الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


رئيس الوزراء يدق ناقوس الخطر في بانكوك!

تاريخ النشر : الأحد ٣ يونيو ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية حدثت خلال الفترة من عام 1971 حتى عام 2008، لكن الأكثر سوءا هو الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت من أمريكا ولم يتوقف قطارها في أوروبا.. وقد كان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء واضحا جدا في كلمته التي ألقاها في المنتدى الاقتصادي لمجموعة الآسيان في بانكوك مؤخرا حيث قال: «إن الاقتصاد العالمي سيواجه أزمات من حين الى آخر، بصور وأشكال مختلفة، الأمر الذي يتطلب منا العمل على التعامل معها بشكل جدي وموضوعي للتخفيف من اي أضرار سلبية، والحيلولة دون تأثيرها على معدلات النمو، وعلى الجهود المبذولة في سبل تحقيق الأهداف التنموية لمكافحة الفقر وزيادة معدلات فرص العمل».
الطريقة المثالية لمواجهة مثل هذه الأزمات هو العمل الجماعي بين الدول ذات الاقتصادات الناشئة، ولهذا السبب أكد سمو رئيس الوزراء المقاربة بين تجربة رابطة (الآسيان) في شرق آسيا، وبين تجربة دول مجلس التعاون الخليجي (التي هي بصدد تطوير هذا التعاون للوصول الى الاتحاد).
وقال سموه: «إن هذا الاتحاد سوف يحقق نقلة اقتصادية للمنطقة تقدر بترليون دولار.. والعلاقة بين دول المجلس ودول (الآسيان) هي علاقة تكاملية يمكن ان تؤدي الى زيادة رفاهية المواطنين من خلال الازدهار المشترك».
كلمة سمو رئيس الوزراء في المنتدى الاقتصادي ببانكوك جعلت كثيرا من الاقتصاديين هناك وهنا في البحرين يطرحون العديد من الأسئلة حول مدى خطورة الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت في الدول الصناعية الكبرى (أمريكا وأوروبا) ومدى تأثيرها على بقية دول العالم، ومن بينها دول الخليج العربية ومجموعة «الآسيان» وشرق آسيا، بل إن بعضهم ذهب أبعد من ذلك من خلال التحقيق الذي نشرته «أخبار الخليج» يوم أمس حين قال بعض المحللين: «إن المشكلات الاقتصادية العالمية ستنتقل الى الخليج من خلال طريقتين:
الأولى: استمرار محاولات السيطرة الاقتصادية الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط، والتأثير على اقتصاداتها واضعافها من أجل تعزيز الاقتصاد الأمريكي..
والأخرى: عن طريق الانتقال الطبيعي لفيروسات الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة الى دول الخليج في عالم مترابط الأعضاء يكاد يلتحم في قالب اقتصادي موحد».
باختصار.. كلمة سمو رئيس الوزراء تدق ناقوس الخطر أمام اقتصادات المنطقة، واذا كانت مجموعة (الآسيان) تتحرك لحماية نفسها من هذه الأخطار، فالأجدر بدول (مجلس التعاون الخليجي) أن تتحرك هي الأخرى باتجاه (الاتحاد) بوتيرة أسرع حتى لا يأتي يوم تلطم فيه الخدود وتشق الجيوب أمام «الفيروسات» القادمة من الغرب!