الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : السبت ٢ يونيو ٢٠١٢
علينا أن نتصور أن خمسة من الحكام سوف يديرون مباريات كرة القدم على مستوى بطولة الأمم الأوروبية المقرر أن تنطلق لاحقاً على أرض بولندا وأوكرانيا وهذا ما أعلنه وأقترحه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر والهدف من كل ذلك تطويق أخطاء الحكام التي تقع غصباً عنهم وتسبب العديد من المشاكل الفنية والإدارية، إن كان الوضع الحالي يعتمد على ثلاثة حكام واحد للساحة واثنان مساعدان لا يكفي لتطويق الأخطاء ومعهم الحكم الرابع ثم مراقب المباراة والأخطاء تتفاقم فنحن في المستقبل بحاجة ليس إلى خمسة فقط بل إلى عدد مضاعف وبالتالي تتحول المباريات إلى منافسات واستعراضات للباس التحكيم الذين يملئون الملعب بألوانهم الزاهية الموحدة.
هذا في اعتقادي الموضة الأخيرة التي سوف تقضي على كرة القدم من جذورها لأننا بمجرد أن نسهل الحياة تصبح الحياة مائعة وكلما أوغلنا في تدليع الأبناء نساهم في خراب أفكارهم وهذا ما سيحدث لكرة القدم في المستقبل المنظور، إن اللاعب الكروي الذي يجد خمسة حكام يحمونه داخل الملعب لن يلعب الكرة الجادة ولن يبدع بل سيلعب على الماشي عكس لو كان يلعب في حماية حكم لأن الحكم الواحد (رأي) واحد أفضل من الاعتماد على آراء متضاربة والنزاعات ستكون سافرة ويمكن أن تتعقد الأمور إذ أن حل المشاكل التحكيمية لا يأتي عن طريق الكرة تخطت المرمى أن لم تتخط فالمشاكل تكمن في كيفية حماية الموجودين على أرض الملعب بما فيهم الحكام أنفسهم أما زيادة العدد والرصد والإكثار من العيون فهذا يعني منح الأخطاء الفرصة لكي تتفاقم وترتفع المعدلات فيها.
صحيح إن الاتحاد الدولي لكرة القدم يريد أن يقلل من المشاكل لكنه دون أن يعلم سوف يفاقمها وكلما زاد عدد المراقبين زادت الأخطاء لأن كل حكم يريد أن يثبت أنه موجود ووجوده يعني أن يعلن عن الأخطاء حتى لو لم تكن صحيحة، أتصور أن الزمن القادم لكرة القدم سيتحول من المتفرجين إلى الحكام لأن مبدأ الفكر البشري ينتفي ويحل محله التقنيات الحديثة التي لا تقبل الهزل.