أخبار البحرين
فترة الامتحانات تنعكس سلبا على حركة البيع بسوق المنامة
تاريخ النشر : الأحد ٣ يونيو ٢٠١٢
على الرغم من تسلّم المواطنين والمقيمين لرواتبهم عن شهر مايو، وهو أمر يتوقع ان تنتعش به السوق، فإن الملاحظ أن ذلك لم ينعكس إيجابيا على حجم المبيعات في الأسواق، ومنها سوق المنامة القديم، حيث تجولت كاميرا «أخبار الخليج» في طرقاتها ومحلاتها في الساعة العاشرة صباح أمس للتعرف على حقيقة الوضع هناك، وهل فعلا أنه كان للامتحانات أثر سلبي على ركود السوق إلى هذه الدرجة؟
بدأنا من المحلات الواقعة بالقرب من «باب البحرين»، ففي محل «باك بوتيك» للملابس الجاهزة، دخلنا المحل، وتحدثنا مع البائع الذي ذكر فعلا أن للامتحانات دورا سلبيا على حجم البيع، وأضاف أن هذا لا يمنع عوامل أخرى من التأثير منوها إلى أن محله عامر على الدوام في أيام مضت. فيما ذكر موظف بحريني يعمل في «سامسونج» للإلكترونيات انه لربما أجواء الامتحانات، ولكنه أرجع سبب الجمود في السوق إلى عدم وجود مواقف منوها إلى أنه حتى الموظفون في السوق ليس لديهم أماكن لوقوف سياراتهم فيها، وتساءل: فما بالكم بالزبائن؟
ولم نكتف بذلك، خرجنا من هذين المحلين، واتجهنا شرقا، فدخلنا «مجمع يتيم»، وتجولنا في أروقته التي يؤسى لها لقلة الزائرين، على الرغم من نظافة المكان وتكييفه، والمتوقع ان يكون عامرا بالزوار والمتسوقين، وعلى أي حال، اكتفينا بدخول محل «عبدالغفار» لبيع الملابس من بدلات وقمصان وبنطلونات وكرفيتات وغيرها، وباختصار كان جواب الموظف الموجود لحظتها: «إن السبب لربما يعود إلى وجود عروض منافسة في محلات أخرى»، قائلا: ان هذا يجعل الإقبال على سوق المنامة أقل من السابق مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه ما زال يتذكر قبل أكثر من سنة ونصف كيف كان مكانه مملوءا بالزبائن مقارنة بالوضع الحالي.
ثم دخلنا محل «أديداس» للملابس الرياضية، وشاهدنا زبونين فقط، فالتقطنا صورة للمحل من الداخل بعد ان أخذنا إذنا منه، ووافق الرأي في تحليله لتراجع البيع، وقس على ذلك محلات بيع المجوهرات والسفريات وبيع الساعات في هذا المجمع حيث يندر ان ترى أكثر من زبون في محل واحد.
ولم تأخذنا العجلة والاكتفاء بهذا السبب، ومعرفة آراء غير التي عرضناها، واصلنا مشوار التجوال شرقا في سوق المنامة، وذهبنا إلى محلات «مرسيم» ببناية صلاح الدين، وشاهدنا المكان كبيرا، ومملوءا بالملابس والشنط النسائية والقمصان الرجالية وغيرها، لكن الزبائن لم يتعد عددهم 3، وقد أكد لنا صاحب المحل أنه بالفعل، هناك تراجع أكبر في فترة الامتحانات تمتد إلى أسبوعين على الأقل.
وعاودنا جولتنا باتجاه الغرب، ووصلنا إلى شارع التجار ثم شارع المتنبي وسوق الملابس والحلوى والشنط، وكان عدد من يمشون في الطرقات والشوارع أكبر ممن يمشون في شارعي الحكومة وباب البحرين، بالإضافة إلى وجود زبائن في عدد من المحلات ماعدا محلات بيع الساعات والمجوهرات، فالأعداد فيها قليلة، ولا تعبر عن حالة انتعاش كما هو المفترض في فترة تسلّمِ المواطنين والمقيمين لرواتبهم.
ومن المشاهد التي لمسناها بجولتنا الصباحية أمس السبت على ارض الواقع في السوق، هو أن البلدية وبالتنسيق مع وزارة الثقافة وضمن تفعيل مشروع «تجميل السوق القديم، وجعلها منطقة تراثية»، قامت بإزاحة الأغطية والسقوف بين المحلات كما هو واضح في شارع المتنبي والبضائع، وحفرت الطرقات تمهيدا لتحسينها وتطويرها.
ومن جهة أخرى، أعرب البعض من أصحاب المحلات الواقعة في مجمع (304) بوسط السوق القديم عن عدم رضاهم لطول مدة التعديل، وعدم وضع البديل طوال عملية الحفر، وبقاء هذه الطرقات من دون أغطية خشبية أو ألمنيوم، شاكين حرارة الجو من جهة، والغبار من جهة أخرى.
وفي هذا الصدد، قال صاحب محلات (المرهون)، في الوقت الذي نشيد بجهود وزارة الثقافة وبلدية المنامة في خطوات التحسين ومشروع التطوير فإننا نتمنى لو ان الجهتين المسئولتين عن السوق تسرعان من عملية إيجاد البديل لأي شيء يزيلونه، وعدم ترك الطرقات على حالها تنثر الغبار على بضائعنا، بالإضافة إلى عدم مراقبة (العمالة الآسيوية) التي تزور السوق في حذف (اللبان) على جوانب الطرقات، وتساءل: لماذا لا تفرض غرامة على كل من يلقي بـ (اللبان) على الأرض مثلما هو حاصل في سنغافورا؟
ونختتم جولتنا في التعرف على مدى دقة مقولة «تراجع البيع بسبب الامتحانات»، فالتقينا برجل نعرفه (من السودان الشقيق)، فسألناه، ففاجأنا بجواب آخر ومعلومة لم تكن على البال، مفادها أن المواطن أو المقيم يفكر أيضا في أن الصيف قادم، وحلت إطلالته الحرارية، واحتمالات السفر، وقضاء وقت خارج البحرين وارد، وهذا يلغي فكرة التسوق في هذه الفترة الزمنية، ووجدنا كلامه في محله، وفي قمة التحليل المالي والنفسي.
ووصل إلى نتيجة مفادها ان الامتحانات وفصل الصيف والتخطيط للسفر إلى الخارج والأزمة الحالية والمنافسة التجارية يضاف اليها قلة المواقف، كل ذلك لعب دورا في تحجيم المبيعات في الأسواق هذه الأيام.. فهل نشهد تغييرا حاسما لهذه الأجواء في الأيام المقبلة؟