سالفة رياضية
قميص برشلونة
تاريخ النشر : السبت ٢ يونيو ٢٠١٢
سبق أن تحدثت عبر «سالفة رياضية» قبل أربعة أسابيع عن ظاهرة تعلق الجماهير البحرينية بوجه خاص والعربية بوجه عام بالدوريات الأوروبية وبنجومها المشهورين والمميزين وبمتابعة أخبارها ومبارياتها أولا بأول، وهذا التفاعل الملموس يفوق إلى حد كبير ما نجده من تفاعل ضئيل على المستوى الداخلي مع دورينا لكرة القدم ومع نجومه إن صح إطلاق كلمة «نجوم» عليهم في هذه الفترة الزمنية التي تحكمها عدة ظروف وتشهد ظهور لاعبين يخطفون الأبصار والأضواء على المستوى الدولي لما يمتلكون من عزيمة وصبر ومن عطاء لا ينضب ومهارات فنية عالية واحترام للأنظمة والقوانين المعمول بها وفهمهم للحياة الاحترافية بمضمونها العميق في مقابل لاعبين يبحثون عن المجد بأساليب متنوعة وغير جيدة ولا جدية.
والرياضيون يتذكرون الزمن الماضي وألق حقبة الستينيات والسبعينيات وجمال الثمانينيات من القرن الماضي وكيف كانت الجماهير تزين الملاعب عندما تزحف إليها زرافات طمعا في الحصول على فرصة متابعة أنديتها المفضلة لديها والبحث عن فرصة لالتقاط صورة تذكارية نادرة مع نجوم الزمن الجميل، الذين حجزوا لأنفسهم مساحة في قلوب الرياضيين وما تزال تحتضنهم وتفرش لهم بداخله عرشا مطرزا بالورد الأحمر والأًصفر والأبيض والأزرق والسماوي والماروني وغيره من ألوان الطيف البحريني، على الرغم من انقضاء فترة عطائهم في الملاعب أو رحيل بعضهم إلى الرفيق الأعلى، ومن الطبيعي أن مثل هذه الظاهرة التي استدارت فيها أنظار وقلوب الجماهير إلى الفضاء الخارجي بغية إشباع طموحها ورغبتها الجامحة في متابعة فن كروي حقيقي وليس تنطيطا للكرة وصراع عشوائي تستدعي منا كمتابعين التساؤل عن أسبابها مسبباتها والنبش في باطنها لما لها من جوانب مؤثرة على حياتنا الكروية وما لها من أمور سلبية وأخرى قد تكون إيجابية وتؤيدها الدراسات الأكاديمية.
ولم تقتصر المشكلة على حدود الرياضيين أنفسهم وهيامهم مع الرياضة الخارجية وهذا أمر قد نسميه طبيعيا ونسلم به أو هو نزوة وتنتهي ولكن الأمر وصل بنا إلى اهتمام الأم قبل الأب بتعليم أبنائهم من الجنسين حب فريق أوروبي معين وإجباره على التعلق بهذا النادي منذ صغر سنه حيث تلبس الأم الأبناء قمصان الفريق المفضل لديهم ويأتي دور الأب في اصطحابهم إلى المقهى الشعبي وإبعادهم نهائيا عن الأجواء المحلية من خلال إشراكهم في الفرح في حال الفوز أو الحزن وذرف الدموع في حال الهزيمة، إضافة إلى التقاط الصور التذكارية بلباس الفريق المعشوق في ذلك المكان غير المناسب والمغطى بسحابات الأدخنة التي تنفثها أفواه الذائبين في الحب من طرف واحد ومن ثم التباهي بنشرها في اليوم التالي في الصحف، وهناك من الآباء من يقدمون تذاكر السفر ومبلغ الإقامة هدية لأبنائهم للرحيل عنوة لمتابعة المباريات عن قرب ومن قلب الحدث، والأيام تدور، تطحن في رياضتنا ورياضيينا.. برج بيزا الإيطالي يزدادا ميلا وجمهورنا يزاد ميلا آخر إلى المساحات الخضراء في إيطاليا وأسبانيا وإنجلترا وغيرها، أطفال تؤسس لأن تكون أوروبية الهوى وأجساد طرية تلف بقمصان برشلونة والريال والمان وستي في مستشفى الولادة وبعد اطلاقها غنة الوليد.
سألني الناس
هل للرياح لون ورائحة؟
أجبتهم:
لها هزيز وصفير وتؤثر على حركة السفن في البحر وعلى الرياضيين في المقاهي.
حسن بوحسن