بريد القراء
الصداقة الحقيقية في طريقها إلى الانقراض
تاريخ النشر : السبت ٢ يونيو ٢٠١٢
يؤكد علماء النفس والاجتماع ان أولاد المجتمعات الحالية أصبحوا في حاجة ماسة إلى تأسيس صداقة أساسها العاطفة والوفاق وتقارب وجهات النظر والاهتمامات التي تعرضها المصالح من الطرفين أو مصلحة من جهة واحدة، وإن أول أسس للصداقة أن يكون الشخص صادقاً مع نفسه قبل الآخرين ويستطيع أن يكون متفهماً لجوانب شخصيته وتقليل سلبياتها، فالأشخاص غير القادرين على تفهم أنفسهم وتقبل جوانب النقص فيهم فإنهم يواجهون الصعوبات في إقامة صداقات سليمة مع الآخرين.
إن حياتنا هذه الأيام لا تخلو ممن يقول إن الصداقة الحقيقية في طريقها إلى الانقراض في زمن يتسم بالماديات والمصالح والضغوط المختلفة وفي الجهة الأخرى هناك من يتساءل عن الطريقة الصحيحة لإقامة صداقة وثيقة في زمن أصبح العثور فيه على صديق مخلص صعب جداً وعن كيفية التفرقة بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة.
وأيضاً للعلم هناك من يرى أشخاصاً تمضي معهم أوقاتاً سعيدة جداً، أثناء الجلوس معهم في أماكن هادئة أو نزهة معاً، وعند انقضاء تلك الفترة الجميلة تصبح الصحبة غير محتملة ويصعب خلالها تبادل الأفكار أو إجراء مناقشات شخصية إذن هؤلاء الأشخاص لا يمكن اعتبارهم أصدقاء فالعلاقة بهم لسبب معين ووقتي وبالتالي فإن الصديق الحقيقي هو الذي يبقى قريباً من النفس رغم كثرة المشاغل اليومية، فتجده إلى جوارك في أي وقت تطلبه وفي المحن حتى لو اختلفت وجهات نظر الصديقين في أي موضوع أو أي مشكلة خاصة، ويعتقد كثيرا من الناس أن السن المناسب للصداقة هو سن الشباب لإقامة صداقات حقيقية وأن العلاقة بين أصدقاء الماضي عادة ما تكون أقوى من الأصدقاء الجدد إن الإنسان في حاجة ماسة إلى من يضع فيه ثقته الكبيرة، بل إنه لا يتورع عن إطلاعه على أي سر في قلبه فالصداقة في البداية والنهاية هي حاجة اجتماعية محببة لا غنى عنها، فيجب على كل واحد منا أن يختار صديقاً واحداً مخلصاً ويكون على قلبه في كل ما يدور في هذا الزمن المخلص، هو بمثابة شريك في حياتك وعلاقته تكون أكثر من علاقتك بأخيك.
الناشط الاجتماعي
صالح بن علي