعد العرض المسرحي، وفي مجال السينما تمحورت الندوة حول العلاقات، الظاهرة والخفية، بين السينما وأشكالها التعبيرية، وكذلك بحثت ارتباطها بلغات أخرى، واقترحت الندوة خمسة أبواب، وخمس مقاربات مختلفة، وكلها تؤدي في النهاية إلى صياغة خريطة معقدة للفن السينمائي، وكما نعيشه من واقعية لعالم مملوء بالترابطات المتداخلة، وتم خلالها أيضا مناقشة الحوار المعبر عنه داخل الحكاية، وتمت مناقشة وظيفة السيناريو فهو يشكل الفضاء الأولي، الذي يمرر الحكاية والخطاب إلى السينما، كما انه يتمثل كل العناصر المستمدة من القصة والمسرح، ويهيئها لكي يتم التعبير عنها وتشخيصها من خلال الصور المتحركة، أي من خلال الفن السابع، كونه نصا مرئيا وهو ضروري جدا لوجوده بشكله »السينمي«، ويسمح بفهم أهمية العلاقة التي توحد الكلمة بالصورة لكي يتحولا إلى سرد يفهمه الجمهور ويتعاطف معه، وهو ضروري أيضا لتنظيم البنية الفكرية للنص من خلال السرد المرئي، وكان عمل كاتبة السيناريو »أليسيا لونا« محط مناقشة وحوار، وهي من النساء القليلات المعروفات في السينما المعاصرة، التي تكتب السيناريو، وفي يوم 14مايو كان الجمهور على موعد مع الفيلم الأسباني »أمنحك عينيّ« من إخراج إيثيار بويّاين، ومن انتاج عام 2003 والفيلم ناطق بالاسبانية مع دبلجة باللغة الفرنسية.